سيطرت القوات الروسية مساء الثلاثاء على آخر سفينة عسكرية ترفع علم أوكرانيا في
القرم، وفق ما أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية فلاديسلاف سيليزنيف.
ونقل سيلزينيف عن مصادر ميدانية أنه بعد نصف ساعة من بدء الهجوم على السفينة الأوكرانية والذي تخلله دوي انفجارات ناجمة على الأرجح عن قنابل صوتية، قامت السفينة القاطرة كوفل بنقل كاسحة الألغام تشيركاسي إلى رصيف الحامية الخامسة على ضفة بحيرة دونوزلاف.
وأورد المتحدث على صفحته على موقع فيسبوك أن المهاجمين صعدوا على متن كاسحة الألغام تشيركاسي في بحيرة دونوزلاف فيما تحصن الطاقم داخل السفينة. وأفاد بحار أوكراني على متن السفينة اتصلت به الصحيفة الإلكترونية اوكرايينسكا برافدا أن المهاجمين وصلوا على متن زورقين سريعين فيما حلقت مروحيات فوق البحيرة.
في وقت سابق حاولت القوات الروسية التي سيطرت الاثنين على سفينة الإنزال الكبيرة كونستانتين اولشانسكي السيطرة كذلك على تشيركاسي.
لكن السفينة أجرت مناورة ماهرة من دون التوقف لتجنب صعود المهاجمين عليها، بحسب البحار اولكسندر غوتنيك. وكانت السفن الأوكرانية محاصرة على بحيرة دونوزلاف بعد أن قامت البحرية الروسية بإغراق اثنتين من سفنها عمدا في الممر المؤدي إلى البحر الأسود. بعد السيطرة بالقوة فجر الاثنين على قاعدة لسلاح مشاة البحرية في فيودوسيا بسط الروس سيطرتهم الكاملة على القرم.
وأعلن مصدر في وزارة الدفاع الأوكرانية أن النائب الأول لرئيس أركان القوات المسلحة الأوكرانية، غينادي فوروبيوف، بحث في اتصال هاتفي مع نائب وزير الدفاع الروسي، الجنرال ديمتري بولغاكوف، مسألة خروج القوات الأوكرانية من القرم.
وقال مصدر في وزارة الدفاع الأوكرانية لوكالة أنباء (إيتار-تاس) الروسية الثلاثاء، إنه تمّت، في الاتصال، "مناقشة طريقة خروج العسكريين الأوكرانيين وأفراد عائلاتهم من القرم، بالإضافة إلى إخراج الأسلحة والمعدات العسكرية، وممتلكات القوات الأوكرانية المسلحة".
وأوضح المصدر أنه "يتوجب بشكل عام إخراج نحو ألفين من عسكريينا من شبه الجزيرة"، مشيراً إلى أن "الجانب الروسي أبدى لنا استعداده لتأمين الخروج بدون عوائق".
ولفت إلى أن الاتصال أجري بمبادرة من الجانب الأوكراني.
وكان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، كلّف، في وقت سابق، قائد أسطول البحر الأسود المرابط في القرم، الكسندر فيتكو "منح إمكانية الخروج المنظم إلى الأراضي الأوكرانية لأفراد القوات المسلحة الأوكرانية الراغبين بمغادرة القرم".
كما أكد الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف، أن العسكريين الأوكرانيين يستطيعون الخروج بحرية من شبه الجزيرة "بالسلاح أو بدونه، فهذا ما ستقرره وزارة الدفاع".
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت السبت الماضي، أن أقل من 2000 من بين 18 ألف عسكري أوكراني في القرم، عبروا عن رغبتهم بالعودة إلى أوكرانيا.
في وقت سابق وافق البرلمان الأوكراني، الثلاثاء، على استقالة وزير الدفاع إيغور تينيوخ بسبب طريقة إدارته أزمة القرم إثر إلحاق شبه الجزيرة الأوكرانية بروسيا وعين ميخائيلو كوفال مكانه.
وبعدما رفض البرلمان الاستقالة في بادئ الأمر بسبب عدم الحصول على الأصوات الكافية، عاد وصوت عليها 228 نائبا في المجلس من اصل 450 خلال جلسة صاخبة.
ثم وافق 251 نائبا على تعيين كوفال الضابط الكبير الذي كان متمركزا في القرم واعتقل لفترة وجيزة في مطلع آذار/مارس من قبل قوات موالية للروس.
وأثارت إدارة الأزمة من قبل كييف انتقادات شديدة واتهامات بالعجز حتى من داخل السلطة الانتقالية التي تسلمت الحكم منذ إقالة الرئيس فيكتور
يانوكوفيتش.
وكان تينيوخ قدم استقالته أمام النواب في وقت سابق الثلاثاء.