صحافة إسرائيلية

مناورات بحرية للاحتلال لحماية "منصات الغاز" من حزب الله

خصصت المناورات البحرية لمواجهة جملة من السيناريوهات المفاجئة وغير المتوقعة- جيتي
خصصت المناورات البحرية لمواجهة جملة من السيناريوهات المفاجئة وغير المتوقعة- جيتي

بدأ جيش الاحتلال بخوض تدريبات لمواجهة هجمات صاروخية معادية بالاشتراك مع تقنيات خاصة، وقد استعد سلاح البحرية لسلسلة من السيناريوهات من بينها استهداف المنشآت الاستراتيجية في المياه الإقليمية، وتم استخدام التقنيات المصممة لمراقبة التهديدات المختلفة، خاصة بعد تهديد الحزب بأن كل الحفارات تحت التهديد، وفق ما ذكره موقع "واللاالعبري.

 

ومع استمرار التوتر الإسرائيلي اللبناني حول استخراج الغاز من البحر المتوسط، ودخول حزب الله على خط التهديدات باستهداف حقل "كاريش" والمعدات المرافقة له، فقد كشف جيش الاحتلال في الساعات الأخيرة، النقاب عن إجراء مناورات بحرية.

 

وخصصت المناورات البحرية لمواجهة جملة من السيناريوهات المفاجئة وغير المتوقعة، بما فيها الهجمات الصاروخية على أهداف في المياه الاقتصادية لدولة الاحتلال، لاسيما قبالة شواطئ حيفا، وقد رفعت المؤسستان الأمنية والعسكرية مستوى اليقظة لديهما على خلفية التعثر الحاصل في المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية حول ترسيم حدودهما البحرية، ودخول الحفارة إلى موقع "كاريش"، والتوجه إلى ضخ الغاز في سبتمبر. 

 

وكشف الخبير العسكري، أمير بوخبوط، في تقرير نشره موقع "واللا"، ترجمته "عربي21" أنه "من أجل حماية الحفارات والمصالح الإسرائيلية في المجال البحري، تم إنشاء منتدى متعدد الأسلحة يضم وزارة الحرب وأسلحة البحرية والجو والجيش والاستخبارات استعدادا لاحتمال أن يحاول حزب الله القيام بعمل عسكري، أو استفزازات للإضرار بعملية ضخ الغاز، وقد خصص قائد شعبة الاستخبارات العسكرية -أمان- أهارون خاليفا الموارد اللازمة لمواجهة التهديدات البحرية وحماية المياه الاقتصادية". 

 

وشهدت الفترة الأخيرة، خوض تدريبات بحرية عدة تحت إشراف القائد في سلاح البحرية دانيال هاغاري، لمواجهة سيناريوهات قتالية ضد وحدات صاروخية مختلفة، بحسب ما ذكره الخبير في تقريره.


اقرأ أيضا:  دعوات إسرائيلية لـ"إطفاء الحريق" مع روسيا خشية وقوع خسائر

وبحسب الموقع العبري، فإن من المقرر إجراء تمرين كبير آخر في الشهر المقبل يحاكي سيناريوهات عداونية في الساحة البحرية، كما أنه يتضمن تحسينات تكنولوجية، لاسيما أن 99% من الواردات الإسرائيلية تأتي من البحر، في حين أن هناك تخوفا حقيقيا من إلحاق الضرر بهذه المساحة الاستراتيجية، واستهداف حرية الحركة البحرية لإسرائيل.

 

ولفت الخبير العبري إلى تداول الأوساط الإسرائيلية أن 5900 سفينة في المتوسط تصل كل عام إلى الموانئ البحرية لدولة الاحتلال، يصل 53% منها إلى ميناء حيفا الذي أصبح مهددًا من قبل حزب الله، وتصل سنويا 300 ألف مركبة إلى الموانئ البحرية على متن السفن، و90% من القمح المستورد في إسرائيل يتم على متن السفن.

