لم تعد صورة الشاب العربي كما الحال في مسلسل "باب الحارة"، حيث بات البحث عن "النيولوك" الشاغل لشباب هذه الأيام على حد سواء مع النساء. وأصبح
الشباب لا يترددون في استهلاك منتجات التجميل.
"لم يعد عملنا يقتصر على حلاقة الشعر والذقن"، يقول علي عمار الذي يعمل في صالون للحلاقة، ويضيف أن " الشباب أصبح هذه الأيام يهتمون بجمالهم بشكل أكبر (...) نحن في سباق مع الجمال".
ويلاحظ عمار بحكم عمله، زيادة إقبال الشباب على
مواد التجميل، خصوصا ما يتعلق منها بالبشرة.
وهي ملاحظة تؤكدها المختصة في بيع مواد التجميل، رهام ياسين، وتقول لـ"عربي21" إن "درجة اهتمام كثير من الشباب بهذه الأمور أصبح مساويا لحد ما اهتمام المرأة بجمالها وأناقتها"، وتضيف أن "المواد التي تلاقي رواجا هي منتجات تنظيف البشرة، وجل الشعر، بالإضافة إلى الكريمات وواقي الشمس".
وتعتقد ياسين أن "بعض الشباب متأثر بمظهر بعض الممثلين والنجوم ويحاولون تقليدهم في (الستايل) والظهور بمظهر جمالي معين".
ولا يوجد إحصائيات دقيقة تبين حجم إنفاق الشباب العربي على منتجات التجميل الذكورية، لكن دراسة لشركة الأبحاث "يورو مونيتور انترناشيونال" أظهرت أن دولة
الإمارات تتقدم على كثير من الدول الغربية في الإنفاق على مواد التجميل.
وبينت الدراسة أن الشباب في دولة الإمارات يتفوقون على أقرانهم في بريطانيا وفرنسا باستهلاك مواد التجميل بنسبة 44%.
وأكدت الدراسة ارتفاع حجم الإنفاق على مواد التجميل في دول مجلس التعاون الخليجي عموماً.
ويرصد الاختصاصي الاجتماعي الأردني محمد ربابعة لـ"عربي 21" الأسباب التي تجعل الشباب يقبلون على منتجات التجميل، محملا التغيرات الاجتماعية السبب في ذلك، حيث أحدثت نسبة تغيرات استهلاكية انعكست على الناحية الجمالية، ما تسبب في تزايد الاهتمام بالمظهر الخارجي عند الجنسين على السواء، على حد قوله.
ويرى محمود رياض (طالب جامعي) أن "اهتمام الشاب بجماله هو نتيجة طبييعية لانجذاب
الفتيات هذه الأيام نحو المظاهر الخارجية، خصوصا بعد انتشار الفضائيات والمسلسلات والأفلام الأجنبية".
ولا يقتصر استخدام مواد التجميل على التجميل فقط، لكن يمكن استخدامها كعلاج لإزالة حب الشباب، كما يقول الشاب لؤي محمد، ويضيف لـ"عربي21": " أنا أريد إخفاء حب الشباب، وهذه المنتجات تساهم في ذلك، بالإضافة إلى الظهور بمظهر حسن أمام الناس، ولا أرى حرجا من استخدامها".
ويضيف محمود خليل سببا آخر لانتشار مواد التجميل بين الشباب، وهي الدعاية الضخمة التي تمارسها شركات مستحضرات التجميل، "فالشباب أصبح مستهدفا من قبل هذه الشركات، التي باتت تتفنن في توفير خيارات واسعة ومتنوعة تدفعه إلى الشراء تماماً كالمرأة".
لكن خليل الذي يعمل مندوب مبيعات يوافق الكثيرين بأن "من حق الشخص أن يرى نفسه جميلا، ولا ضير باستخدام ما يساعد على ذلك".
في المقابل يقول الشاب بكر السيد لـ"عربي 21": "لا أجد الوقت لأهتم بجمال منظري، ولست ممن ينجذبون لهذه الموضة".
ويتفق معه الشاب عبد الله عمر، ويقول إن "الجمال مطلوب لكنني أرى أن لا يضيع الشاب وقتا طويلا، ويبالغ في طلب الجمال".