قضايا وآراء

لماذا يكرهون أردوغان؟!

محمود النجار
- الأناضول
- الأناضول
داخليا هُزم تحالف قوى المعارضة بقيادة حزب الشعب الديمقراطي برئاسة كليتشدار أوغلو، وخابت مساعيهم وآمالهم العمياء، بفضل الله الذي سخّر عباده للوصول بأردوغان إلى فترة رئاسية جديدة؛ وهو ما يعد انتصارا فارقا في عمر تركيا الحديثة في مئويتها الجديدة، ذلك أن هذا الفوز المدوّي لحزب العدالة والتنمية على صعيد الرئاسة والبرلمان معا، أعاد لتركيا الأمل في مستقبل أكثر إشراقا وحضورا على الساحة الدولية، وضرب موعدا مع استكمال المشاريع الاقتصادية المحلية وبالمشاركة الإقليمية بثقة واقتدار، والتي لم يكن حزب الشعب ليقوم بها على الوجه الذي يحقق لتركيا وشعبها الآمال المرجوة التي عقد أردوغان العزم على المضي فيها قدما، كالصناعات العسكرية والتقليدية والإلكترونية واستخراج الغاز والبترول، وتنشيط التصدير لعدد كبير من الدول، وخصوصا تلك التي استطاع أردوغان أن يقيم معها علاقات سياسية واقتصادية رفيعة المستوى.

لقد كان كليتشدار أوغلو يعوّل على قروض البنوك الدولية لإحداث تغيير في الاقتصاد التركي، تلك القروض التي استطاع أردوغان التخلص منها خلال سنوات قليلة، منهيا حالة العبودية لتلك البنوك التي ظلت تحاول التدخل في الشأن الاقتصادي والاجتماعي التركي، في اللحظة التي كانت فيها تركيا ملتزمة بالسداد في المواعيد المستحقة، وهو ما يطرح العديد من الأسئلة عن دور هذه البنوك في هدم اقتصاد الدول وجعلها رهينة توجهاتها وإملاءاتها المدمرة، وما الحالة المصرية إلا أقوى دليل على ذلك..

لم يطرح كليتشدار أوغلو بدائل حقيقية مقنعة وواضحة المعالم فيما يخص الاقتصاد، ولو فاز في الانتخابات، فيقيني أنه كان سيُغرق تركيا بالقروض، من دون أن يقدم جديدا على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، في ظل معاناة اقتصادية اقترفتها المؤامرات الدولية من جهة، وانهيار الاقتصاد العالمي الذي يعاني الكثير من الأزمات التي لا يتم الإفصاح عنها مبكرا من قبل الأنظمة الغربية من جهة أخرى
لم يطرح كليتشدار أوغلو بدائل حقيقية مقنعة وواضحة المعالم فيما يخص الاقتصاد، ولو فاز في الانتخابات، فيقيني أنه كان سيُغرق تركيا بالقروض، من دون أن يقدم جديدا على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، في ظل معاناة اقتصادية اقترفتها المؤامرات الدولية من جهة، وانهيار الاقتصاد العالمي الذي يعاني الكثير من الأزمات التي لا يتم الإفصاح عنها مبكرا من قبل الأنظمة الغربية من جهة أخرى؛ لنفاجأ بين لحظة وأخرى بخبر انهيار واحد من أكبر بنوك الولايات المتحدة، أو بخبر احتمال عدم قدرة الأخيرة على سداد ديونها، أو بتوقعات هبوط سعر الدولار وتأثير ذلك على كثير من دول العالم التي ربطت عملاتها بالدولار . حتى الصين وهي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بدأت تعاني وتخشى المؤشرات السلبية لاقتصادها في المرحلة القادمة.

وعلى الصعيد الخارجي، فقد خابت كل مساعي الإطاحة بأردوغان؛ فقد اجتمعت عليه كثير من القوى الإمبريالية، ناهيك عن دول عربية كانت تستعد للاحتفال فيما لو فاز كليتشدار أوغلو، ولم تُخفِ بعض القنوات والمواقع الإخبارية والصحف في تلك الدول أمنياتها الشيطانية بسقوط أردوغان وحزبه، حتى إنك لتحس بأنهم يعدّونه العدو الأول للأمة العربية، وليس الكيان المحتل الذي ترقص عدة حكومات عربية على إيقاعه النشاز.

