تقارير

سخنين مدينة فلسطينية أسسها الكنعانيون قبل 3500 سنة

مشهد للشارع الرئيسي في مدينة سخنين الفلسطينية
مشهد للشارع الرئيسي في مدينة سخنين الفلسطينية

مدينة عربية يقدر عمرها بنحو 3500 سنة. ومع ذلك، فإن الاحتلال الإسرائيلي لم يعترف بها مدينة إلا في عام 1995، رغم أنها تشكل قلب الجليل شمال فلسطين المحتلة. وأقيم فيها مجلس بلدي يدير شؤونها في جميع المجالات. 

تقع سخنين إلى الجنوب الشرقي من مدينة عكا، وترتفع 310 أمتار عن سطح البحر، وتبلغ مساحة أراضيها نحو 70 ألف دونم، وتحيط بها أراضي قرى العزيز ورمانة وكفر مندة وكوكب ودير حنا وعرابة وصفورية. 

وتأسست سخنين على يد العرب الكنعانيين قبل حوالي 3500 عام، إذ تمتعت بموقع ذي أهمية استراتيجية واقتصادية. ومرت القرية بالعديد من الحروب، وتم احتلالها على يد الفرعون تحتمس في عام 1479 قبل الميلاد. وفي عهد الإمبراطورية الفارسية تم احتلال المدينة مرة أخرى على يد سرجون الثاني وذلك في عام 586 قبل الميلاد، وهو الذي أطلق عليها "سيجانا" أو "سيجاني"، ومعناه "مقر القائد"، وهذه إحدى التفسيرات لأصل تسمية سخنين. وكانت وظيفة الملك هي الحفاظ على الأمن في المناطق التي احتلها الفرس. 

 

                              مشهد عام لمدينة سخنين

هناك رواية أخرى أن أصل الاسم "سخنين" كان قد اشتق من الكلمة الأرامية "سوخنين" والتي تعني الوكلاء/ البائعين، ذلك لأن سكان القرية في تلك الفترة أنتجوا اللون القرمزي من المحار/ الأصداف التي أحضروها من وادي قريب يدعى "وادي القطن". وتم تقسيم المحار داخل الكهف إلى عشرة أقسام، ومن هنا تم اكتشاف "كهف الزخرفة" في القرية. وتاجر أهل القرية باللون القرمزي وباعوه للملوك المصريين وللكهنة اليهود الذين أبرزوا هذا اللون في ملابسهم. وعلى اسم هؤلاء الوكلاء (سوخنيم) أُطلق على المكان اسم "سخنين". 

هناك رواية أخرى؛ أن الاسم مشتق من كلمة "سخي" في اللغة العربية والتي تعني الشخص الكريم.  

شاركت سخنين وأبناؤها في حرب الاستقلال الفلسطينية ضد المستعمر البريطاني، وقد اندلعت تحت عنوان "ثورة فلسطين الكبرى عام 1936". 

وكانت قرية سخنين آنذاك مركزا مهما من مراكز الثورة، ودفعت ثمنا باهظا بسبب ذلك، إذ استشهد العديد من أبنائها، وتعرضت للحصار عدة مرات من قبل القوات البريطانية، وكان أكثرها قسوة الحصار الذي فرض عليها عام 1938، وعاثت خلاله قوات الانتداب فيها خرابا ودمارا وعذبت ونكلت بأهلها. 

وبرزت بطولة أبناء سخنين ورجالها بقوة في حرب عام 1948، إذ هبوا للدفاع عن فلسطين، وتحولت إلى قلعة تحمي كل القرى والمنطقة. 

وبرز دورها بعد سقوط عكا والقرى المجاورة عام 1948، إذ تكفل أهل سخنين بحماية القرى الواقعة إلى الغرب مثل ميعار وكوكب وشعب والروة، إذ إنهم شكلوا دوريات الحراسة التي حالت دون تقدم القوات اليهودية. 

وبعد معارك ضارية، سقطت سخنين في تشرين الأول/ أكتوبر عام 1948 بيد الاحتلال الصهيوني.. وبعد توقيع اتفاقات الهدنة عام 1949 ضُمت مع باقي منطقة الجليل إلى دولة الاحتلال. 

 

                           صورة بانورامية ليلية لمدينة سخنين

وفي سبعينيات القرن الماضي، قررت الحكومة الإسرائيلية إقامة مدينة كرميئيل اليهودية قرب قرية سخنين، وصادرت لهذه الغاية خمسة آلاف فدان من الأراضي الزراعية التابعة للقرية. وفي 30 آذار/ مارس عام 1976 الذي عرف بـ"يوم الأرض" تظاهر سكان سخنين مع أشقائهم في قرى فلسطينية أخرى ضد الإجراء الإسرائيلي، ووقعت اشتباكات دامية مع قوات الاحتلال أسفرت عن استشهاد عدد من أبناء القرية. 

وكان في سخنين أواخر العهد العثماني 1,582 نسمة. وفي عام 1913، بلغ العدد 1,891 نسمة. وفي عام 1948م، ارتفع إلى 3,362 نسمة. وفي عام 1980 إلى 11,600 نسمة. وفي عام 1999 ارتفع العدد إلى 19.400 نسمة. 

وبحسب معطيات اللجنة المركزية الإسرائيلية للإحصائيات، فإن عدد سكان سخنين بلغ نحو 32 ألف نسمة، ويرتفع عدد السكان بمعدل سنوي يصل إلى 2.4%، غالبيتهم من المسلمين الذين يشكلون 93.8%، والباقون (6.2%) من المسيحيين. 

وتعتبر سخنين من المدن الفقيرة، وترتفع نسبة البطالة فيها مقارنة بباقي المدن، ويعاني أهلها، شأنهم شأن بقية الذين يعيشون داخل الخط الأخضر، من تضييق السلطات الإسرائيلية عليهم. ويفاقم النقص الكبير في الأراضي المخصصة للبناء معاناتهم في ظل سماح تلك السلطات للبلدات اليهودية المجاورة بالتمدد على حساب المدن الفلسطينية. 

المصادر 

ـ سخنين، الجزيرة نت، 9-11-2014. 
ـ سخنين، الموسوعة الفلسطينية، 3-8-2014. 
ـ دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، 16-8-2020. 
ـ هوية سخنين، موقع بلدية سخنين الإلكتروني. 
ـ مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، 1974. 
ـ موقع الصنارة، صفوت أبو ريا: اليوم سيتم رفع الإغلاق عن سخنين، 18-12-2020. 


التعليقات (0)