أخبار ثقافية

صدر حديثا.. كتاب حول الخلاف بين تولستوي ودوستويفسكي

كتاب   دوستويفسكي  تولستوي
كتاب دوستويفسكي تولستوي

صدر حديثا عن دار "المأمون" للترجمة والنشر في بغداد، كتاب "تولستوي وديستويفسكي: الحياة والإبداع" من تأليف ديمتري ميريجكوفسكي، ومن ترجمة تحسين رزاق عزيز.

وجاء في كلمة الغلاف: "كتاب (تولستوي وديستويفسكي: الحياة والإبداع) من الدراسات الرصينة التي تنصب على كشف التضاد في اتجاهين كانا يتنازعان في أسلوب كاتبين روسيين عملاقين؛ هما توليستوي وديستويفسكي.

 

هذان الاتجاهان يشكلان الظاهرة الغربية كما جاء في المقدمة، ويمثلان نزوعا نحو الحداثة ومواكبة لأساليب الثقافة المتنوعة في أوروبا الغربية، والاتجاه الثاني هو النزعة السلافية التي تُكرس للحفاظ على التقاليد القيصرية السلافية الموروثة، وانعكس هذا الصراع في مواقف متنوعة لكلا العملاقين ونظرتهما لآراء زميل لا يقل شأنا، وهو بوكشن.

 

اقرأ أيضا: صدر حديثا.. روايتان للإيطالي المعروف ليوناردو شاشا

مع أن بعض المعلومات التي يقدمها الكتاب قد تبدو مطروقة في كثير من الأدبيات الروسية والغربية، لكنها وضعت بقالب شيق من شأنه أن يلقي الضوء على تفاصيل تجعل النقاد يعيدون النظر في بعض المسلمات النقدية لأدب هذين الكاتبين.

هذا الكتاب يشكل إضمامة معمقة من المعلومات والتفاصيل التي كتبت بطريقة مثيرة وسلسة".

 