 

ويحوز سلاح البحرية الإسرائيلية سفناً مدرعة بصورة جيدة من أجل أن تتكيف مع التهديدات المختلفة من لبنان وقطاع غزة وسوريا، لكن ليس هذا هو الحال مع سفن أخرى تجري مراقبة استعدادها لمدة عامين بسبب مشاكل التخطيط، والتحضير غير الملائم، رغم أن سلاح البحرية يرفض هذه الانتقادات والادعاءات المتعلقة بمشاكل الاستعداد، ويقول إن سفينة الهجوم "لاهاف" قادرة على حماية منصة "كاريش" من جميع التهديدات، وستبقى موجودة حول المنصة بقدر ما هو مطلوب. 

 

وفي الوقت الذي تم فيه اعتراض طائرتين بدون طيار أرسلهما مؤخرا حزب الله، فقد تم مؤخرًا استخدام أجهزة استشعار وتقنيات متطورة لرصد التهديدات المختلفة التي تمت تجربتها بالفعل، والتعرف عليها، والتنبيه لها، ما قد يستدعي تطوير العلاقة بين القوات البحرية والجوية بغرض إحباط نوايا الحزب في المجالين البحري والجوي.

 

من جانبه قال حذر مستشرق إسرائيلي، من الاستخفاف بالتهديدات الجديدة، التي أطلقها لأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.

وذكر الكاتب عوديد غرانوت، في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، بعنوان "نصرالله يغامر ويخاطر بحرب"، أن نصرالله، "سمح لنفسه عبر قناة "الميادين"، بأن يصعد ويرفع مستوى تهديداته ضد إسرائيل حول تنقيبات الغاز، وحذر نصرالله من أنه لن يسمح لإسرائيل بالتنقيب في "كاريش"، وإذا لم يتفق بداية على ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، لن يسمح لها وللشركات الأجنبية أن تبدأ بالتنقيب".

وأضاف: "كما لم يستبعد نصرالله إمكانية وقع حرب إقليمية، تشارك فيها "جهات أخرى"، مشيرا إلى أن "كل الحقول البحرية محددة لدى حزب الله كأهداف".

وقال: "طريقتان لقراءة تحذيرات نصرالله الجديدة: الأولى؛ كتبجح صرف يستهدف الضغط على إسرائيل لقبول المطالب اللبنانية في المفاوضات الجارية الآن على ترسيم الحدود، وضمن أمور أخرى، كي يتمكن إذا تحقق اتفاق أن يسجل على اسمه هذا الانجاز، ويدعي بعد ذلك بأن تهديده باستخدام القوة وحده هو الذي دفع إسرائيل لأن تتراجع".

ولفت الكاتب، إلى أن "هذه القراءة تنسجم جيدا مع حقيقة أنه بشكل نادر، قسم غير صغير من المقابلة كرس لصد النقد داخل لبنان على تنظيم حزب الله".

كما توجد إمكانية أخرى، وبحسب غرانوت "محظور الاستخفاف بها؛ وهي أن نصرالله يعد نفسه لمواجهة مع إسرائيل حول تنقيبات الغاز"، موضحا أن "الأمر بتقدير نصرالله؛ ستكون مواجهة عسكرية محدودة، ستعزز مكانته فقط، ولن تتطور لحرب شاملة لا يرغب فيها".

وبين أنه "يمكن التقدير بأنه توجد له أسباب أخرى ومخطئة للتقدير على النحو التالي؛ أن إسرائيل تعيش في ذروة أزمة سياسية وفي فترة انتقالية، وعلى راس حكومتها يقف يائير لابيد، شخص جديد وغير مجرب، وفي الجيش ينشغلون بتبادل رئاسة الأركان، ورئيس الأركان الجديد سيتسلم مهام منصبه في كانون الثاني/يناير 2023؛ باختصار، إذا ما ضرب طوافة التنقيب ليس في إسرائيل الآن من يقرر فتح الحرب".

ورأى الكاتب، أنه "في مثل هذه الحالة، ينبغي أن نذكر نصرالله بأن من شأنه أن يكرر تقريبا تلك التقديرات المغلوطة التي ورطته في حرب 2006، ومرغوب أن يعرف أنه في هذه المرة أيضا يلعب بالنار".

 
التعليقات (0)