تتواصل التحذيرات من قرب انهيار المنظومة الصحية في قطاع
غزة جراء تصاعد واستمرار والعدوان والحصار الإسرائيلي، حيث يمنع
الاحتلال الإسرائيلي إدخال المواد الأساسية لضمان عمل المستشفيات والمراكز الصحية التي تقدم خدماتها لأكثر من مليوني مواطن يعانون من تساقط الصواريخ الإسرائيلية عليهم بكثافة كبيرة.
وتضرب أزمات عديدة المنظومة الصحية في قطاع غزة والتي فاقمتها الحرب الإسرائيلية، حيث تنذر هذه الأزمات التي وصلت إلى درجة غير مسبوقة بانهيار وتوقف الخدمات الصحية، بالتزامن مع مواصلة ارتكاب الاحتلال لعشرات المجازر بحق المواطنين
الفلسطينيين يوميا؛ وما ينتج عنها من مئات الشهداء والجرحى ممن يحتاجون لرعاية ومتابعة صحية مستمرة.
غزة بحاجة لمساعدات حقيقية
وعن رؤيته للخروج من هذا الوضع الصحي الإنساني الكارثي، أوضح الطبيب الفلسطيني البريطاني غسان أبو ستة، أن "الحل الوحيد المؤقت حاليا، هو وقف إطلاق النار وفتح ممر آمن إنساني لإدخال المساعدات بكميات حقيقية، وليس 14 أو 20 شاحنة".
وأكد في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "هناك حاجة ماسة إلى كميات من الأدوية والوقود والطعام لسد احتياجات القطاع الصحي في قطاع غزة، وأيضا سد احتياجات سكان القطاع"، مشددا على ضرورة "السماح للجرحى بالخروج خارج قطاع غزة لتلقي العلاج".
اظهار أخبار متعلقة
وعن أهم الجهود التي تبذل خاصة من قبل منظمة الصحة العالمية لإزالة خطر توقف مستشفيات القطاع جراء الأزمات المختلفة؛ غياب الوقود ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية وكثرة عدد الجرحى، قال الطبيب المتطوع في غزة أبو سته: "هناك مأساة، لا شيء يدخل ولا شيء يخرج من القطاع، منظمة الصحة العالمية في بداية الأزمة حاولت أن تشتري بعض المواد المتوفرة في السوق الداخلية بغزة وتعطيها للمستشفيات".
وفي السياق ذاته، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة، أشرف القدرة، "خروج 12 مستشفى و32 مركزا صحيا عن الخدمة بسبب الاستهداف ونفاد الوقود".
وأكد في بيان له وصل "عربي21" نسخة عنه، أن "المستشفيات فقدت قدرتها العلاجية والاستيعابية، والطواقم الطبية تعالج جرحى العدوان بإمكانيات بسيطة للغاية"، لافتا إلى أن "الاحتلال أضعف منظومة الإسعاف بتدمير 25 سيارة إسعاف".
جريمة ضد الإنسانية
وذكر القدرة، أن جرائم وانتهاكات الاحتلال طالت المنظومة الصحية والعاملين فيها، حيث "استشهد 57 كادرا صحيا وإصابة 100 آخرين".
وسبق أن حذرت وزارة الصحة مرات عدة، من الأخطار المترتبة على نفاد الوقود وانقطاع الكهرباء والنقص الحاد في العديد من الأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية الضرورية، والتي عمليا نفد بعضها.
ومساء الاثنين، انقطعت الكهرباء عن المستشفى الإندونيسي شمال القطاع بعد توقفت مولدات الكهرباء عن العمل بسبب نفاد الوقود، ما تسبب في أزمة في متابعة إنقاذ جرحى العدوان الإسرائيلي الذين وصلوا إلى المستشفى بالعشرات، وهو ما اعتبرته "حماس" التي تدير القطاع عقب غياب السلطة، "جريمة ضد الإنسانية ووصمة عار على جبين الدول التي صمتت وشاركت الاحتلال عدوانه، والإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني"، مطالبة الدول العربية والإسلامية والأمم المتحدة بـ"تدارك الأمر بشكل عاجل".
اظهار أخبار متعلقة
ويشهد القطاع الذي يمتد على مساحة 360 كلم مربع، بطول 41 كلم، وعرض يتراوح بين 6 و12 كلم، ترديا صعبا في مجمل الأوضاع الحياتية؛ وخلال الأيام والليالي الماضية الـ17، واصلت طائرات الاحتلال استهداف مختلف مناطق القطاع عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين بشكل مكثف ومتزامن، واستهداف الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف وأطقم ومقرات الدفاع المدني والمساجد والصحفيين، وتدمير الطرق وشبكات المياه والاتصالات وانقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في القطاع بالتزامن مع غياب شبه تام للكهرباء، في سلوك يتنافى مع كافة القوانين والأعراف الدولية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، عن ارتفاع عدد الشهداء إلى 5087 شهيدا؛ بينهم 2055 طفلا و1119 سيدة، والجرحى إلى أكثر 15273 إصابة بجروح مختلفة، مؤكدة أن جرائم الاحتلال أدت إلى إبادة عائلات فلسطينية بأكملها.
وفجر السبت تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس" عن بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى" بمشاركة فصائل فلسطينية أخرى، ردا على اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى، وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".