اقرأ أيضا: صدر حديثا.. "قصر الطيور الحزينة" للروائي الكردي بختيار علي

التعليقات (1)
نسيت إسمي
الجمعة، 17-12-2021 09:30 م
1 ـ (المؤلف : تولستوي رسائل مختارة 1882ـ1910) لا ريب في أن شخصية ليف تولستوي من أكثر شخصيات الأدب الروسي غرابة وتناقضاً. فقد جمع هذا الكاتب العبقري في شخصيته عمق الإبداع السردي وجرأة الفيلسوف وفي الوقت نفسه الإيمان الديني الراسخ. وكان منذ عودته من رحلته الأوروبية الشهيرة واعتكافه في ضيعته ياسنايا بوليانا قد غير بشكل جذري نظرته إلى الحياة والموت ورسالة الأديب وكيفية تحقيق العدالة الاجتماعية في روسيا القيصرية التي كانت ترزح تحت نير نظام القنانة (العبودية الإقطاعية) الذي تخلصت منه أوروبا الغربية في أعقاب الثورة الفرنسية الكبرى 1789. وتعتبر رسائله ويومياته خير سجل لتطوره الفكري والإبداعي ولاستكشاف المواد التي استقى منها مواضيع رواياته وقصصه ومسرحياته وكذلك دراساته الفلسفية ولاسيما حول الحياة والموت وملكية الأرض والعدالة الاجتماعية، وحول الفنون والتعليم الشعبي. وقد رأيت من المناسب انتقاء الرسائل التي لها علاقة بهذا الإبداع والدراسات ومنها رسائله إلى الكتّاب تورجينيف وأوستروفسكي وجوركي وأندرييف وستاسوف وتشيرتكوف ورومان رولان والفنانين جي وريبين والموسيقار تشايكوفسكي ورسالتاه إلى القيصر ألكسندر الثالث والقيصر نيقولاي الثاني ورسائله إلى برنارد شو والمهاتما غاندي. لكن لا تتوفر مراسلات له مع بعض معاصريه من الكتّاب المعروفين ومنهم دوستويفسكي وتشيخوف. وركزت على نشاطه الاجتماعي والتربوي في مجال التعليم وافتتاح المدارس الشعبية وعمله في التدريس فيها. إن السمة الرئيسية لأدب تولستوي تقترن بحرصه على إظهار الشخصيات والأحداث بصدق وبالتفصيل. وقد انعكس ذلك في مراسلاته الكثيرة مع مختلف الشخصيات والدوائر الرسمية للحصول على مواد أرشيفية تتعلق بما يكتبه. ويلاحظ ذلك من متابعته للأحداث التاريخية وسير الشخصيات وتفاصيل الحياة اليومية في فترة الحرب الوطنية لعام 1812 حين كتب رواية «الحرب والسلام»، ولحياة السجناء لدى كتابته لرواية «البعث» وذكريات المشاركين في حركة الديسمبريين (في رواية لم يتم تأليفها) وحياة حجي مراد والمحيطين به لدى كتابة رواية «حجي مراد» وغير ذلك. ولهذا كان يبعث الرسائل إلى جميع الأشخاص المعنيين راجياً تزويده بالمعلومات حول تلك الأحداث. 2 ـ (أدب دوستويفسكي.. قارئ النفس البشرية ودوافعها) صحيفة "كوريري ديلا سيرا ” الإيطالية تؤكد أن دوستويفسكي هو الوحيد القادر على الإجابة عن تساؤلات كثيرة تفسر دوافع قيام إنسان بقتل آخر. يتميز الأديب الروسي الشهير فيودور دوستويفسكي باتجاهه الإنساني في الكتابة، حيث يسبر أغوار النفس البشرية كاشفا كل ما تحمله من دوافع ومتناقضات، وهو الأمر الذي منحه مكانة مرموقة على خريطة الأدب العالمي على مر التاريخ كواحد من أبرز الأدباء في تاريخ البشرية. وذكرت صحيفة "كوريري ديلا سيرا ” الإيطالية، في تقرير لها، أن دوستويفسكي هو الوحيد القادر على الإجابة عن تساؤلات كثيرة تفسر دوافع قيام إنسان بقتل إنسان آخر. ورأى كاتب التقرير، سكوت سبنسر، أن صاحب رواية "الجريمة والعقاب" هو المرجعية الأفضل التي يجب الاستناد إليها لفهم طبيعة هذه الأمور. وضرب التقرير، الذي جاء تحت عنوان "إذا أردت أن تعرف سبب قتلك، فلا تشاهد التلفاز، اقرأ دوستويفسكي"، مثالًا برواية "الجريمة والعقاب" التي تجيب عن الكثير من أسئلة الجريمة والنزعات الفردية للإرهاب والعنف، لافتًا إلى أن الجميع حاليا يفضل مشاهدة التلفاز على قراءة الكتب . وأشار التقرير إلى أن هناك اقتناعا سائدا حاليًا أننا نعيش العصر الذهبي للتلفاز، وأنه بات قادرًا على تزويدنا بألاعيب السحر والقصص المعقدة والجوانب النفسية المختلفة في