لقد بدأت اللهجة تتغير بعد انتصار أردوغان وتحالفه، وبدا أردوغان صقرا جارحا واثقا من جناحيه ثقة كبيرة.. بدا شامخا عزيزا كمقاتل نبيل، وفارس لا يُشق له غبار، بينما البُغاث يتطايرون بعيدا عنه أمام حضوره الطاغي وشخصيته الكارزمية التي تلزم العدو الرهبة، وتوقع في قلبه الهواجس والكوابيس.

كانت الصحف والمواقع الإخبارية الغربية وخصوصا الأوروبية منها تجدف وتقصف كما يحلو لها أن تفعل، وكانت تتمنى، وهي المعبّرة عن ضمير حكوماتها وساستها ومثقفيها وإعلامييها، أن يفوز كليتشدار أوغلو، وكانت تحلم بالقضاء على إمبراطورية أردوغان وقلعته الحصينة، وظلت طوال الوقت تصرخ وتتهيأ لتلقّي خبر سقوط أردوغان.

وقد استعدّت محافل ومنتديات ومراكز إعلامية كبرى للاحتفال بنهاية أردوغان؛ فقد أعلنت معظم دول أوروبا موقفها المعادي لأردوغان بشكل مباشر أو غير مباشر، باستثناء الولايات المتحدة التي وقفت على الحياد في انتظار النتائج، لتعلن بعد ذلك رغبتها في التعاون مع أردوغان، الرئيس المزعج الذي لم يستطيعوا بعد فهم أبعاد شخصيته الإشكالية التي تتخذ مواقف غير متوقعة، والتي تأتي بناء على مصالح وطنه، وليس شيئا آخر، كما يفعل كثير من حكامنا الدين يعملون فقط لصالح أنفسهم على حساب أوطانهم ومصالح شعوبهم.
استعدّت محافل ومنتديات ومراكز إعلامية كبرى للاحتفال بنهاية أردوغان؛ فقد أعلنت معظم دول أوروبا موقفها المعادي لأردوغان بشكل مباشر أو غير مباشر، باستثناء الولايات المتحدة التي وقفت على الحياد في انتظار النتائج، لتعلن بعد ذلك رغبتها في التعاون مع أردوغان، الرئيس المزعج الذي لم يستطيعوا بعد فهم أبعاد شخصيته الإشكالية التي تتخذ مواقف غير متوقعة

إنهم يكرهونه لأنه صاحب رؤية إسلامية، ويتطلع لإعادة مجد الخلافة العثمانية التي تآمروا عليها وهدموها..

يكرهونه لأنه قوي ذكي واع مخلص لوطنه وأمته، فهو عصي على التدجين، رافض للانحناء..

يكرهونه لأنه يصرّ على خلق شخصية تركية فريدة بعيدا عن حضارتهم وطقوسهم وعاداتهم وقيمهم وأفكارهم..

يكرهونه لأنه صلب لا يرضخ للضغوط، ولا تخيفه المؤامرات التي تحاك ضده وضد بلاده..

يكرهونه لأنه شخصية فاعلة متحدية نشطة، ذات ذهن متوقد، استطاعت أن تنهض بالبلد نهضة كبيرة على كل الأصعدة، ولأنه وضع تركيا في مصاف الكبار خلال سنوات حكمه، ولأنه صنع مجدا حقيقيا لتركيا، فباتت رقما صعبا في المعادلة الدولية..

لأنه يسابق الزمن في الصناعة والإنتاج الحربي، وبات من المصدرين المنافسين للسلاح، وخصوصا الطائرات المسيرة والمدرعات..

لأنه صاحب شخصية قوية ذات كامن خاص، تتفوق في نفوذها وصرامتها قدرات زعماء أوروبا مجتمعين، فحيثما وُجدت الحاجة للشخصية النافذة والحضور المهيب، كان أردوغان؛ فلا أحد منهم يمتلك قوة شخصيته وقدرته على المواجهة، ولا يستطيع أحد منهم الاستعلاء عليه، فهو لا يطأطئ كما يفعل السيسي، ولا يتطفل ولا يحني رأسه لأحد؛ وهو ما يقلقهم، ويستفز قلوبهم.. لكنهم يحترمونه ويحسبون له ألف حساب. وأردوغان يفضل أن يحترموه ولا يحبوه على أن يحبوه ولا يحترموه، وهو يعلم جيدا أنه ثقيل عليهم مزعج لأفكارهم وخططهم التي تتحطم على صخرة وعيه ودرايته السياسية والموازين التي يزن بها الأمور.

