سياسة دولية

ماكرون ولوبان يتصدران انتخابات فرنسا.. هذا موعد المناظرة

تعتبر المناظرة التلفزيونية بين الفائزين في الدور الأول تقليدا مهما في فرنسا منذ 1974- جيتي
تعتبر المناظرة التلفزيونية بين الفائزين في الدور الأول تقليدا مهما في فرنسا منذ 1974- جيتي

واصل الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، تصدر نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الأحد بفارق بضع نقاط مئوية عن منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان، مع فرز أكثر من 90 بالمئة من الأصوات.


وأظهر أحد التوقعات أن ماكرون جاء الأول بحصده من 28 إلى 29 بالمئة من الأصوات، متقدما على لوبان، التي حازت عل ما بين 22 إلى 24 بالمئة.


ويُعقد الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 24 نيسان/ أبريل المقبل، على أن يتولى الرئيس المنتخب مهامه في 13 أيار/ مايو.


ومساء الأحد، شكر ماكرون المرشحين الخاسرين الذين دعوا إلى قطع الطريق أمام مرشحة أقصى اليمين، فيما دعت لوبان "كل من لم يصوتوا" للرئيس المنتهية ولايته إلى "الانضمام" إليها.


وأعرب ماكرون عن استعداده لإنشاء هيكل جديد جامع بعيدا عن "الخلافات" يكون "حركة سياسية كبيرة للوحدة والعمل".


وكان المرشح اليساري الراديكالي جان لوك ميلانشون قريبا من الترشح إلى الجولة الثانية مع نيله نحو 21 بالمائة من الأصوات، فيما مُني مرشحا الحزبين التقليديين الاشتراكي والجمهوري بهزيمة مهينة ونتائج منخفضة غير مسبوقة.


وأعلن ماكرون مساء الأحد أنه سيطلق حملته الانتخابية الاثنين من شمال فرنسا، بينما من المقرر أن تلتقي لوبان بفريق حملتها قبل أن تستأنف جهودها على مستوى القواعد في البلدات الصغيرة والريف الفرنسي في وقت لاحق الأسبوع المقبل.


وأظهرت الاستطلاعات الأولى التي أجريت مساء الأحد حول نوايا التصويت في الدورة الثانية، أفضلية صغيرة لماكرون بحصوله على 51 بالمئة من الأصوات وفق استطلاع "إيفوب-فيدوسيال"، و54 بالمئة وفق استطلاع معهد "إبسوس"، وهي نسبة أدنى بكثير مما حصد عام 2017، حيث حاز على 66 بالمئة من أصوات الناخبين.


دعم ماكرون ولوبان


يسعى الرئيس المنتهية ولايته ماكرون والمرشحة اليمينية إلى الحصول على أصوات ناخبي المرشحين المنهزمين في الدورة الأولى، فيما يهدد الامتناع عن التصويت الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، بعد أن بلغ نسبة 29 بالمئة في الدور، وهي النسبة الأدنى منذ عام 2002.


وحاز ماكرون على دعم واسع من المرشحين المنهزمين في الدور الأول، حيث دعا عدد منهم إلى قطع الطريق أمام لوبان، وفي مقدمتهم ميلنشون، الذي حض أنصاره مساء الأحد على "عدم إعطاء صوت واحد لمارين لوبان" في الدورة الثانية.


وأصدرت أحزاب الشيوعي والاشتراكي والجمهوري والخضر، دعوات مماثلة لدعم ماكرون في الدور الثاني، على حساب اليمينية المتطرفة لوبان، رغم ما يثيره ماكرون من انقسام وجدل لا سيما بين بعض الناخبين اليساريين.


واعتبرت القيادية في حزب الخضر المدافع عن البيئة ساندرين روسو  أن على الرئيس المنتهية ولايته أن "يقنع الناخبين اليساريين والمدافعين عن البيئة واحدا بواحد" وإلا فإنه "لن ينجح".


في المقابل، يبدو أن احتياطي لوبان من أصوات المنهزمين في الدور الأول منخفض، حيث ستعتمد بالأساس على دعم المرشح اليميني المتطرف الآخر إريك زمور، الذي قال بعد حصوله على نحو 7 بالمئة من الأصوات في الدورة الأولى: "لن أخدع بخصمي"، داعيا أنصاره إلى "التصويت لمارين لوبان".

 

ودعا المرشح السيادي نيكولا دوبون-إينيان إلى التصويت لصالح لوبان بعد أن حصل على حوالي 2 بالمئة من الأصوات. 


المناظرة المتلفزة


بينما لم يجر أي نقاش بين المرشحين الاثني عشر قبل الجولة الأولى، فستعرف فرنسا مناظرة متلفزة بين المرشحين في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، ماكرون ولوبان، يوم 20 نيسان/ أبريل المقبل،  وسيتم بثها في وقت واحد على TF1 و France 2 و BFMTV و LCI و CNews و FranceInfo. 

 

اقرأ أيضا: كيف خدمت "أوكرانيا" ملفي الإسلام والهجرة بانتخابات فرنسا؟

في عام 2017، هيمنت ظاهرة ماكرون على الساحة وباغتت الكل، لكن هذه المرة تبدو ابنة جان ماري لوبان الذي كان أول من يقود اليمين المتطرف إلى الدورة الثانية للرئاسيات عام 2002، مستعدة أكثر. 


وخاضت مارين لوبان حملة ميدانية منذ البداية ركزت خلالها على القوة الشرائية التي تمثل الشاغل الرئيسي للناخبين، في حين أن إيمانويل ماكرون الذي انشغل بالحرب في أوكرانيا وربما كان واثقا جدا من استطلاعات الرأي، لم يشارك كثيرا في حملة الدورة الأولى.

 

وتعتبر المناظرة التلفزية بين الجولتين الأولى والثانية تقليدا في فرنسا منذ عام 1974، وغالبا ما تكون حاسمة، فيها أكدت مرشحة اليمين المتطرف حرصها على عدم تفويتها كما كانت قبل خمس سنوات، وأن تبدو ذات مصداقية، خاصة في ما يتعلق بالاقتصاد.


التعليقات (0)