وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية دعا دول التعاون الخليجي إلى أن تكون "يداً واحدة في مواجهة المخاطر في المنطقة"، فيأتي الرد من وزير الشؤون الخارجية العماني بأننا "ضد الاتحاد، ولن نمنع الاتحاد لكن إذا حصل لن نكون جزءاً منه"!!
مشهد واحد فقط يبين الحالة التي عليها التعاون الخليجي بعد أكثر من ثلاثة عقود على إنشائه، وهو يستعد هذه الأيام لقمته السنوية الرسمية البروتوكولية أو الإحتفالية، في الكويت بعد غد الثلاثاء.
مشهد يدل على الفرقة والتباين الواضح في الرؤى والتوجهات بين أعضائه، ومشهد يدل فعلاً أن المجلس ما هو إلا مجلس ردود أفعال ليس إلا، باعتبار تاريخه وكيف أنه ظهر كرد فعل على قيام ثورة الخميني والخشية من تصديرها للخليج ..
عاش المجلس على هذا المنوال رغم محاولاته لتفعيل أدوار أخرى منطقية وطبيعية، لكن لم يتقدم كثيراً وظل يراوح مكانه عقوداً ثلاثة، الى أن أتى وقتٌ، ويشهد شاهد من أهله كالوزير العماني على أن بلاده ضد الاتحاد، وحتى لو لم يساهموا فيه أو يمنعوا قيامه، لكنهم لن يكونوا جزءاً منه !!
تصريح واضح يدل على الشرخ والتفكك الحاصل لهذا المجلس وإن بدا موحداً.. فإن لم يصل هذا المجلس التعاوني للاتحاد كنتيجة منطقية طبيعية بعد ثلاثين عاماً، ولم يستطع توحيد سياساته الخارجية والاقتصادية، فما جدوى بقائه إذن؟
الهدف الذي من أجله قام المجلس عام 81 هو التصدي لفكرة تصدير الثورة الخمينية، فالأولى والأجدر به الآن أن يكون أشد حرصاً على الوقوف والتماسك لتحقيق الهدف ذاته، وإن بدا المشهد مختلفاً لكنه هو نفسه.
إيران مرة أخرى، بل يزيد هذه المرة أن الغـرب الذي لا يرى ولا يبحث سوى عن مصلحته، قد دخل على الخط مع إيران وضد الخليج!! فماذا سيصنع الخليجيون في قمتهم بعد غد وقد تعمق الخطر؟!