قدرت صحيفة "اسرائيل اليوم" العبرية بأن المعسكر الموالي لروسيا في
اوكرانيا ستكون له الغلبة على المعسكر الموالي للغرب لان بوتين لا ينوي ان يهزم في هذه المعركة كما لم يهزم في المعركة السورية وفي معركة الملف الذري الايراني.
وأشار الكاتب بوعز بسموت في مقال له بالصحيفة اليوم إلى أن عجز واشنطن والاتحاد الاوروبي في هذه الازمة المتواصلة منذ اسابيع، لا يزيدهما كرامة بل يجعلهما ايضا مسؤولين عما يجري في الدولة التي كانت تنتمي في الماضي الى الاتحاد السوفييتي.
وبرأيه، كانت أوكرانيا منذ كان استقلالها في 1991 منقسمة، ولذا يصعب عليها ان تقرر هل تفضل ان تتحدث اللغة الاوكرانية وان توالي الغرب أم تتحدث الروسية وترتبط بموسكو كما كانت ذات مرة، لافتاً إلى أن المعركة الحالية بين التيارين في ذروتها وقوتها تثبت قوة الاستقطاب في اوكرانيا.
ويشير بسموت إلى أن تاريخ 11 تشرين الثاني كان فاصلاً، حينما استقر رأي كييف على أن توقف فجأة الاتصالات للاتفاق على ارتباط بالاتحاد الاوروبي وزيادة العلاقات الاقتصادية بموسكو، تحولت اوكرانيا الى دولتين مع علم واحد.
ويلفت الكاتب إلى أن اوروبا (فرنسا والمانيا وبولندة) تهدد بعقوبات. بينما يفضل بوتين كما كان حال الازمة في جورجيا ان يهدد بالقوة اذا رأى ان الامور في كييف تخرج عن السيطرة. ويتابع:"بعد ان خسرت موسكو شرط اوروبا ودول البلطيق لصالح الغرب لا تنوي التخلي عن اوكرانيا التي هي حيوية في خطة بوتين الاستعمارية الجديدة التي تسمى (اورو – آسيا)".
ويقول بأن المعسكرين اليوم في اوكرانيا: النظام والمتظاهرين، لا يعتمدان على اوروبا والولايات المتحدة وهو "شيء يجعل قدرتهما على الحيلة في الازمة صعبة جد"ا.
ويعقب " اختار الاتحاد الاوروبي للحفاظ على الثقة به أمس ان يزيد في حدة اللغة. ان مشكلة موالي الغرب في اوكرانيا هي ان الغرب لن يفعل شيئا سوى التهديد بالعقوبات. لكن موالي
روسيا في اوكرانيا يمكن ان يتوقعوا من الروس اكثر من ذلك بكثير. وهذا يمنحهم ميزة كبيرة بالطبع".
وخلص بسموت إلى أن بوتين في هذه المرة "ينوي ان ينتصر وان يملي ارادته كما حدث بالضبط في الازمة في
سوريا والقضية الذرية الايرانية". مشيراً إلى أن بوتين وعد اوكرانيا بـ 15 مليار دولار وسيحول 2 مليار دولار على الحساب. وتساءل:"ما الذي فعله الاوروبيون والامريكيون منذ ذلك الحين لاجل المعسكر الغربي في اوكرانيا؟"،وتابع متسائلاً:"على العموم فان هذا الامر كله يجعلنا نتساءل عن مقدار قراءة اوروبا للخريطة بصورة صحيحة في المدة الاخيرة؟ ".