قضايا وآراء

الصين وطاولة المناورات الأمريكية

حازم عياد
هل تصلح واشنطن كوسيط محايد؟- الأناضول
هل تصلح واشنطن كوسيط محايد؟- الأناضول
تظهر الولايات المتحدة الأمريكية حرصا كبيرا على طاولة المفاوضات التي عقدتها في باريس نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، تحت عنوان إطار باريس؛ ليس بهدف التحكم بمخرجات ومدخلات الحرب على قطاع غزة فقط، بل ولكونها أداة فعالة لتبرير استخدامها المتكرر للفيتو في مجلس الأمن، التي كان آخرها رفض القرار الذي تقدمت به الجزائر لوقف العدوان على قطاع غزة قبل أيام قليلة.

الطاولة أعادت الولايات المتحدة تدويرها لتستخدمها كسلاح في قمة دول العشرين لإعاقة تضمين البيان الختامي للقمة دعوة لوقف إطلاق النار؛ بعد انتقادات ودعوات تصدرها الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، خلال انعقاد اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في ريو دي جانيرو البرازيلية يوم أمس الخميس.

طاولة المفاوضات تحولت إلى حجة أمريكية تستخدمها بشكل متكرر لإعاقة أي بيانات أو قرارات أممية ودولية، تدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة؛ بحجة التأثير السلبي لهذه القرارات والبيانات على مجريات التفاوض في القاهرة وباريس.
طاولة المفاوضات التي حرصت الإدارة الأمريكية على إيجادها عبر اتفاق إطار باريس، تحولت إلى طاولة للمناورات للتهرب من الانتقادات الموجهة للحرب الإجرامية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي؛ ولإعاقة الدعوات المتصاعدة لإيقاف الحرب، فالمفاوضات التي تشرف عليها أمريكا، تحولت إلى وسيلة للمناورة وتوفير الوقت للكيان الإسرائيلي، لاستكمال جرائمه على أمل تحقيق أهدافه في قطاع غزة.

طاولة المفاوضات التي حرصت الإدارة الأمريكية على إيجادها عبر اتفاق إطار باريس، تحولت إلى طاولة للمناورات للتهرب من الانتقادات الموجهة للحرب الإجرامية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي؛ ولإعاقة الدعوات المتصاعدة لإيقاف الحرب، فالمفاوضات التي تشرف عليها أمريكا، تحولت إلى وسيلة للمناورة وتوفير الوقت للكيان الإسرائيلي، لاستكمال جرائمه على أمل تحقيق أهدافه في قطاع غزة.

فاعلية طاولة المناورات ظهرت في التعامل مع المجاعة الكبرى التي تسبب فيها الاحتلال والدعم الأمريكي شمال قطاع غزة، إذ سارعت إدارة بايدن لتنشيط المفاوضات كوسيلة للمراوغة وكسب الوقت، والتهرب من المسؤولية عن جرائم الحرب المتبعة شمال القطاع وجنوبه؛ في عملية تخادم واضحة بين الجرائم المرتكبة والضغوط المراد ممارستها على المقاومة والشعب الفلسطيني للرضوخ لإرادة الاحتلال الإسرائيلي.

إيفاد الولايات المتحدة الأمريكية المبعوث الرئاسي الأمريكي بريت ماكغورك إلى المنطقة وعقد جولة جديدة من المفاوضات في القاهرة وباريس؛ يعكس الجهود الأمريكية للتعامل مع الضغوط الدولية أكثر من كونها جهود حقيقية لوقف إطلاق النار.

الجهود الأمريكية تمتد إلى محاولة تجاوز شهر رمضان والحراك الشعبي والإسلامي الذي بات متوقعا في الشهر الفضيل، وتجاوز واحدة من أهم جولات الانتخابات التمهيدية للرئاسة في الولايات المتحدة في آذار/ مارس المقبل، من خلال تغييب صور الحرب والجرائم الإسرائيلية عن المشهد الانتخابي الساخن.

وقف إطلاق النار تحول إلى شعار دولي تتبناه الدول والمؤسسات والمنظمات الدولية، ويتبناه الرأي العام العالمي والحراكات الشعبية، في حين أن الولايات المتحدة الأمريكية الطرف الوحيد الذي يقف عائقا أمام هذه الموجة العالمية؛ بحجة إدارتها لمفاوضات تفتقد إلى النزاهة وتمتاز بالانحياز إلى الاحتلال الإسرائيلي.

كسر الاحتكار الأمريكي أمر يبدو بعيد المنال في اللحظة الراهنة، غير أن مقدماته موجودة في الساحة الدولية بعد البيانات المتكررة التي صدرت عن الصين وروسيا، سواء في مجلس الأمن أو في محكمة العدل الدولية.

فهل تصلح أمريكا لأن تكون وسيطا وراعيا للمفاوضات، أم إن الأمر يتطلب فاعلين جددا لوقف الحرب الدائرة، وأكثر جدية في التعامل مع طاولة المفاوضات ومجريات الأحداث على الأرض؟

الإجابة على هذا السؤال، تحتاج إلى حراك دولي لا يقل أهمية عن الحراك الداعي لوقف إطلاق النار، الذي لم يخلُ منه محفل دولي أو لقاء واجتماع ضم اثنين من الرؤساء في العالم، ما يعني أن هناك حاجة وضرورة لترجمة هذا الحراك عبر طرح أطر جديدة للمفاوضات، أكثر جدية وأكثر التزاما بالوصول إلى اتفاق ينهي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ختاما.. كسر الاحتكار الأمريكي أمر يبدو بعيد المنال في اللحظة الراهنة، غير أن مقدماته موجودة في الساحة الدولية بعد البيانات المتكررة التي صدرت عن الصين وروسيا، سواء في مجلس الأمن أو في محكمة العدل الدولية، فهل باتت البيئة الدولية مهيئة لهذا التحول، أم إن الوقت لا زال مبكرا على ذلك؟

twitter.com/hma36
التعليقات (0)