مقالات مختارة

دراسة: أوميكرون قد يبشر بنهاية الجائحة

أنتوني سجوازين
1300x600
1300x600

تحمل دراسة من جنوب أفريقيا- بؤرة انطلاق متحور أوميكرون إلى العالم- بادرة مشوقة إلى أن المرحلة الحادة من جائحة كوفيد-19 في سبيلها للنهاية.


وأظهرت دراسة أجريت على مرضى مصابين بكوفيد-19 في مستشفى كبير سجل أول ظهور لمتحور أوميكرون أن موجة العدوى تحركت «بسرعة غير مسبوقة» وتسببت في أعراض أخف من السلالات السابقة. وذكر الباحثون أنه «إذا استمر هذا النمط وتكرر على مستوى العالم، سنشهد على الأرجح انفصالاً تماماً بين معدلات الإصابة والوفيات». وهذا يوحي بأن «أوميكرون قد يكون بشيراً بنهاية المرحلة الوبائية لجائحة كوفيد-19، مما يدشن دخوله مرحلة الأمراض المتوطنة».


وحللت الدراسة في مجمع مستشفيات «ستيف بيكو» الأكاديمي سجلات 466 مريضاً من الموجة الحالية، وسجلات 3976 مريضاً من نوبات العدوى السابقة. ومن بين الباحثين فريد عبد الله، من مديري «مجلس البحوث الطبية» في جنوب أفريقيا والمتخصص في الأمراض المعدية. وتخضع جنوب أفريقيا، الدولة الأولى التي شهدت تفشياً كبيراً لأوميكرون، لمراقبة عن كثب لمعرفة مدى انتشار العدوى من المتحور على مستوى العالم. وذكر الباحثون أن صغر سن سكان البلاد وعدد الذين تم نقلهم إلى المستشفى في الموجة الأحدث قد يخفي أيضاً شدة المرض الناجم عن المتحور. لكن البيانات تبث الأمل وسط الباحثين بأن يتقلص القلق من ارتفاع معدلات انتشار أوميكرون، نتيجة أعراض المرض الأقل حدة والعدد المحدود للوفيات الناتجة عن العدوى.


وبلغت حالات دخول المستشفيات في جنوب أفريقيا ذروتها عند نصف ما سجلته في الموجات السابقة. وبلغت الوفيات الإضافية الأسبوعية- معيار لقياس عدد الوفيات مقارنة بالمتوسط التاريخي- ذروتها عند أقل من خُمس معدلها القياسي خلال الجائحة. وإذا كان لدى بلدان أخرى تجارب مماثلة، فقد يساعد هذا في نقل الوباء إلى مرحلة الأمراض المتوطنة، مع اكتساب عدد أكبر من الناس مناعة نتيجة التعرض واسع النطاق للمرض فيؤدي هذا إلى مرض أقل خطورة.


لكن الفيروس، على الرغم من هذا، قد يتحور مرة أخرى إلى سلالة تسبب مرضاً أشد يتفادى بسهولة أكبر الأجسام المضادة الناتجة عن العدوى أو اللقاحات السابقة. وأظهرت الدراسة أن مرضى كوفيد-19 لم يتوف منهم إلا 4.5% فقط أثناء إقامتهم في المستشفى في الموجة الحالية، مقارنة بمتوسط بلغ 21% في الموجات السابقة، وفقاً لموقع «مجلس البحوث الطبية» في جنوب أفريقيا. ودخل عدد أقل من الأشخاص وحدات العناية المركزة، وفترات الإقامة في المستشفى كانت «أقصر بكثير». وجاء في الدراسة أن معدل دخول المستشفى ارتفع بسرعة، لكنه بدأ ينخفض في غضون 33 يوما لمن تم تحليلهم أولاً.


وأظهر تحليل للمرضى في المستشفى يومي 14 و15 ديسمبر أن نحو ثلثي المصابين بكوفيد19 دخلوا المستشفى لأسباب أخرى. وجاء في الدراسة «لم يتم رصد هذه الظاهرة بهذا الحد من قبل في مجمع مستشفيات ستيف بيكو الأكاديمي أو في أي مكان في جنوب أفريقيا. وهذا يعكس على الأرجح مستويات عالية من المرض من دون أعراض في جماعة المصابين بعدوى أوميكرون».


ومن نتائج الدراسة أيضاً أن متوسط الإقامة في المستشفى بلغ 4 أيام، مقارنة بنحو 8.8 يوم في الموجات السابقة. وأن متوسط عمر الذين دخلوا المستشفى بلغ 39 عاماً، مقارنة بنحو 50 عاماً في الموجات السابقة. وأن معدل دخول العناية المركزة انخفض من 4.3% إلى 1%. ويرى الباحثون أن النتائج «أصبح من الممكن مقارنتها بالاتجاهات السائدة على مستوى المدينة بعد رصد حالات الإصابة وتلقي العلاج في جميع المستشفيات العامة والخاصة. ومعدل دخول المستشفيات ووحدات العناية المركزة والوفيات كان أقل بالنسبة لحالات الإصابة مقارنة بالموجات السابقة».


(الاتحاد الإماراتية)

0
التعليقات (0)