قالت صحيفة هآرتس الاسرائيلية، الثلاثاء، إن إقليم
الأكراد في
سوريا لم يتأثر بعدم نيله اعترافا دوليا، وهو ماض في التحضير لانتخابات ودستور خاص به.
وتابع الخبير الأمني تسفي برئيل في مقاله أنه في الإقليم الكردي السوري لا يتأثرون بضغوط زعماء الإقليم الكردي
العراقي أو بغياب الاعتراف الغربي فهناك يعدون منذ الآن لدستور في منطقة جزيرة حيث ستُشكِّل محكمة دستورية تضم سبعة قضاة، لجانا خاصة لانتخابات السلطة التنفيذية.
وصرح رئيس اللجنة القضائية المعين، حكم حلو، الأسبوع الماضي للصحفيين بأن الانتخابات سيكون ممكنا عقدها فقط في أجزاء الإقليم التي تسيطر عليها وحدات الحرس الشعبي التي أقامها حزب الاتحاد.
وأشار برئيل إلى أن الشباب الكردي في شمال سوريا حين يقول "وطننا" فإنهم لا يقصدون بالضرورة سوريا، بل الإقليم الكردي الذي يحمل اسم "رجابة أو غروب الشمس" فالمغرب معناه غربي كردستان، خلافا لشمال كردستان حيث يوجد الإقليم الكردي في
تركيا، وجنوبي كردستان هو الإقليم الكردي في العراق وشرقي كردستان هو الإقليم الكردي في إيران.
وأوضح أن الأقليم السوري يواجه مشكلة حتى يتمكن من أداء مهامه كشقيقه في العراق فهو يحتاج إلى اعتراف ثلاثي من النظام السوري ومن القيادة الكردية في العراق ومن الأسرة الدولية، وحتى الآن لم تعترف أي جهة دولية أو محلية باستقلاله.
ولفتت هآرتس إلى أن نظام الأسد يمتنع عن مهاجمة الإقليم، الذي يمنع تسلل العناصر الإسلامية ولا سيما من تركيا، لكن الأسد بعيد حاليا عن أن يوافق على شق دولته إلى كانتونات.
ويواجه الإقليم السوري مشكلة مع رئيس الإقليم الكردي في العراق مسعود برزاني، الذي صرح الأسبوع الماضي بأنه لن يعترف بالإقليم السوري ولن يتعاون معه والسبب في ذلك هو حزبي؛ فحزب الاتحاد الكردي في سوريا مقرب جدا من حزب العمال الكردي الخصم الشديد للبرزاني، الذي يخاف من سيطرته على الإقليم السوري الأمر الذي يضعف نفوذه ويقضي على حلمه في أن يكون رئيس الدولة الكردية في المستقبل.
وفي السياق ذاته يقول برئيل إن تركيا التي تخشى كل مظهر من مظاهر الاستقلال الكردي، في العراق، أو في سوريا، تعارض بالطبع الحكم الذاتي الكردي الجديد الذي من شأنه أن يولد دولة بسيطرة حزب العمال الكردي في حدودها.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تتبنى الدولة السورية الموحدة، وعارضت حتى تمثيلا كرديا منفصلا في مؤتمر جنيف الثاني. ودون مخرج عبر تركيا، أو عبر الإقليم الكردي العراقي، مما يصعب فرصة إعالة الإقليم الكردي السوري نفسه اقتصاديا.
وفي مقابل هذا التوقع، يدعي زعماء الإقليم الكردي السوري بأنهم يسيطرون على مخزونات النفط الكبرى في سوريا، واذا ما نجحوا في تطويرها فمن المتوقع أن يكونوا الإقليم الأغنى في الدولة.