قضايا وآراء

النجم الذي لم يعرفه أحد..!!

هشام عبد الحميد
1300x600
1300x600

النجم محمد خيري؛ ذلك الاسم الذي كان لامعا في أواخر الستينيات وكل السبعينيات، وكان وجها سينمائيا بامتياز، لتمتعه بقوام ممشوق، ووجه مصري أصيل؛ جعل المخرج الراحل الكبير شادي عبد السلام يستعين به في رائعته السينمائية الخالدة "المومياء"؛ فكان خيري مبهرا وملفتا إلى الحد الذي تلقفته السينما.

وبدأت ابتسامة الدنيا له، ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن؛ فقد بدأ المغرضون والواشون تصويره للرأي العام الفني قبل الشعبي على أنه يعاني من الدونجوانية؛ حتى لو اقتضى ذلك خيانة أصدقائه مع زوجاتهم. وبالفعل كان خيري يمتاز بكاريزما تجذب النساء إليه، لكنها كانت اتهامات مبالغا فيها إلى حد كبير؛ كي يعطلوا مسيرته الفنية بتوافه الأمور.

ولم يكتفوا بهذا فقط؛ بل كالوا له الاتهامات الجاهزة، على سبيل المثال؛ الغرور في عدم قبول الأدوار المعروضة عليه مقارنة بأقرانه المتواضعين، فأصبح هناك تعتيم متعمد على أخباره الفنية؛ والتركيز بتضخيم إعلامي كبير على خلافات فنية عادية تحدث مع أي فنان؛ لكن مع خيري كانت تأخذ منحى مبالغا فيه.

وبالفعل؛ بدأ المنتجون والموزعون يتوجسون منه إلى أن أصبحوا يبتعدون عنه ثم يتجنبونه ويتجاهلونه؛ إلى أن أسقطوه تماما من حساباتهم وذاكرتهم.

ونتيجة حتمية لغلق الدائرة عليه وبإحكام؛ اضطر خيري لقبول أعمال لا تليق بموهبته ولا نجوميته ولا مكانته؛ خصمت بالتأكيد من رصيده الجماهيري كثيرا، بل ودفع جراء هذا الانسحاب بهدوء من عالم الفن الصاخب؛ مكتفيا بدور من هنا ودور من هناك.

ومع مرور الوقت والزمن؛ نسي الناس هذا الوجه المصري الصميم لممثل موهوب اسمه محمد خيري، ذاك الفتى المصري ذا الملامح المصرية التي لا تخطئها العين؛ والذي لو كانت اهتمت به الحركة السينمائية المصرية؛ لكان له شأن آخر، لكنه رحل.. محمد خيري الذي لم يعرفه أحد..؟!

 


التعليقات (0)