أخبار ثقافية

معرض تونس للكتاب: إشهار القمامة.. ونقاش حول الفرنكفونية

يعتبر معرض تونس الدولي للكتاب من أهم المعارض على الصعيدين العربي والمتوسطي- موقع المعرض
يعتبر معرض تونس الدولي للكتاب من أهم المعارض على الصعيدين العربي والمتوسطي- موقع المعرض

بعد غياب عامين جراء تفشي وباء كورونا في العالم، وإلغاء أغلب التظاهرات والمهرجانات الثقافية في تونس، انتظمت الدورة السادسة والثلاثون من معرض تونس الدولي للكتاب بقصر المعارض بالكرم تحت شعار "وخير جليس في الأنام كتاب".

ويعتبر معرض تونس الدولي للكتاب من أهم المعارض على الصعيدين العربي والمتوسطي، من حيث عدد المهنيين والزوّار.

بعيدا عن الكتب وترويجها عرف المعرض برنامجا ثقافيا ثريا، من حيث نوعية الضيوف وقيمة الندوات التي خاضت في كل ما يهم الكتاب والشعر والقصة والطباعة والملتيميديا والترجمة والفلسفة والأدب وعلاقة الأدب بسائر الفنون، وغيرها من المحاور التي ناقشها أكاديميون وأساتذة مختصون.

الأدب الفرنكفوني

 
ومن بين أبرز الندوات، نظمت ندوة حول الأدب الفرنكفوني، حيث فسحت مجالا لاستعراض بعض التجارب في تاريخ الأدب الفرنكفوني، مثل تجربة عبد الكبير خطيبي، أحد رموز الأدب الفرنكفوني، وكاتب ياسين ورشيد بوجدرة والطاهر بن جلون، وفي الندوة كان هناك حديث عن منظمة الفرنكوفونية، وخصوصيات الكتابات الفرنكوفونية الفنية والجمالية، ودور الترجمة في التعريف بأعمال الفرنكفونيين.


واختلفت المواقف حول الأدب الفرنكوفوني، فهناك من يعتبر أن اللغة الفرنسية لا تلغي هوية الكاتب التونسي مثلا، ولا تلغي هوية بقية الكتاب المغاربة الذين اختاروا هذه اللغة للتعبير، وبين من يعتبر أن اللغة الفرنسية رمز للماضي الاستعماري، لأنها جاءت مع الحملات الاستعمارية الفرنسية وفرضت فرضا على السكان الأصليين.

ولئن رحل الاستعمار المباشر، فإن الاستعمار الثقافي ظل قائما عن طريق هيمنة اللغة الفرنسية على ما يسمى بالمستعمرات القديمة، وبين من يعتبر أن اللغة الفرنسية تبقى لغة فلاسفة الأنوار.

حول الخطاب الإشهاري وإشهار القمامة

واحتضن المعرض، ندوة أخرى مهمة تعلقت بالخطاب الإشهاري، تميزت خلالها الباحثة ريم الزياني التي تطرقت لما أسمته بـ "الإشهار الصدامي" الذي نشأ بعد فترة الركود في التسعينات، وأصبح المنتجون يبحثون عن طريقة مختلفة في التسويق لمنتوجاتهم.

 

وتطرقت الزياني إلى تجربة المصور أوليفيرو توسكاني، و"إشهار القمامة" الذي لا تحده أي قيمة أخلاقية، فهو يستغل صور العنف والبؤس والسجناء في حملات دعائية إشهارية، توسكاني نقلنا من الإشهار الصدامي إلى إشهار الصدمة.

نجا المهداوي: رسمت أغلفة 150 كتابا

في معرض حديثه عن الأدب والفنون وخاصة التشكيلية، صرح الفنان نجا المهداوي بأن هناك علاقة وثيقة بين الأدب والرسم مثلا، موضحا أنه رسم أغلفة حوالي 150 كتابا أغلبها هدية منه مؤكدا اطلاعه على محتويات المخطوط قبل تصميم غلافه.

جلال برجس: "دفاتر الوراق" في مسلسل من 30 حلقة

وكان للروائي والشاعر الأردني جلال برجس الحائز هذا العام على الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر العربية" عن روايته "دفاتر الورّاق"، لقاء مع رواد الدورة السادسة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب.
كشف جلال برجس، الذي كانت له مواعيد في قطاع هندسة الطيران والصحافة والإعلام، في هذا اللقاء أن روايته "دفاتر الورّاق" ستتحوّل إلى عمل تلفزيوني، من 30 حلقة سيشارك فيه نجوم عرب، دون أن يفصح عن مزيد من التفاصيل.

كما كشف برجس أن رواية "دفاتر الورّاق" هي الآن موضوع دراسة دكتوراه من حيث الجانب النفسي.