الإنسان، وتساءل: "ولكن إذا كنت شغوفًا لهذه الدرجة بمتابعة كل ما هو غامض ومعقد ويخص الجريمة، فلماذا تظن أنك ستجد ضالتك في التلفاز، دون التفكير في دوستويفسكي؟". و أكد أن الفارق بين التلفاز وكتب دوستويفسكي يرجع للقيمة الإنسانية التي تحملها رواياته وقصصه، وأوضح: "دوستويفسكي الأقدر على تزويد الناس بما يحتاجون إليه من معلومات عن عالم الجريمة مثلا وتعقيدات النفس الإنسانية، بشكل أكثر تفصيلًا وأكثر عمقًا، غير أنه ربما يكون أكثر إرهاقًا لهم حيث سيحتاج منهم التركيز والإنصات لما يقوله الخبير بالنفس الإنسانية، في وقت تعلو فيه نبرة التلفاز، وتنحسر فيه قيمة كتب دوستويفسكي مثله مثل الأثاث القديم". يذكر أن دوستويفسكي بدأ بالكتابة في العشرينيّات من عُمره، ونشرت روايته الأولى "المساكين" عام 1846 بعمر الـ25. ومن أكثر أعماله شُهرة "الإخوة كارامازوف"، و"الجريمة والعقاب"، و"الأبله"، و"الشياطين"، ويعتبره بعض النقاد أحد أعظم النفسانيين في الأدب العالمي. 3 ـ (من بدائع الأدب الإسلامي: دراسة نقدية لنصوص من الخطابة و القصة و الشعر) إذا ذكرت كلمة (الفن) أو ألقيت على الأسماع عبارة (الفن الأدبي أو الفنون الأدبية) انصرف الذهن إلى ألوان الأدب شعراً ونثرا من قصيدة أو أنشودة أو مقطوعة أو ملحمة ومن خطبة إلى قصة وأقصوصة وخاطرة ومقالة ومسرحية إلى غير ذلك مما يؤديه فن العبارة كالأسطورة واللغز والأحجية والذي يسبق هذه الألوان في ميدان الأدب والنقد هو معرفة القيم الفنية التي بها يقوم العمل الأدبي أيا كان نوعه. ولعل أقرب المقاييس الفنية التي يوزن بها اللون الأدبي هو مقياس (الصنعة). فلقد درس النقاد القدماء صناع الأدب من خلال البناء اللفظي والمعنوي وقامت على تلك النظرة النقدية دراسات وسعت خصائص الألفاظ والتراكيب وخصائص المعاني للنص الأدبي، وما يتبع هذه الخصائص من جزئيات تقاس بمعيار الذوق والنظرة الشاملة. فهذا أبو عمر الجاحظ يقرر الصنعة في الأدب ويرى أنها مهنة الأديب المطبوع شاعرا كان أو ناثرا، وفي ذلك يقول: "الأدب جنس من الصناعة وضرب من التصوير" ويسمى أبو هلال العسكري كتابه في نقد الأدب بالصناعتين يعنى الشعر والنثر، ويدرس عبدالقاهر الجرجاني القيم الفنية لألفاظ ومعاني الأدب حتى يبلغ الشوط إلى مداه فيقرر مزية النص في النظم لا في اللفظ وحده ولا في المعنى وحده. ويدرس ابن سنان الخفاجي خصائص اللفظة المفردة فيوصلها إلى ثمانية أوصاف. ويبني ابن الأثير كتابه "المثل السائر" على مقدمتين: أولاهما في الصناعة اللفظية، وثانيتهما في الصناعة المعنوية. وفي هذا الكتاب يدرس الدكتور "سعد الدبل" فنون الأدب الإسلامي من خطبة وقصة وشعر مستشهدًا ببعض الشواهد من النصوص الإسلامية ليقف على شيء من خصائصها. يقول الكاتب:"إليك من كلام العرب ما يقرع الخصم، ويقطع الحجة، ويثبت العقل، ويستثير الحماس، ويمتع العواطف، ويلهب المشاعر، ويفيض بسحر البيان وأسر الجنان". وإذا كانت الخطابة والقصة، والشعر هي أرحب ميدان لاستيعاب أغراض الأدب الإسلامي وموضوعاته فسنقصر الدراسة على هذه الألوان الثلاثة مبتدئين بفن الخطابة فهي من أخطر فنون الأدب الإسلامي في حياة المسلمين منذ فجر الدعوة الإسلامية على يد محمد صلى الله عليه وسلم، وإلى اليوم، مشيرين ـ باختصار شديد ـ إلى بعض الألوان الأدبية الأخرى: كالرسائل والوصايا والعهود". وقد خلص الكاتب في نهاية بحثه أن هذا الأدب الإسلامي هو الذي يمكن أن يسير على جادته الأديب آمنا من الانزلاق والضياع والهلاك وهو الجادة الصحيحة الواضحة التي يمكن أن يقوم على طريقها دراسات أدبيه نقدية من خلالها يبين الرشد للناس وأنه فيما قال الله تعالى وقال رسوله الكريم، ثم فيما تأسى به الأنبياء بقول الكلمة الطيبة التي تمكث في الأرض فتخصب وتنفع الناس أجمعين.