يرصد الباحث
اليمني سفيان العمراني محاولات الحوثيين الشرسة للسيطرة على شمال اليمن وصولا إلى العاصمة صنعاء، ويستعرض في سبيل ذلك ما قال إنها "ستة"
حروب للحوثيين بدأت العام 2007 ولم تنته حتى هذا الوقت.
ورغم أن الباحث لم يحدد الآلية التي اعتمد عليها في تحديد عدد تلك الحروب، إلا أنه يشير إلى حروب الحوثيين التي سبقت وتلت ثورة الشباب في شباط/ فبراير العام 2011، ويعتبر أن نصفها وقع قبل ثورة الشباب ونصفها تلا تلك الحرب، وهي حروب "غامضة" ومارس نظام علي عبدالله صالح تعتيما كاملا على مجرياتها، الأمر الذي أعاق محاولات الباحث لرصد تطورات الحروب والجرائم التي ارتكبها الحوثييون خلالها.
يتحدث العمراني في كتابه الذي عنونه بـ"
الحوثيون وصناعة الموت" عن تحالف لاحق على الثورة بين نظام علي عبدالله صالح الذي لم تزله الثورة مع جماعة الحوثي، لتبدأ مرحلة جديدة حقق فيها الحوثيون انتصارات عسكرية كبيرة مكنتهم من السيطرة على محافظات صعدة وحجة وعمران ومكنتهم من الوقوف عند أبواب صنعاء الشمالية.
وتعتبر محافظة حجة "استراتيجية" بالنسبة للحوثيين كونها تطل على البحر الأحمر عبر ميناء ميدي الهام، وهو ميناء يطمع الحوثيون في السيطرة عليه ليكون بوابتهم لاستقبال شحنات الأسلحة المرسلة من إيران.
ويرى الباحث أن المواطنين من أبناء محافظة حجة اضطروا للتصدي للحوثيين ومخططاتهم التوسعية في ظل الغياب الكبير للأجهزة الأمنية.
وتقول الناشطة اليمنية توكل كرمان إن جماعة الحوثي تكدس نحو 70 دبابة عند أبواب صنعاء، وطالبت الجماعة بتسليم "ترسانتها المسلحة للدولة دون تأخير، تنفيذا لمخرجات الحوار التي اشترطت البدء بالتنفيذ بعد شهر من انتهاء مؤتمر الحوار".
وخاطبت كرمان الحوثيين بالقول "في حال رفض الحوثيون تسليمهم للسلاح، فإن الدولة ستنتزعه منهم بالقوة، وسيحاكم قائدها عبدالملك الحوثي كمجرم حرب".
ويلاحظ الكاتب توسع الحوثيين في ارتكاب الجرائم البشعة ضد مخالفيهم عقب تحالفهم مع بقايا نظام علي عبدالله صالح، ووصلت "وحشية" الحوثيين إلى مستويات متقدمة، وفقا للكاتب، مع تعمدهم سياسة تفخيخ المنازل وزرع كميات كبيرة من الألغام.
ولفت الباحث أن التهمة التي يواجه بها الحوثيون مخالفيهم هي العمالة والجاسوسية للقوات الحكومية.
ويرى الباحث أن جماعة الحوثي طردت أئمة وخطباء مساجد من ينتمون إلى أهل السنة والجماعة من المناطق التي تسيطر عليها.
كما تحدث العمراني عن تواطئ الأجهزة الإعلامية الموالية لجماعة علي عبدالله صالح في "التغاضي" عن جرائم الحوثيين، كما لفت إلى غياب الأجهزة الأمنية التي تدين بالولاء لعائلة علي عبدالله صالح عن "ايقاف الجماعات الارهابية المتمردة على سلطة الدولة عند حدها".
لكن الباحث لم يتطرق إلى دور إيران وحزب الله اللبناني في انطلاقة جماعة الحوثي العام 2007، رغم عدد كبير من التقارير الاعلامية التي تحدثت عن دور ايران وحزب الله في اقناع الحوثي بتبني عقيدة الإمامية الاثني عشرية بدلا من الزيدية، إلى جانب دعمه بالمال والسلاح وتدريب العناصر الموالية له.