حول العالم

مغني راب مغربي يعلن تعاطيه الحشيش ومطالب بإقالة وزير الثقافة

مغني راب مغربي يثير جدلا واسعا بسبب تصريحات وسلوكات له خلال مشاركته في مهرجان بالرباط- (وسائل تواصل اجتماعي)
مغني راب مغربي يثير جدلا واسعا بسبب تصريحات وسلوكات له خلال مشاركته في مهرجان بالرباط- (وسائل تواصل اجتماعي)

أثارت مشاركة لمغني الراب المغربي الغراندي طوطو، ضمن فعاليات مهرجان الرباط عاصمة للثقافة الأفريقية، انتقادات لاذعة بسبب ما تضمنته مشاركته مما تم وصفه بأنه "إساءة للمغاربة وللذوق العام".

ودعت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد إلى مساءلة وزير الثقافة وعزله من منصبه بسبب ما جرى من انحراف قيمي وأخلاقي خلال المهرجان.

وذكرت المنظمة في بيان لها اليوم السبت، نشرته في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنها تابعت ما وصفته بـ "تفاهة البرامج الاحتفالية للمهرجان الذي نظمته وزارة الثقافة والشباب والتواصل طيلة أيام 22-23-24 من شهر آب (أغسطس) المنصرم، والذي إعتلى منصته أحد أشباه الفنانين الملقب بـ(الغراندي طوطو)، الذي لم يقتصر تحريضه للشباب على تعاطي المخدرات أمام الرأي للعام".

وأضاف البيان: "بل إنه تعدى ذلك إلى مواجهة الجمهور والمتتبعين بكلام ناب، وإيحاءات غير أخلاقية توحي بقمة السفالة، والانحراف الثقافي الذي يتنافى مع مجموعة من القواعد الفنية والثقافية، وبتمويل من الميزانبة المالية التي تستخلص من جيوب المواطنين، الذين عبروا عن استيائهم وغضبهم من التسويق لمثل هاته الفقرات التي تستهدف هدم القيم والمبادئ الأساسية للقيم التربوية والفنية والثقافية".

واستنكرت المنظمة ما وصفته بـ "الانحراف"، كما أنها أدانت "استثمار وزير الثقافة والشباب والتواصل لأموال الشعب في  تنظيم مهرجانات التفاهة، واستغلالها كوسيلة تواصل، لتمرير فقرات الذل التي من شأنها هدم القيم والمبادئ التربوية والثقافية للشباب بإعتبارهم الفئة الاجتماعية المستهدفة، في قالب مواز لتفريغ السياسية العمومية من أهداف وفلسفة تكريس القيم وبناء جيل نموذجي".

ودعت المنظمة كافة القوى الحية للأمة إلى المطالبة بعزل وزير الثقافة، نظرا لخطورة وقع هاته الإهانة على الصورة الثقافية والفنية والتربوية للشعب المغربي، الذي يطالب بعدم نسف مبدأ الحكامة الجيدة، من خلال ربط المسؤولية بالمحاسبة.

 



من جهته قال مصطفى الطالب، الناقد الفني والسينمائي، إن ما وقع بالمهرجان، يستدعي اعتذارا رسميا من وزارة الثقافة، كما أنه يستدعي من الوزير نفسه أن يقدم استقالته، مشددا على أن ما جرى لا يليق بالرباط كعاصمة للثقافة، ولا يليق بهذا المشروع الذي يرعاه جلالة الملك.

وذكر الطالب في حديث للقسم الإعلامي لحزب العدالة والتنمية اليوم، أن ما وقع سقط بالمغاربة في الحضيض، ما يستوجب مساءلة وزير الثقافة، باعتباره المسؤول عن المجال الفني وعن الإبداع الفني، وباعتباره أيضا المسؤول عن المهرجان، الذي استدعى هذا الشخص الذي لا يفقه شيئا لا في الفن ولا في الإبداع.

ونبه المتحدث ذاته، إلى أن شعار الحرية الذي يتبجح به أمثال هؤلاء للقيام بأعمالهم المنافية للإبداع والذوق والفن، لو أنهم كانوا في أوروبا نفسها، وتفوهوا بتلك التعابير في وجه الجمهور والمواطنين، لقابلهم الشعب الأوروبي بالتهميش والازدراء.

وأضاف: "لأن الكلام الذي قاله المعني فوق خشبة المسرح كان ساقطا جدا وبئيسا للغاية"، يتابع الطالب: "فربما نجد تفسير هذا في أنه ألف قوله أو استخدمه في أزقة وشوارع معينة، منبها إلى أن هذه الأزقة والشوارع هي أقصى مكان قد يقول فيه تلك المصطلحات، لا أن يُستدعى إلى مهرجان ممول من المال العام، وأن يخاطب الجمهور بهذا السفه والبذاءة".

ودعا الناقد الفني، الفنانين والمفكرين والمثقفين والفاعلين في المجتمع المدني وجمعيات الفن والثقافة وأيضا السياسيين والفاعلين في وسائل التواصل الاجتماعي، إلى التعبير الصريح عن رفض هذا الشذوذ الذوقي، وهذا الانحطاط اللغوي.

كما أنه دعاهم إلى أن يحملوا الحكومة، بدءا من وزير الثقافة مرورا بوزير التربية الوطنية والتعليم العالي والشؤون الإسلامية، وصولا إلى رئيس الحكومة نفسه، كامل المسؤولية في ما يقع من أحداث مؤلمة لكل مغربي غيور على وطنه، غيور على ثقافته وغنى حضارته، وغيور أيضا على نفسه وذوقه الفني والثقافي.

 



وكان مغني الراب الغراندي طوطو، الذي أحيى سهرات في مهرجان الرباط عاصمة للثقافة الأفريقية، قد أعلن في ندوة صحفية بمقر المهرجان، أنه يتعاطى الحشيش، وأنه لا يجد في الإعلان عن ذلك أي تحريض للشباب على اقتفاء أثره.. 

 



وأطلق طوطو أثناء اعتلائه المسرح جملة من المواقف التي تحمل إيحاءات مخلة بالحياء وتتناقض مع عادات الشعب المغربي.

 



يذكر أن اختيار مدينة الرباط عاصمة للثقافة الأفريقية لعام 2022، تم خلال قمة منظمة المدن والحكومات المحلية في أفريقيا (أفريسيتي)، المنعقدة في مدينة مراكش سنة 2018، حيث تم الاتفاق على اختيار عاصمة ثقافية جديدة للقارة كل ثلاث سنوات، واختيار العاصمة المغربية كأول عاصمة ثقافية للقارة.

وتشمل النشاطات والفعاليات الثقافية التي تستمر حتى نهاية أيار/ مايو 2023، مجالات: الآداب، ومعارض الفن التشكيلي، وفنون الشارع، والفنون الرقمية، والموسيقى، والرقص، والمسرح، والمنتديات، والسينما.


التعليقات (0)