سياسة عربية

اتهامات للحوثي بخرق الهدنة.. والانتقالي يتمسك بالانفصال

رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يطلب تجاوز الخلافات من أجل الدفع بالبلاد إلى بر الأمان- الأناضول
رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يطلب تجاوز الخلافات من أجل الدفع بالبلاد إلى بر الأمان- الأناضول

تبادل الجيش اليمني وجماعة الحوثي، الجمعة، الاتهامات بخرق الهدنة المعلنة من الأمم المتحدة لوقف جميع الأعمال العسكرية في اليمن، بعد أسبوع من دخولها حيز التنفيذ، في حين دعت الأمم المتحدة الجمعة طرفي النزاع في اليمن إلى "التزام ضبط النفس".


وتعيش جبهات القتال الرئيسية حالة من الهدوء منذ بدء سريان الهدنة السبت الماضي، إلا أن طرفي الصراع تبادلا الاتهام بالتقدم في مأرب شمالي اليمن.


وقال مصدر عسكري تابع للحكومة اليمنية، إن "الجيش اليمني أحبط هجوما للحوثيين جنوب مأرب وأجبرهم على التراجع"، منوها إلى أن جماعة الحوثي تستغل وقف الغارات الجوية وتدفع بتعزيزات عسكرية".


وبحسب المصدر ذاته، فإن "القوات الموالية للحكومة، شنت هجوما مضادا على الحوثيين جنوب مأرب".

 

 

 

وصباح السبت، أعلن الجيش اليمني سقوط صاروخ بالستي في مدينة مأرب أطلقته جماعة "الحوثي".

 

 

وعلق المحلل اليمني والعضو في الاتحاد الدولي للصحفيين أنيس منصور على الهجوم، قائلا: "أين الهدنة الانسانية!؟..هل هي هدنة لليمن أم هدنة بين السعودية والحوثيين حفاظا على خزانات أرامكو ومطار المملكة".

 

 

بدورها، قالت جماعة الحوثي، الجمعة، إنها "تصدت لقوات الجيش اليمني التي حاولت الزحف جنوب المدينة، في خرق جديد للهدنة الإنسانية العسكرية".

 

من جانبه، دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الجمعة، أطراف النزاع في اليمن إلى "ضبط النفس" والتزام الهدنة.


وأكد أنه "يتابع عن كثب آخر التطورات في مأرب، حاثا جميع الأطراف على التحلي بضبط النفس والالتزام بالهدنة كما وعدوا اليمنيين".


الانتقالي يتمسك بالانفصال


وفي سياق متصل، قال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن عيدروس الزبيدي، الجمعة، إن قيادة المجلس الانتقالي متمسكة في انفصال جنوب البلاد عن شمالها.


ونوه إلى أنهم "حريصين كل الحرص على أن يكونوا حاضرين في المعترك السياسي بما يخدم قضية شعب الجنوب وتحقيق تطلعاته في استعادة دولته"، مضيفا: "كنا واضحين مع الجميع بأننا لسنا باحثين عن سلطة ووُجدنا لانتزاع حق شعب الجنوب ولتحقيق تطلعاته في استعادة دولته المستقلة".


واعتبر الزبيدي "مشاركة المجلس الانتقالي في مشاورات الرياض إيجابية ومثمرة وعززت حضور قضية شعب الجنوب في أروقة صناعة القرار الإقليمي والدولي".


وبدعوى تهميش وإقصاء الجنوب سياسيا واقتصاديا، يدعو المجلس الانتقالي إلى انفصال جنوب اليمن عن شماله، وهو ما يُواجه برفض شعبي ورسمي واسع.

 

 

 

مجلس الرئاسة يدعو لتجاوز الخلافات 


وعلى ذات الصعيد، دعا مجلس الرئاسة اليمني، الجمعة، إلى تجاوز الخلافات للخروج من الحرب المندلعة بالبلاد منذ سبع سنوات.


وقال رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، رشاد العليمي، إن "المرحلة الحالية استثنائية وحساسة، وتتطلب من الجميع تضافر الجهود والوقوف صفا واحدا للسير نحو تحقيق حلم أبناء الشعب اليمني في يمن موحد ومزدهر يسوده الأمن والاستقرار والرخاء، والدفع بعجلة التنمية إلى الأمام والبدء بعملية الإعمار".


وأكد أنهم سيحاولون بذل المزيد من الجهود لتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم، لافتا إلى أن هذه المرحلة تتطلب من الجميع تجاوز الخلافات والترفع عنها من أجل الدفع باليمن إلى بر الأمان وإنقاذ البلاد".


