في زيارة هي الأولى من نوعها، قام رئيس كينيا، الدولة الأفريقية، وليام روتو، بزيارة دولة الاحتلال، وناقش مع مضيفيه علاقتهما التي وصفها بـ"الحازمة"، ودعاهم لزيارة بلاده، وخلال زيارته تم التوقيع على اتفاقيات لتعزيز عمل التعاون في مجالات السياحة وحماية البيئة.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "
يديعوت أحرونوت"، ذكر أن "الرئيس الكيني التقى مع الرئيس يتسحاق هرتسوغ، وزار مؤسسة "ياد فاشيم" لتخليد ذكرى المحرقة، وحائط البراق، كما التقى برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزراء: الخارجية إيلي كوهين، والسياحة حاييم كاتس، والبيئة إديت سيلمان، وبحث معهم التعاون بينهما في مجالات الزراعة والتجارة والتعليم والأمن".
وأضاف في تقرير ترجمته "
عربي21" أن "المضيفين الإسرائيليين رأوا في الزيارة نقطة تحول مهمة في الارتقاء بعلاقة الجانبين، خاصة أن كينيا غيّرت سياسة تصويتها في الأمم المتحدة، وطلبت من مندوبها في المنظمة الدولية التصويت بالتنسيق مع نظيره الإسرائيلي، زاعما أن علاقة كينيا وإسرائيل قوية، ومتبادلة، ومثمرة، ولدينا تاريخ طويل، وأتطلع للارتقاء في علاقتنا إلى مستوى أعلى، والاستمرار في تعميقها، من خلال تعزيز التعاون في مجالات السياحة وحماية البيئة".
الوزير كاتس تعهد بالتعاون مع كينيا في منظمة السياحة العالمية، عبر تشغيل الرحلات الجوية، وتكثيف السياحة الثنائية، وتعزيز الأنشطة المشتركة لوزارات البيئة، وتبادل المعرفة والوفود، والاستعداد لتغير المناخ، والوقاية من تلوث المياه والهواء، فيما أشار كوهين إلى أن الوزارة تسعى لتعميق العلاقة بينهما في مجالات الأمن والتجارة والاقتصاد، حيث تتمتع كينيا بإمكانيات كبيرة في المساعدة على توسيع اتفاقات
التطبيع، وتسخير شراكات إضافية في
أفريقيا لصالح الازدهار والاستقرار الإقليميين".
تأتي هذه الزيارة استمرارا لمواصلة الاحتلال مدّ أذرعها السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية في القارة الأفريقية، ما كشف عن أدوار المال والاقتصاد في هذا الاختراق، والحصاد العسكري والاستخباري، ومحاولة الحصول على موطئ قدم وسط التنافس الإقليمي والعالمي على هذه القارة، ومن بين الدول الـ54 التي تتكون منها القارة، تمتلك إسرائيل علاقات دبلوماسية مع 40 منها، وهناك 10 سفارات إسرائيلية تعمل فيها، في حين أن 15 دولة أفريقية لديها سفارات دائمة في تل أبيب.
يقف خلف هذا الاختراق الإسرائيلي المتنامي للقارة الأفريقية شعار أعلنه بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية، ونصه "إسرائيل تعود إلى أفريقيا، وأفريقيا تعود إلى إسرائيل".
ومع التنامي التدريجي للاختراق الإسرائيلي في أفريقيا، تظهر جملة مصالح إسرائيلية، من أهمها زيادة العلاقات والتنسيق مع الدول الأفريقية في مجالات الأمن، والحرب على الجماعات المسلحة، وبناء البنية التحتية، واستخدام الموارد الطبيعية والتكنولوجيا، وتقديم مساعدات في مجالات التكنولوجيا، والسايبر والفضاء، والتطوير الزراعي وتحلية المياه، وافتتاح خط طيران مباشر بين الدول الأفريقية وإسرائيل لتقريب العلاقات بينهما، ومساعدة الدول الأفريقية بتمهيد طريقها أمام الولايات المتحدة، و"فتح بوابتها" أمامها.