إنهم يكرهونه لأنه شب عن الطوق، واتخذ مسارا مختلفا عن الدول المنبطحة في المنطقة، ولأنه استطاع أن يساعد أذربيجان على استعادة أرضها من أرمينيا، ولأنه استطاع أن يحمي قطر من غزو إماراتي سعودي، مع بداية الأزمة الخليجية، ويقضي على المؤامرة التي تعرضت لها قطر عسكريا واقتصاديا، ولأنه فرض نفسه في كثير من الملفات كالملفين السوري والليبي، ولأنه استطاع إحداث اختراقات في دول أفريقية أخرى..

يكرهونه لأنه استطاع أن يهزم الانقلاب ويقضي على بواعثه ويعيد لتركيا أمنها وسلامتها..

يكرهونه لأن ملايين العرب والمسلمين حول العالم يحبونه، واحتفلوا بفوزه، فهم يعدونه درعهم المنيع في وجه المؤامرات الدولية، وبقية الزعماء الذين يشد بهم الظهر في زمن الخيانة والهشاشة والخزي والعار.
التعليقات (6)
الكاتب المقدام
الثلاثاء، 30-05-2023 11:54 م
*** 4- وفي وسط تلك الحالة الصعبة المتردية، برز أردوغان كحاكم مسلم ناجح وقوي، وسط جوقة من الحكام الأقزام العرب، فانتزع أردوغان مكانته واحترامه من الصديق والعدو، كزعيم إسلامي ديمقراطي يتمتع بتأييد وشعبية واسعة، ليس فقط في بلاده، ولكن أيضاً بين جماهير عربية وإسلامية غفيرة، رأت فيه أملاً جديداً لها، لما أثبته خلال تاريخه السياسي الطويل مع حزبه، وما أظهره من إخلاص وكفاءة وأمانة، واعتزاز بهويته الأصيلة ووطنيته، ما أعاد الثقة لشعوب عريضة رأت فيه تجديد أملها في إمكانية مواصلة دورها ومسيرة تقدمها التاريخية، وهو ما أثار عليه حنق حكام مستبدين من الإمعات المنبطحين تحت أقدام الغرب، الفاقدين للشعور بالعزة والكرامة الوطنية، ومن المسوخ الذين صنعهم الغرب على عينه، الفاقدين للعقيدة والهوية والأصالة، مما أثار نقمة الغرب عليه، فخططوا لإسقاطه بانقلاب عسكري ضده، كما فعلوا مع الرئيس مرسي في مصر، ولكن الانقلاب المدعوم غربياً ضده فشل، لالتفاف شعبه حوله، وحمايتهم له ولنظامه، بما أدى إلى زيادة قوته وتمكنه وشعبيته هو وحزبه السياسي، وبقي أردوغان الزعيم المسلم التركي الوطني بعد نجاحه في الانتخابات الديمقراطية النزيهة الأخيرة، رغم محاولة الإعلام الغربي تشويه صورته والإساءة إليه، بترويج الأكاذيب عنه وبث الافتراءات ضده، ونعته كذباً بأنه دكتاتور مستبد، ولكن لم تنطلي تلك الافتراءات على شعبه الذي نضج بعد تجاربه التاريخية الصعبة، وبعد أن اكتسب أردوغان خبرة سياسية كبيرة وواسعة هو وحزبه في مواجهة تلك المؤامرات في الداخل والخارج عليهم، ليصل بتركيا وبشعبه، إلى النجاح في بناء دولة وطنية مستقلة، وليتجدد مرة أخرى المثال الناجح للدولة الديمقراطية الوطنية المستقلة، لتعيد الأمل إلى الصفوف الثورية العربية في بناء مجتمعاتها ومواصلة مسيرة تقدمها، وتطهير صفوفها من قوى الاستبداد والفساد بينها، ومن هنا كراهية قوى الاستبداد والفساد العربية والغربية، لنجاح النموذج الأردوغاني التركي الديمقراطي وكراهيته، وستستمر مؤامراتهم ضده، ولكنه سيفجر الطاقات العربية الساعية للتقدم، والمؤكد أن أمثال السيسي والأسد، وأسر حكام دول الخليج التي دب الفساد فيها، سوف تسقط قريباً كما سقط من قبلها، رغم تشكيك المغرضين، وتخويف المنهزمين، وتقاعص القاعدين، وستعود المسئولية مرة أخرى إلى القوى الثورية الوطنية لمواصلة ربيع ثوراتها العربية، وسينجح المجاهدون المخلصون في النهاية، فتلك سنة الله الباقية في خلقه، والله أعلم.
الكاتب المقدام