ونوه إلى أن "الحفاظ على اليمن هو أمانة في أعناق الجميع"، مشيرا إلى أن "الحفاظ على الوطن والدفاع عليه وعلى أمنه واستقراره ووحدته هو واجب على الجميع".

 

 

 

 

 


خطة بشأن الناقلة "صافر"


وعلى صعيد آخر، قالت الأمم المتحدة، الجمعة إن أطراف الصراع في اليمن، وافقوا على خطة تستهدف التصدي لمخاطر ناقلة النفط "صافر"، الراسية أمام سواحل مدينة الحديدة غربي البلاد.


وقال المنسق الأممي المقيم للشؤون الإنسانية ديفيد جريسلي، خلال مؤتمر صحفي في نيويورك، إن الخطة حظيت بدعم أطراف النزاع وأصحاب المصلحة الرئيسيين الآخرين، وأيضا مجلس الأمن الدولي.


وأشار المسؤول الأممي إلى أن "الأمم المتحدة لديها خطة منسقة للتصدي للتهديد الوشيك المتمثل في حدوث تسرب نفطي كبير من الناقلة".


وأضاف: "بذلنا جهودا كبيرة وعملنا بجد مع الأطراف خلال الأشهر الستة الماضية، لنزع فتيل ما كان يسمى بحق قنبلة موقوتة قبالة ساحل البحر الأحمر اليمني".


وبين أن الخطة تتضمن "تركيب سفينة بديلة على المدى الطويل للناقلة خلال فترة مستهدفة مدتها 18 شهرا، وبعد ذلك سيتم تنفيذ عملية طارئة لمدة 4 شهور من قبل شركة إنقاذ عالمية بهدف القضاء على التهديد المباشر، ونقل النفط إلى سفينة مؤقتة آمنة".


وأكد أن "الناقلة غير قابلة للإصلاح، وقد يؤدي حدوث تسرب كبير إلى تدمير مجتمعات الصيد على ساحل البحر الأحمر اليمني"، مشيرا إلى أن "التأثير البيئي سيكون شديدا".


وأضاف: "تقدر تكاليف التنظيف وحدها بـ20 مليار دولار أمريكي، وهذا لا يحسب تكلفة الأضرار البيئية عبر البحر الأحمر، أو المليارات التي يمكن أن تضيع بسبب تعطل الشحن عبر مضيق باب المندب".


ونوه إلى أن "ينوي خلال الأسبوع المقبل، التوجه إلى عدة عواصم في منطقة الخليج العربي "لمناقشة الخطة وطلب الدعم".

 

 

 

 

 


و"صافر" وحدة تخزين وتفريغ عائمة، راسية قبالة السواحل الغربية لليمن، على بعد 60 كم شمال ميناء الحديدة (خاضع لسيطرة الحوثيين)، وتستخدم لتخزين وتصدير النفط القادم من حقول محافظة مأرب.


وبسبب عدم خضوعها لأعمال صيانة منذ عام 2015، أصبح النفط الخام (1.148 مليون برميل)، والغازات المتصاعدة تمثل تهديدا خطيرا للمنطقة، وتقول الأمم المتحدة إن السفينة "قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة".


والخميس، نقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إعلانه تأسيس مجلس قيادة رئاسي لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية في البلاد.


وأفادت بأنه بموجب الإعلان، فوض هادي المجلس الجديد بقيادة رشاد العليمي، بكامل صلاحياته، وصلاحيات نائب الرئيس، مشيرة إلى أن مجلس القيادة الرئاسي سيتولى إدارة الدولة سياسيا وعسكريا وأمنيا.


ويضم مجلس القيادة الرئاسي سبعة أعضاء، وهم سلطان علي العرادة، وطارق محمد صالح، وعبد الرحمن أبو زرعة، وعبد الله العليمي باوزير، وعثمان مجلي، وعيدروس الزبيدي، وفرح البحسني.

 

 


ولقي قرار تشكيل المجلس ترحيبا من السعودية، التي أعلنت تقديم دعم عاجل للاقتصاد اليمني بمبلغ 3 مليارات دولار.


ومنذ سبع سنوات، يشهد اليمن حربا دامية بين الحكومة المعترف بها دوليا والتي يساندها تحالف عسكري تقوده السعودية، وبين جماعة الحوثي التي تسيطر على العاصمة صنعاء ومعظم المناطق والمراكز السكانية الحضرية الكبرى في شمال البلاد وغربها منذ أواخر أيلول/ سبتمبر 2014.


وحتى نهاية 2021، أودت الحرب بحياة 377 ألف شخص، وكبدت اقتصاد اليمن خسائر بـ126 مليار دولار، وفق الأمم المتحدة، بينما بات معظم سكان البلاد، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.


التعليقات (0)