صحافة إسرائيلية

موقع عبري: هل أجواء اليوم شبيهة بتلك التي سبقت الانتفاضة الثانية؟

يخشى الفلسطينيون من تغيير الوضع الراهن في القدس مع صعود اليمين المتطرف للحكم- جيتي
يخشى الفلسطينيون من تغيير الوضع الراهن في القدس مع صعود اليمين المتطرف للحكم- جيتي
قال موقع عبري؛ إن التحذير الذي أصدره رئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، بشأن خطر اندلاع انتفاضة ثالثة، يستند إلى الفترة التي قضاها في المنطقة عام 2000 عندما اندلعت الانتفاضة الثانية، بعد اقتحام رئيس وزراء الاحتلال الأسبق أرئيل شارون للمسجد الأقصى.

وأشار موقع "زمن إسرائيل" في تقرير لمراسلها العسكري أمير بار شالوم، إلى أن اليوم هناك تخوفا يسود الفلسطينيين من صعود اليمين الإسرائيلي، وتغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى ومدينة القدس.

وتابع بأن "الأجواء أعادت للأذهان الأجواء السائدة في الأراضي الفلسطينية خلال العام 2000، حين كان بيرنز سفير الولايات المتحدة في الأردن، وشارك في دوائر الخطاب السياسي بين حكومة إيهود باراك ومكتب ياسر عرفات، بطريقة مشابهة جدا للوضع السائد اليوم، وفي ذلك الوقت تعرفت جميع الأطراف على أبخرة الوقود في الهواء، وطلبت التهدئة، لكن الانفجار كان حتميا على ما يبدو".

وأضاف أنه "منذ اقتحام شارون للأقصى في 28 أيلول/ سبتمبر 2000، عقب شهرين من فشل محادثات كامب ديفيد بين عرفات وباراك، يعتبر الأقصى حتى يومنا هذا الحدث الحاسم، ومن الممكن إيجاد تشابه كثير بين الفترتين التاريخيتين، مع ملاحظة اختلاف جوهري واحد، هو أنه على عكس انتفاضة عام 2000، فإنه في عام 2023 لا تبدو السلطة الفلسطينية هي من تمارس العمليات وتدفع باتجاهها كما كان زمن عرفات، بل تجد اليوم صعوبة في العمل ضدها، مما يعرضها للخطر".

إظهار أخبار متعلقة


وأوضح أنه "خلافا للانتفاضة الثانية، ففي هذه الأثناء، كل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية لا تصوب النيران على جنود الاحتلال، لكنه في الوقت ذاته ليست موجهة أيضا لعناصر حماس والجهاد الإسلامي، في حين أن التدهور البطيء للسلطة، يشير إلى أن معركة خلافة أبو مازن قد بدأت، وتركت أجزاء كبيرة من الهيكل الحكومي الفلسطيني مشلولة، خوفا من الشارع الفلسطيني الذي يعاني من اليأس والفساد واللامبالاة فقط".

ونقل الموقع عن أوساط إسرائيلية أنهم "يستعدون لتفشي المواجهات مع الفلسطينيين، لكن لا أحد لديه أي فكرة عما ستكون طبيعة هذه الانفجارات، ومتى ستحدث؛ لأنه إذا نظرنا للوراء سنتذكر كيف ادعى بعض الإسرائيليين أن أحداث الانتفاضة الثانية كان من الممكن توقعها، رغم أن أحد الادعاءات الرئيسية أن الفجوة التي نشأت بين الأمل السياسي والواقع الأمني كانت كبيرة للغاية، ولم تنعكس بشكل كافٍ على المستوى السياسي، الذي واجه صعوبة في فهم تغيير اتجاه عرفات".

وزعم أن "عرفات الذي وقع اتفاقات أوسلو وفاز بجائزة نوبل للسلام، كان يقول شيئا باللغة الإنجليزية، والعكس باللغة العربية، رغم أن المادة الاستخبارية الإسرائيلية، أشارت إلى اتجاه واضح، وقد صدرت عن قائد القيادة الوسطى يوسي كوبرفاسر، وجاء فيها أن الفلسطينيين لا ينوون إحداث تصعيد كبير ودائم بهدف عدم إلحاق الأذى بالعملية السياسية، وأن عرفات يستغل الأحداث في الأقصى لخلق مواجهات مضبوطة لتعزيز مواقفه في عملية التفاوض، وهو غير مهتم بالانحدار لمواجهة قد تطيح بالأرض من تحت قدميه".

واستدرك بالقول؛ إن "عاموس غلعاد رئيس شعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، بدا مصمما للغاية في مناقشة تقييم الوضع مع رئيس الأركان بقوله صراحة؛ إن عرفات ذاهب من أجل صراع مخطط، ليس صحيحا أنه فوضى، مع أن الاثنين كرها عرفات، ووصفاه بالإرهابي، لكنه ليس كالحال مع أبو مازن أول زعيم فلسطيني يعارض الانتفاضة المسلحة علانية، وهذه بالتحديد مشكلته مع الشارع الفلسطيني".

في الوقت الذي يبحث فيه الإسرائيليون عن تبعات الاستفزازات التي تمارسها الحكومة اليمينية، فإنهم لا يخفون قلقهم من الجيل الفلسطيني الشاب الذي يجد نفسه الآن في قلب الأحداث، ولم تحرقه صدمة الانتفاضة الثانية، وكما في أحداث عام 2000، فللمسجد الأقصى دور مهم هنا أيضا، حين خشي الفلسطينيون من حدوث تغيير للأسوأ في وضعه الراهن، وكان هذا أحد العوامل المحفزة لأعمال الاحتجاج في صلاة الجمعة بعد اقتحامه من قبل شارون.

وتتزامن تحذيرات بيرنز مع ما يفسره الفلسطينيون اليوم من تصرفات الحكومة اليمينية ووزير الأمن القومي فيها إيتمار بن غفير، بأنها محاولة لتغيير مكانة المسجد الأقصى، الذي يحوز على ذاكرة كبيرة في الوعي الجمعي الفلسطيني، بجانب الحماسة الدينية له، ولا يمكن السيطرة عليها في بعض الأحيان، خاصة خلال شهر رمضان.
التعليقات (0)