ملفات وتقارير

عشية عيد الفطر.. أسواق مزدحمة وأسعار ملتهبة في غزة

أوضاع صعبة وضعف كبير بالقدرة الشرائية في قطاع غزة- عربي21
أوضاع صعبة وضعف كبير بالقدرة الشرائية في قطاع غزة- عربي21

مع قرب عيد الفطر المبارك، ازدحمت الأسواق المختلفة في قطاع غزة المحاصر للعام 16 على التوالي بالمواطنين، في ظل ارتفاع ملحوظ للكثير من الأصناف التي يزداد الإقبال عليها قبيل العيد.

ويعاني القطاع المحاصر من تردي الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والمعيشية؛ جراء حصار الاحتلال المتواصل والمشدد، والعقوبات التي فرضتها السلطة على القطاع، ما تسبب في تفاقم الفقر والبطالة.

احتياجات أساسية

"بلال"، مواطن فلسطيني في الثلاثين من عمره، متزوج وله 6 أطفال؛ ذكران و4 إناث، يقيم شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، التقت به "عربي21"، وبعد الحديث عن الأوضاع العامة والأجواء مع قرب نهاية شهر رمضان، بدأ الأب الفلسطيني بالتأثر واغرورقت عيناه بالدموع.

مضى في حديثه، حيث تبين أنه خسر جزءا من رأس المال الذي خصصه لعمل تجاري بسيط وقيمته أقل من 200 دولار، حيث يبيع في بعض الأحيان بعض الخضار على عربة يجرها حمار، واضطر الفلسطيني لأن يصرف جزءا منه لسد حاجاته الأساسية.

ما يؤلم "بلال" وغيره الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني المحاصرين في غزة، أنه حتى وقت حديثنا معه لم يتمكن من شراء ملابس العيد لأطفاله، وبدا الحزن يخيم على قسمات وجهه ولا يدري ماذا يفعل من أجل أن يدخل السعادة على قلوب أطفاله.

مع قدوم شهر رمضان المبارك وطيلة أيامه وعند قرب ذهابه، وفق متابعة "عربي21"، تكثر أعمال الخير ومد يد العون لمن يحتاج، وتشيع أجواء من المودة واللحمة والتكافل الاجتماعي، لكن الكثير من أمثال "بلال" لا يعرف عنهم أحدهم.

وخلال جولة لـ"عربي21" في أسواق مدينة غزة المختلفة؛ الملابس، المأكولات والحلويات وغيرها، كانت الأسواق تغص بالمواطنين الذين ظهرت عليهم علامات الغضب من ارتفاع الأسعار في ظل تراجع القدرة الشرائية.

من جهته قال التاجر باسم العويضي، وهو صاحب محل لبيع ملابس الأطفال بالتجزئة في مدينة خان يونس: "لدينا في هذا الموسم معاناة لم نشهدها في السنوات الماضية، وهي تردي الحالة الاقتصادية بشكل كبير لدى الناس وتراجع قدراتهم الشرائية، رغم أن توقعاتنا كانت تشير إلى تحسن الوضع مع دخول عمال غزة للعمل في إسرائيل، ولكن الحقيقة أنه لا أثر كبيرا لذلك في السوق، وخاصة في الإقبال على شراء ملابس العيد".

 



مشاريع خجولة

وأوضح في حديثه لـ"عربي21" أن "ضعف الإقبال أيضا يرجع إلى ارتفاع الأسعار نظرا لمحدودية البضائع المستوردة، وهذا أول موسم نعيشه مع شح البضائع المستوردة، فكانت الكميات قليلة وتحكم بسعرها التاجر المستورد"، منوها أن "صناعة الملابس المحلية في المقابل في القطاع شهدت انتعاشة غير مسبوقة لعدم وصول البضائع المستوردة من الصين كالمعتاد".

ومن بين الأمور التي ساهمت في تردي القدرة الشرائية، أن هناك "غيابا لشريحة واسعة من المواطنين الذين يعتمدون على مخصصاتهم التي يتم صرفها من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية، وأيضا ضعف وقلة المشاريع الخيرية التي تديرها الجمعيات لتوفير "كسوة العيد" للعائلات المستورة، وما ظهر من مشاريع كانت خجولة جدا".

ونوه العويضي، إلى أن ازدحام الأسواق يرجع إلى أن كل صاحب حاجة ينزل إلى السوق، ورغم "هذا الازدحام لكن الجيوب فارغة"، لافتا إلى أن "مقارنة بسيطة بين موسم عيد الفطر الماضي الذي جاء بعد عدوان إسرائيلي على القطاع مع هذا الموسم، ظهر أن الموسم الماضي كان أفضل بكثير".

وعن طبيعة تصرفه عندما يلحظ رغبة المواطن بشراء قطعة لكنه لا يتمكن من سداد ثمنها، ذكر أنه يضطر لأن يتنازل عن جزء من ربحه كي يتمكن من سداد ما عليه من التزامات لدى التجار الموردين، وأيضا كي يتمكن من سداد مصاريف المحل ورواتب الموظفين.

ونبه التاجر إلى أن "الأجواء مشحونة" بين شرائح التجار بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، حيث يشترط المورد سداد معظم ثمن بضائعه مسبقا، لأن "الكل يكاد أن يقع"، مضيفا: "هذا موسم صعب بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ من شح البضائع، والتصاميم المتوفرة، وارتفاع الأسعار، وضعف القدرة الشرائية".

ومما ساهم في زيادة معاناة سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من 2 مليون نسمة، الحروب الإسرائيلية المتعددة ضد القطاع، وتفشي وباء كورونا، والنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، إضافة إلى إجراءات مواجهة الوباء التي تسببت بتوقف العديد من القطاعات الاقتصادية، التي تعاني أصلا من الحصار والدمار.

 

التعليقات (0)