شوقي بزيع: أنا كـ"عليسة" من صور، وربما أكون جدكم

وشارك بفعاليات المعرض أيضا شوقي بزيع الحاصل على شهادة الكفاءة في اللغة العربية وآدابها من الجامعة اللبنانية وذلك بعد أن أتم دراسته الثانوية في مدينة صور، تلك التي جاءت منها "عليسة".
 ومازح الشاعر اللبناني جمهور الدورة السادسة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب، في بداية اللقاء، قائلا: "يمكن أن أكون جدكم"، فهو أصيل المنطقة نفسها التي جاءت منها "عليسة" مؤسسة قرطاج، قبل أن يلقي مقاطع من قصائد "رقصة سالومي" و"مريم" و"قمصان يوسف".

الكاتب الكندي داني لافيريار: الراوي لا يموت أبدا، وأكتب كي لا أموت

 

ضيوف معرض تونس الدولي للكتاب كانوا على موعد مع الكاتب الكندي داني لافيريار العضو بالأكاديمية الفرنسية، والمتوج بجوائز ذات صيت عالمي، كما له تجربة في الإخراج.


يذكر أن الكاتب لافيريار أصله من هايتي، وانتقل إلى مونريال بكندا فيما عاش فترة بالولايات المتحدة، وهو يعيش حاليا بين كندا وفرنسا.


وكلما سئل داني لماذا تكتب؟ يرد: إسألوا القراء لماذا يقرأون؟


وصرح داني لافيريار أن طفولته قد ألهمته الكتابة، فقد ظل مؤمنا بأن الراوي لا يموت أبدا، فقرر أن يكتب حتى يتفادى الموت.

التعليقات (1)
نسيت إسمي
الجمعة، 17-12-2021 07:45 م
ليس في وسعنا الحديث عن الأدب العالمي، بدون الإشارة إلى أثر الأدب الفرنسي وإسهامات أسماء شهيرة، خلّفت بصماتها في سجل التاريخ الفرنسي، أمثال الشاعر والروائي فكتور هوغو صاحب رائعتي «البؤساء» و»أحدَب نوتردام»، والروائي والكاتب المسرحي والفيلسوف الوجودي الفرنسي الجزائري ألبير كامو صاحب رواية «الغريب»، وإميل زولا الروائي المؤثر مؤسس الطبعانية ورائد الرواية التجريبية، وآخرين من عمالقة الأدب الفرنسي الذين تُرجمت أعمالهم إلى لغات متعددة، على رأسها الإنكليزية، محققة انتشارا واسعا في أنحاء الدنيا. وما زال الإقبال على أعمال هؤلاء في العالم الناطق باللغة الإنكليزية متواصلا إلى يومنا هذا، على عكس كُتاب آخرين في العصر الحديث، الذين لم يحققوا تألقا مماثلا. فما سرّ تعثّر الأقلام الفرنسية الحديثة وتراجع الأدب الفرنسي في العالم الناطق باللغة الإنكليزية في عصرنا هذا؟ مظاهر التراجع يتجلى تراجع الأدب الفرنسي في العالم الناطق باللغة الإنكليزية في مظاهر مختلفة كقلة إقبال هذه المجتمعات على قراءة المؤلفات الفرنسية المترجمة إلى اللغة الإنكليزية، حتى إن كانت متوفرة في المكتبات وأسواق الإنترنت. تتجلى الظاهرة أيضا في بقاء الأسماء الأدبية الفرنسية الحديثة مجهولة في هذه المجتمعات، رغم ما بلغته من شهرة في فرنسا والدول الناطقة باللغة الفرنسية. حتى الأسماء الفائزة بجوائز فرنسية مرموقة، مثل جائزة غونكور وجائزة رينودو تظل مجهولة في بريطانيا وأمريكا والقارة الأسترالية، رغم الضجة التي تثيرها والشهرة التي تحققها في فرنسا. فمن الأسماء الكبيرة التي استطاعت أن تشدّ كل الأنظار في فرنسا، ولم تلفت اهتمام الجماهير في العالم الناطق باللغة الإنكليزية باتريك موديانو، الفائز بأكبر جائزة في العالم، جائزة نوبل سنة 2014، وأيضا غيّوم ميسو، الذي يعدّ أفضل كاتب فرنسي، وكيف لا وقد تصدّر الرجل قائمة الكتب الأكثر مبيعا في فرنسا للعام السابع! الأدب الفرانكفوني، الذي يشارك فيه كتّاب من المستعمرات الفرنسية السابقة، لم يسلم بدوره من هذه الظاهرة، فرغم الجهود الكبيرة التي تُبذل والأموال الضخمة التي تُصرف في الترجمة، تبقى أقلام فرانكفونية كبيرة مجهولة أمثال، روني ماران وهو أول كاتب أسود يفوز بجائزة غونكور عام 1921، كذلك الكاتبة السنغالية أميناتا سو فال التي تعد أول امرأة من افريقيا السوداء تدخل عالم الرواية الفرانكفونية، والحاصلة على الجائزة الأدبية الكبرى لافريقيا السوداء عام 1980، وأيضا الكاتبة الجزائرية آسيا جبار التي كانت عضو أكاديمية اللغة الفرنسية، ورشحت لنيل جائزة نوبل للآداب عام 2009.