صحافة إسرائيلية

معهد إسرائيلي: ثقتنا تراجعت بالجيش للحد الأدنى منذ 2008

نشر المعهد معطيات تظهر تراجع ثقة الإسرائيليين بجيشهم إلى النسبة الأدنى منذ 13 عاما- جيتي
نشر المعهد معطيات تظهر تراجع ثقة الإسرائيليين بجيشهم إلى النسبة الأدنى منذ 13 عاما- جيتي

في ظل ما تعانيه دولة الاحتلال من مشاكل داخلية وتهديدات خارجية، تُظهر مؤشرات استطلاع الرأي الأخيرة معطيات مقلقة لدوائر صنع القرار الإسرائيلي، لاسيما تلك المتعلقة بالجيش وأجهزة الأمن، التي بقيت إلى عهد قريب تشبه "البقرة المقدسة"، ولا يمكن الاقتراب منها بأي نقد أو اتهام.


لكن المستجدات في السنوات الأخيرة، وما شملته من إخفاقات متعددة المجالات داخل الدولة وخارجها، لم يستثن أياً من مؤسساتها وأجهزتها، الأمر الذي وجد ترجمته في تراجع ثقة الإسرائيليين بها، وزيادة مطالبهم بإصلاحها، ووقف حالة التدهور فيها، والحيلولة دون أن تتسبب بانهيار كامل لمؤسسات الدولة.


تال شاليف مراسلة موقع ويللا نقلت، في تقرير ترجمته "عربي21"، ما قالت إنها "معطيات نشرها معهد الديمقراطية الإسرائيلي، وتتعلق بتراجع ثقة الإسرائيليين بجيشهم، ووصلت النسبة إلى 78٪ فقط، وهي أدنى مستوى لها منذ 13 عامًا، بعد أن وصلت نسبة الثقة في مؤشرات سابقة إلى 90%، وهذا يعني أننا أمام أدنى نسبة ثقة في الجيش منذ عام 2008، كما تراجعت ثقة الجمهور في الشرطة خلال الأشهر الأخيرة من 41٪ في أكتوبر إلى 33٪ في يناير، ثم جاءت الثقة في المحكمة العليا بنسبة 42٪ فقط، والحكومة بنسبة 27٪، والإعلام بنسبة 25٪، والكنيست بنسبة 21٪".


وأضافت أن "المؤشر الذي تم تقديم نتائجه إلى رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ أظهرت معطياته أن ثقة فلسطينيي48 بمؤسسات الدولة أقل من ثقة اليهود، وأقل من 50٪ لجميع السكان، وحول الشعور بالأمن تم الكشف عن فجوات كبيرة بين اليهود والفلسطينيين داخل الدولة، لأن 61٪ من اليهود يوافقون على أن إسرائيل قادرة على ضمان أمن مواطنيها، مقابل أقلية فقط من الفلسطينيين بنسبة 33٪ فقط، وهذا يعني تراجعا حادا من الشعور بالأمن، بعد أن بلغ 64٪ في 2019، و56٪ في 2020".

 

اقرأ أيضا: ضباط إسرائيليون يشرحون الصعوبات التي يواجهونها في غزة


في معطيات أخرى جديرة بالمتابعة والتحليل، يعتقد ثلث المستطلعين فقط أن إسرائيل تنجح في ضمان رفاهية مواطنيها، دون اختلافات كبيرة بين الفلسطينيين واليهود، وهي أدنى نسبة في العقد الماضي، وهنا أيضًا ظهر التدهور محسوسًا بشكل خاص بين الجمهور العربي، رغم التحسن الملحوظ في الأشهر الأخيرة، حيث وصف 48٪ الوضع بأنه "سيئ" أو "سيئ جدًا" في يونيو مقابل 28٪ في أكتوبر.


وقد أثر تغيير الحكومة الإسرائيلية في يونيو أيضًا على تقييمات أداء دولة الاحتلال، حيث يُظهر تقسيم العينة اليهودية، حسب المعسكرات السياسية، أن ناخبي يسار الوسط، الذين يدعمون الحكومة بقوة، ارتفع معدل تقييمهم بأن الدولة جيدة أو جيدة جدًا، بينما في اليمين انخفض من 39٪ في يونيو إلى 29٪ في أكتوبر.


البروفيسور تامار هيرمان من المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، الذي يقوم برصد المؤشرات الإحصائية الواردة أعلاه، اعتبر أننا نرى تغيرا صارخاً في المواقف، فناخبو أحزاب الائتلاف المتشائمون سابقًا بشأن مستقبل الديمقراطية، أجروا تقييمات سلبية لها، وانتقلوا إلى جانب أكثر تفاؤلا، بعد أن أصبحوا في سدة الحكم.


أما هرتسوغ، فأكد لدى تلقيه نتائج المؤشر أن تراجع الثقة في مؤسسات الدولة مقلق للغاية، و"يحرمه من النوم"، لأن التوتر المتزايد، وانعدام الثقة بين السلطات: التنفيذية والتشريعية والقضائية، أدى لتراجع ثقة الجمهور الذي يرى ويسمع الصدامات والانتقادات.


ودعا رئيس المعهد الإسرائيلي للديمقراطية يوهانان بليسنر "القيادة السياسية إلى تحمل المسؤولية عن الأزمة القائمة، والاستفادة من خارطة الطريق التي حددها مؤشر الديمقراطية، فيما عقب المتحدث باسم جيش الاحتلال على النتائج المتراجعة بالقول إنه يعتبر مسألة الثقة العامة عنصر مهم للغاية في الأمن القومي.

التعليقات (0)