الثلاثاء، 30-05-2023 11:29 م
*** 3- انتهت الموجة الثورية العربية الأولى في 2013، بما بدى للبعض بأنه فوز كبير لقوى الاستبداد العربية ولو مؤقتاً، التي تضافرت جهودها، رغم ما بينها من تنافس وأطماع وعداوات، على قمع ثورات الربيع العربي، وتغذية الثورة المضادة ضدها، وتعاونت معها قوى الفساد في الداخل، وقوى طائفية محلية حاقدة، والتف حولها جماهير غفيرة من ضعاف النفوس والمنتفعين والوصوليين، واصطفت معها قوى اجنبية داعمة لها في إسرائيل وأميركا وأوروبا، ليس في مصلحتها بناء نموذج ثوري وطني مستقل ناجح وقوي، يحظى بدعم وتأييد شعبه له، لأنه يهدد مصالحها وسعيها لبقاء الدول العربية ضعيفة ومتخلفة وخاضعة لنفوذها وتابعة لها، تحت سيطرة حكام محليون ضعاف يدينون بالعمالة لهم، بما أفضى إلى تراجع قوى شعبية كانت تتقدم الصفوف مدعية الشجاعة والتضحية من أجل الشعب والوطن، ويأس قوى أخرى، وتعب آخرين وانسحابهم لشئونهم الشخصية، وإضعاف القوى الثورية بالقتل والاغتيالات والاعتقال ومصادرة الأموال والممتلكات والتشريد، مع الإيقاع وبث الفرقة بين صفوفهم، والهجوم الإعلامي الشرس عليهم لتشويه سمعتهم، وبترويج تهم الإرهاب والتخوين والعمالة الملفقة ضدهم، وفي غياب نموذج ثوري ناجح، انفضت غالبية الجماهير عن ثوراتها، وانكفأت على حل مشكلاتها الشخصية والمعيشية المتفاقمة، ورغم تأكيد الثابتين على الحق بأن الموجة الثورية الجديدة قادمة قريباً لا محالة، وأنهم يرون تجمع غيومها في الأفق القريب، فقد انعدم أمل البعض الآخر في أي إصلاح ممكن لأوطانهم ، في انتظار يوم جديد للخلاص.
الكاتب المقدام
الثلاثاء، 30-05-2023 10:33 م
*** 2- كان النجاح النسبي للثورة المصرية في 2012، بعد انهيار الأمبراطورية الاقتصادية والسياسية لدولة مبارك المستبدة الفاسدة، نذير خطر لكل الأنظمة الاستبدادية القائمة في المنطقة، ومقدمة لزوال حكمها، وتهديد مباشر للقوى المحلية التي أدمنت الفساد، ولأحزاب وتيارات سياسية هامشية للأقليات، لا تعيش ولا تزدهر إلا بالمزايدات والتماهي مع الحكومات الاستبدادية، التي فجَرَت في الخصومة مع التيارات السياسية المعبرة عن الهوية الأصيلة للشعب المصري، والتي حظت بثقة الناخبين دونها، وعملت على التعاون على قمعها واستئصالها، فهذا النموذج الثوري لو نجح واستقر، لكان مرشحاً للانتشار في كل دول المنطقة من حوله، بعد أن يشجع باقي الشعوب العربية على سلوك نفس المسار الثوري ضدها، ولذلك فقد تضافرت جهود كل تلك القوى في الداخل، وتجمعت في ما سمي بجبهة الإنقاذ، وقدم حكام السعودية والإمارات، دعماً اقتصادياً وإعلامياً ودبلوماسياً غير محدود لقوى الانقلاب، وعملت الدولة العميقة على بث الخلافات بين القوى الثورية، والإيقاع بينها وتفريقها، كما أن إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا، أدركت أن مصالحها مهددة، مع وجود حكومة وطنية مستقلة تستمد قوتها من التأييد الشعبي لها، بعد سقوط عميلها السابق مبارك، فتم إيقاظ خلاياها النائمة التي زرعتها داخل قيادات الجيش المصري، ونسقت مع السيسي