قضايا وآراء

عبد العزيز مكيوي.. رحيل مأساوي لفنان موهوب

هشام عبد الحميد
1300x600
1300x600
عبد العزيز مكيوي؛ هو اسم لفنان كبير موهوب، ولكن للأسف لا يعرفه الكثيرون. فهو صاحب موهبة كبيرة في فن التمثيل، تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية، وأوفد في بعثة للدراسة بموسكو. ولأسباب لا نعلم تفاصيلها سوى رحيل زوجته عن الحياة هناك مما أثر عليه نفسيا؛ قرر العودة إلى القاهرة بعدما تركها وخلفه فيلمه الأشهر "القاهرة 30" أمام سندريللا السينما المصرية الراحلة الكبيرة سعاد حسني؛ ومن إخراج الراحل الكبير صلاح أبو سيف.

ولقد نجح هذا الفيلم نجاحا مدويا، ولفت الأنظار بقوة هذا الشاب الذي يتسم بملامح مصرية أصيلة مرسومة على وجهه؛ ملامح فارس نبيل يمتلك في جعبته الفنية الكثير. والجميع توقع لهذا الفنان الشاب الموهوب المثقف مستقبلا باهرا كبيرا.

ولأسباب لا نعلمها؛ فوجئ الجميع بتراجع هذه الطاقة الفنية الهائلة ثم اختفائها لفترة طويلة من الزمن، ولكنه ومع كل ظهور جديد مفاجئ له كنا نستمتع بفنه.

ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فبدأت حالة مكيوي النفسية في التدهور السريع، وبدأ في اعتزال الناس والوسط الفني؛ حتى شوهد في أحد شوارع مدينته الإسكندرية ملتحفا السماء، مقتاتا على بقايا نفايات الطعام، وأحدهم قام بتصويره وهو على هذه الحالة الرثة.

وانتشرت الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعالت الأصوات نحو إنقاذ هذا الفنان العملاق، ولكنه آثر الرحيل ليريح ويستريح. رحل كما رحل بعض العمالقة من قبله؛ فقيرا معدما لا يملك قوت يومه، رحل بكبرياء العمالقة دونما إراقة ماء وجهه لأحد، رحيل مأساوي بحق لأحد الوجوه الفنية المصرية الأصيلة.

غير أن هذا الرحيل المأساوي المفجع؛ لا يحدث إلا للفرسان النبلاء فقط.
التعليقات (0)