كتاب عربي 21

تساؤلات عن زيارة المجلس الرئاسي الجديد باليمن للسعودية والإمارات

ياسين التميمي
1300x600
1300x600
بينما يواصل رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي زيارتهم الخارجية الأولى من نوعها منذ انتقال السلطة من الرئيس عبد ربه منصور هادي، أكثر رؤساء اليمن سوءا وفشلاً، تتبادر إلى الذهن العديد من التساؤلات عن الذي سينجزه رئيس وأعضاء المجلس خلال هذه الجولة التي بدأت بالسعودية وتتواصل حالياً في الإمارات، مقترنة بمخاوف حقيقية من تنازلات قد يضطر المجلس إلى تقديمها في الوقت الذي يعاني فيه من حالة إرباك نتيجة الانتقال المفاجئ للسلطة إليه برعاية سعودية وإماراتية.

من أبرز هذه التساؤلات: هل هذه الزيارة تدور حول الدعم المفترض للمجلس للقيام بدوره من نقطة الصفر تقريباً؟ الأمر هنا يتعلق بكل شيء تقريباً يحتاجه المجلس للنجاح في مهمته وعلى كافة المستويات، السياسية والعسكرية والاقتصادية وحتى اللوجستية المرتبطة بحاجة رئيس وأعضاء المجلس للقيام بدورهم من العاصمة السياسية المؤقتة عدن ومن قصر معاشيق، المقر الحكومي الوحيد غير الكامل التجهيز، للبدء بنشاط رسمي عالي المستوى.
هل هذه الزيارة تدور حول الدعم المفترض للمجلس للقيام بدوره من نقطة الصفر تقريباً؟ الأمر هنا يتعلق بكل شيء تقريباً يحتاجه المجلس للنجاح في مهمته وعلى كافة المستويات، السياسية والعسكرية والاقتصادية وحتى اللوجستية

لقد غادر الرئيس ونوابه قصر معاشيق للقيام بهذه الجولة التي جاءت مفاجئة تماماً كعملية انتقال السلطة، ولم يحسموا بعد مسألة استقرار الوضع اللوجستي في القصر، ناهيك عن بقية متطلبات ومستلزمات الشروع في إدارة البلد.

فخلال الأيام التي أمضاها الرئيس ونوابه في القصر كانوا يحصلون على وجبات الإفطار والسحور من المتعهدين المعدودين في المدينة، بعد أن تعرض القصر لحملة نهب شاملة للأثاث وأدوات المطبخ، من قبل عناصر المجلس الانتقالي الجنوبي وتحت أنظار قوات التحالف المتواجدة في القصر.

لم يرشح عن زيارة المجلس إلى مدينة جدة حتى الآن، شيء يفيد بانعكاس هذه الزيارة على كفاءة المجلس وأدائه القيادي في الداخل، وهو أمر يتحقق في الغالب بدعم مفتوح، مالي واقتصادي وعسكري، وضغط حقيقي لإنهاء الوضعية الأمنية الشاذة التي تعيشها عدن، الواقعة تحت سيطرة مليشيا تتبنى نهجاً مضاداً للدولة التي باشر مجلس القيادة الرئاسي إدارتها بدعم من التحالف.
أبو ظبي قد تكون جاهزة أكثر من الرياض، بأجندة زيارة شديدة الخطورة على مستقبل المجلس ودوره الوطني المفترض، مستغلة حالة الإرباك التي يمر بهذا المجلس والظروف السيئة التي تكتنف دوره ومهامه في العاصمة السياسية المؤقتة عدن

الأمر سيبدو أكثر قلقاً فيما يخص الزيارة التي يقوم بها حالياً مجلس القيادة الرئاسي إلى الإمارات، فأبو ظبي قد تكون جاهزة أكثر من الرياض، بأجندة زيارة شديدة الخطورة على مستقبل المجلس ودوره الوطني المفترض، مستغلة حالة الإرباك التي يمر بهذا المجلس والظروف السيئة التي تكتنف دوره ومهامه في العاصمة السياسية المؤقتة عدن.

قد تبدو أجندة زيارة المجلس الرئاسي اليمني الجديد لأبو ظبي في حدها الأدنى، مجرد زيارة بروتوكولية، تعكس جزءا من رضا ولي عهد أبو ظبي عن عملية انتقال السلطة التي أحدثت قطعاً شبه كلي مع ربيع اليمن، وأبقت الباب مشرعاً على بلوغ الأهداف الجيوسياسية الإماراتية في اليمن، وخصوصاً ما يتعلق بطموحها في الاستحواذ على محافظة أرخبيل سقطرى، وقد يواجه المجلس الرئاسي مطالب جدية بتقديم تنازلات تقرب ولي عهد أبو ظبي من أهدافه في اليمن بأقل كلفة.

لطالما أظهرت أبو ظبي سلوكاً معادياً، وإصراراً على المضي نحو تحقيق هدف السيطرة على أرخبيل سقطرى، لكنها كانت تعاني من الانكشاف الواضح لمشروعها المرفوض أمام الرأي العام اليمني، فيما آثر الرئيس هادي الصمت في ملاذه الخارجي بالعاصمة السعودية، مكتفياً بعدم تعيين محافظ جديد للمحافظة، وهي خطوة لم تحدث فارقاً بالنسبة للتحالف والإمارات ولما يقومان به في هذا الأرخبيل.
حصاد الزيارة الخارجية للمجلس الرئاسي الجديد هو الذي سيحدد معالم المسار الذي يمضي فيه المجلس، وعما إذا كان يمثل فاتحة عهد جديد تترسخ فيه أسس الدولة اليمنية، وتعزز من خلاله قدراتها في مواجهة التهديدات العديدة، ومن أهمها تلك التي يمثلها الحوثيون

لا يقين بشأن الأبعاد النهائية لزيارة المجلس الرئاسي اليمني الجديد للإمارات، هل ستظل في الإطار البروتوكولي أم ستتمخض عنها تنازلات واستحقاقات لا تتحملها الدولة اليمنية في ظل وضعيتها الراهنة شديدة الوهن والضعف.

حصاد الزيارة الخارجية للمجلس الرئاسي الجديد هو الذي سيحدد معالم المسار الذي يمضي فيه المجلس، وعما إذا كان يمثل فاتحة عهد جديد تترسخ فيه أسس الدولة اليمنية، وتعزز من خلاله قدراتها في مواجهة التهديدات العديدة، ومن أهمها تلك التي يمثلها الحوثيون بصفتهم استثماراً جيوسياسيا لإيران في جنوب شبه الجزيرة العربية.

twitter.com/yaseentamimi68
التعليقات (0)