اقتصاد دولي

العراق يتوقع زيادة أوبك+ إنتاج النفط.. ما تأثيره على الأسعار؟

وزير النفط العراقي يتوقع إبقاء أوبك سياستها الحالية القاضية بزيادة الإنتاج تدريجيا 400 ألف برميل يوميا كل شهر- جيتي
وزير النفط العراقي يتوقع إبقاء أوبك سياستها الحالية القاضية بزيادة الإنتاج تدريجيا 400 ألف برميل يوميا كل شهر- جيتي

توقع وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار، الأحد، إبقاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على سياستها الحالية القاضية بزيادة الإنتاج تدريجيا 400 ألف برميل يوميا كل شهر خلال الاجتماع القادم للمنظمة.

 

والجمعة، قال ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي، إن تحالف أوبك+ لمنتجي النفط سيواصل زيادة الإمدادات لسد الطلب المتنامي على الخام.

وأضاف في تصريحات للتلفزيون الروسي أن تقلبات سوق النفط ليست مرتفعة للغاية في الوقت الراهن.

 

ويأتي قرار منظمة أوبك وحلفاؤها في تجمع أوبك+ المرتقب بزيادة الإنتاج في كانون الثاني/ يناير تحت ضغط من الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم.

وقبل اجتماع أوبك+ الذي انعقد في الثاني من كانون الأول/ ديسمبر، كان لدى أعضاء التكتل كل الحق لخفض الإمدادات. فقد كان من المتوقع أن يؤدي توجه قادته الولايات المتحدة إلى السحب من الاحتياطيات النفطية الاستراتيجية إلى زيادة الفائض. كما أنها انخفضت أسعار النفط عشرة بالمئة في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر عندما بدأت تقارير عن السلالة الجديدة لفيروس كورونا بالتوارد، بل وتراجعت لأقل من 66 دولارا في يوم الاجتماع.

 

اقرأ أيضا: النفط يصعد قبيل اجتماع أوبك+.. وتوقع بارتفاعه إلى 150 دولارا

لكن أوبك+ تمسكت بموقفها ومضت قدما في ضخ زيادة شهرية طفيفة حجمها 400 ألف برميل يوميا، على اعتبار أن الطلب لن يتضرر بشدة. وأدى ارتفاع أسعار النفط منذ ذلك الحين إلى زيادة ثقة أوبك بأنه لن يكون هناك تراجع كبير في الطلب.

وقال مندوب لدى منظمة أوبك: "السوق استقبلت القرار استقبالا جيدا. الأنباء بشأن السلالة الجديدة تسببت في تراجع المعنويات على الأمد القصير، دون دليل واضح".

وبينما تهدد جولة جديدة من القيود المفروضة على التنقل نتيجة انتشار سلالة أوميكرون بالتأثير على الطلب، لم يشهد العالم عودة إلى القيود الصارمة على السفر التي فرضت خلال موجات الإصابات السابقة.

في الوقت نفسه، كانت مجموعة أوبك+، التي عملت على التراجع عن تخفيضات الإنتاج القياسية في العام الماضي من خلال الزيادات الشهرية، تواجه متاعب في الالتزام بتعهداتها بسبب نقص قدرة بعض منتجي التحالف على ضخ المزيد.

وقال مصدر روسي في أوبك+ إن "خلاصة القول.. أن يكون كل شيء على ما يرام عندما يحوم سعر خام برنت عند حوالي 75 دولارا".

وقد تتجه الأسعار إلى الارتفاع في 2022، وفقا لكريستيان مالك ومحللين آخرين في جيه.بي مورغان والذين يعتقدون بأن أوبك+ ستواجه متاعب لزيادة إنتاجها الشهري بواقع 250 ألف برميل يوميا وتوقعوا في مذكرة بتاريخ 29 تشرين الثاني/ نوفمبر وصول سعر النفط الخام إلى 125 دولارا العام المقبل.

 

ترحيب أمريكي

كان لقرار زيادة الإنتاج أثر إيجابي لدى كبار مستهلكي النفط الذين كانوا يحثون أوبك+ على بذل المزيد من الجهد لخفض الأسعار. ورحب البيت الأبيض، الذي كان يضغط من أجل ضخ المزيد من النفط، بقرار أوبك+.

 

اقرأ أيضا: بلومبيرغ: أمريكا تسعى لتهدئة مع السعودية في مجال الطاقة

وفي الأيام التي سبقت اجتماع الثاني من كانون الأول/ ديسمبر وأعقبته، عقدت أوبك عددا من الاجتماعات مع ممثلي الدول المستهلكة. والتقى وفد أمريكي بعدد من المسؤولين الإماراتيين والسعوديين، وكذلك بمسؤولين من قطر، وهي ليست من بين أعضاء المنظمة.

وقال مصدر في أوبك إن الأمين العام للمنظمة محمد باركيندو ومسؤولين آخرين عقدوا اجتماعا في الثالث من ديسمبر مع مسؤولين صينيين، ووصفه بأنه كان اجتماعا "إيجابيا" وجاء بعد يوم من قرار أوبك+ بالتمسك بزيادات الإنتاج المقررة.

وينفي مسؤولو أوبك أن تكون لقراراتهم علاقة بضغوط الدول المستهلكة. وقال متحدث باسم البيت الأبيض: "اجتماعات الوفد لم تكن مرتبطة باجتماعات أوبك+ ولم يكن هذا هو الغرض من الرحلة" التي ركزت على مجموعة من القضايا الاقتصادية.

وقال نيل أتكينسون، محلل النفط المتمرس والمسؤول البارز السابق في الوكالة الدولية للطاقة، إن قرار أوبك+ كان جيدا لكل من المنتجين والمستهلكين.

وأضاف أنه من المرجح أن تكون الزيادة الفعلية لأوبك+ أقل من 400 ألف برميل يوميا، ولذلك يستبعد أن يزيد فائض النفط المتوقع حدوثه في الربع الأول، كما يرى أنه من الصعب أن يعود العالم إلى فرض إجراءات بنفس صرامة عمليات الإغلاق السابقة.

وقال: "أشك في أن تكون هناك صدمة كبيرة في الطلب. أوبك+ فعلت الشيء الصحيح. وحتى هذه اللحظة، قامت بضخ البراميل الإضافية بشكل مدروس بالتزامن مع تعافي الطلب والأسعار إلى مستويات تحقق التوازن العادل في السوق".

 

التعليقات (0)