عميلها الذي دربته وأعدته في أميركا، وكان السيسي كما اعترف بلسانه، على اتصال يومي بوزير الدفاع الأميركي، يتباحثان خلالها على كل الخطوات الانقلابية، ويتلقى منه أوامره، وبعد تنفيذ انقلابه، واختطافه للرئيس الشرعي وإخفاءه، حضرت إلى مصر آشتون، مفوضة الاتحاد الأوروبي، وقابلت الرئيس الشرعي مرسي، في مكان اعتقاله السري، وحاولت إقناعه بتقديم استقالته، لكي تضفي على إجراءات الانقلابيين شرعية، باعتبار خلو منصب رئيس الجمهورية يشرعن لما ارتكبه الانقلابيون من تعيين رئيس جديد كبديل له، وقالت له بأن الشعب قد انفض من حوله، فأدرك كذبها وهدفها الخبيث، وقال لها أنه لو كان الشعب قد انفض عنه حقيقة، فلم تكن ستحضر لمقابلته، ومحاولة إقناعه بالاستقالة، وبعد تمكن السيسي، استقبله قادة الاتحاد الأوروبي استقبال الأبطال مرحبين به وبنجاحه في الانقلاب على أول نظام حكم مدني ديمقراطي في تاريخ مصر، كما استقبله ترامب، وسئل عنه قائلاً: أين دكتاتوري المفضل؟، أما إسرائيل فقد اعتبرت السيسي كنزها الاستراتيجي، وتعاونت معه ومع نظامه أمنياً وعسكرياً واستخباراتياً في سيناء وفي فلسطين المحتلة لدعم احتلالها الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الحر.
قدس
الثلاثاء، 30-05-2023 09:05 م
رغم بعض الاحترازات على ما فعله أردوغان في الانقلاب الا أنه يبقى شخصية سياسية ذات حنكة .شكرا لك استاذ محمود
الكاتب المقدام
الثلاثاء، 30-05-2023 08:36 م
*** 1- عندما نجحت الثورة المصرية في انتخاب أول رئيس مدني تم انتخابه من شعبه، في أول انتخابات نزيهة في تاريخ مصر، بعد أن اصطف ملايين المصريين أمام لجان الانتخابات لساعات طويلة، لاستخدام حقهم وواجبهم الوطني للإدلاء بأصواتهم، ومن قبلها تم اختيار أعضاء مجلسي الشعب والشورى في أول انتخابات برلمانية نزيهة، دون تزوير أو تلاعب في نتائجها من شرطتها وقضائها التابع الخاضع المسيس، وتحت رقابة مؤسسات حقوقية محلية وخارجية، وذلك بعد انهيار التنظيم السياسي الذي بناه مبارك وزوجته وابنيه علاء وجمال وأتباعهم، خلال ثلاثين عاماً من انفرادهم بحكم مصر، وبعد 6 سنوات كنائب لولي نعمته السادات، فانهار حزبه الوطني الديمقراطي مع لجنة سياساته بين ليلة وضحاها، وهو الحزب الذي كان يضم ملايين الأعضاء من المصريين الوصوليين والانتهازيين، وبقيادات سياسية وحكومية وإعلامية واقتصادية وأمنية، ترابطت مصالحها، وتكاتفوا فيما بينهم لنهب ثروات مصر والسيطرة عليها، وبدعم حكومي مفتوح، وبحماية من شرطتها وقضائها، وبإشادة من إعلامها، وبعد احتكار أعضاء الحزب الوطني الديمقراطي عضوية كل مقاعد مجلسي الشعب والشورى، وعندما سئلوا الذراع الأيمن لجمال مبارك في لجنة السياسات أحمد عز، كيف يعقل أن تحتكروا النجاح في كل الدوائر، ولم ينجح أي مرشح لأحزاب المعارضة، وهو ما لم يحدث من قبل في كل تاريخ مصر النيابي، قال لهم: "نعمل أيه الناس بتحبنا وبتقدر إنجازاتنا"، وبعد هذا الإدعاء الكاذب الفاجر بأشهر قليلة، انفجرت الثورة المصرية في يناير 2011، بعد الثورة التونسية في ديسمبر 2010، وانهار بعدها مباشرة الحزب الوطني بملايين أعضائه وآلاف من نوابه، ولم تقم لهم قائمة بعدها، وذهبوا إلى مزبلة التاريخ مع أمثالهم.