اقتصاد دولي

"كارثة" تهدد أوروبا خلال فصلي الصيف والخريف.. ما هي؟

تأثرت الدول الأوروبية بوقف الاعتماد على الغاز الروسي بسبب الحرب في أوكرانيا - الأناضول
تأثرت الدول الأوروبية بوقف الاعتماد على الغاز الروسي بسبب الحرب في أوكرانيا - الأناضول
توقع الصحفي الأمريكي سيمور هيرش، أن تتعرض أوروبا لما اعتبره كارثة خلال فصلي الصيف والخريف المقبلين، في ظل نقص الغاز بعد عقوبات الغرب ضد روسيا، والتضخم غير المسبوق نتيجة ذلك.

جاء ذلك في مقابلة مع "روسيا اليوم"، حيث قال إن الدول الأوروبية تحاول الاستعاضة عن غاز الأنابيب الروسي بالغاز المسال الذي "لا ينتج بكميات كافية ويكلف ثلاثة إلى أربعة أضعاف الغاز الروسي".

وأضاف: "لن يكون لديهم ما يكفي من الغاز لإبقاء سكان بلدانهم دافئين، ليس فقط في ألمانيا، ولكن أيضا في أوروبا الغربية. كانت هناك شركات تبيع فائض الغاز الروسي لشركات أخرى، لكن كل هذا انتهى الآن".

وتابع: "العقوبات فشلت.. غادرت شركة "ماكدونالدز"، لكن روسيا لم تمت، ولا تزال تأكل شطائر اللحم.. الناس في روسيا يعيشون حياتهم غير آبهين بشيء".

وشدد على أن "صيف وخريف هذا العام سيتحولان إلى كارثة لأوروبا ستقع على رأس جو بايدن، الذي أراد أن يضمن لنفسه إمكانية إعادة انتخابه أو ترشيحه.. سيفشل".

وأكد هيرش، في وقت سابق، أن تفجير أنابيب "السيل الشمالي" كان تعبيرا عن "غضب أو عقوبة" من واشنطن للمستشار الألماني أولاف شولتس، لعدم رغبته في تزويد كييف بالأسلحة في بداية العملية العسكرية الروسية، قبل أن يتراجع عن قراره هذا.

ومنذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، واصطفاف المجتمع الدولي ودول أوروبا على وجه الخصوص مع الجانب الأوكراني، ظهرت أزمة كبيرة لدى معظم الدول التي تعتمد على روسيا في تلبية احتياجاتها من الطاقة، وذلك لأن الغاز الروسي هو المصدر شبه الرئيسي لتوليد الكهرباء واحتياجات الطاقة لدى تلك الدول.

تعتمد دول أوروبا على الغاز الروسي بنسب متفاوتة، حيث تعتمد ألمانيا على روسيا للحصول على 55 بالمئة من حاجتها من الغاز الطبيعي، بينما تعتمد إيطاليا على الغاز الروسي بنسبة 40 بالمئة، فيما تغطي فرنسا نحو 25 بالمئة من احتياجاتها من خلال الغاز الروسي.

اظهار أخبار متعلقة




وتسببت الحرب الروسية في خفض الإمدادات من النفط والغاز للقارة العجوز ردا على العقوبات الاقتصادية التي سعت الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا لفرضها على روسيا، فضلا عن أعمال التخريب التي طالت خطي توريد الغاز الروسي نورث ستريم، ذلك الخفض الذي تسبب بدوره في زيادة أسعار الطاقة بنسبة 7 بالمئة في نفقات المعيشة للأسر الأوروبية في عام 2022، مع توقعات بوصولها إلى 9 بالمئة في عام 2023 مقارنة بعام 2021، وفقا لتقرير نشره صندوق النقد الدولي حول التوقعات بشأن الوضع الاقتصادي في أوروبا.

كما ذكر التقرير أن أكثر الدول التي ستتضرر في أوروبا هي المجر والتشيك وسلوفاكيا، في حين ستتمكن دول مثل ألمانيا وإيطاليا التعامل مع الأزمة من خلال سياسات التدخل السريع.
التعليقات (0)