سياسة عربية

حملة ضد السيسي تجتاح فيس بوك وتويتر

وصلت المشاركات لأكثر من 5 ملايين مشاركة منذ اطلاق الهاشتاج - عربي 21
وصلت المشاركات لأكثر من 5 ملايين مشاركة منذ اطلاق الهاشتاج - عربي 21
بعد دقائق من إعلان وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي استقالته من منصبه وترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة دشن نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي هاشتاج جديد بعنوان "#انتخبوا الـ(...) سرعان ما انتشر كالنار في الهشيم، حتى ووصلت المشاركات فيه إلى أكثر من 5 مليون مشاركة وزاره 50 مليون شخص خلال ساعات قليلة، ما جعله الأعلى مشاركة على مستوى مصر على فيس بوك، والثالث عالميا على تويتر.

والكلمة تعني في العامية المصرية "الديوث" أو "القواد" الذي يقبل الفاحشة على أهل بيته أو الذي يبيع شرفه من أجل مكسب مادي.

ومن المثير للدهشة أن الغالبية العظمى من المنضمين لهذه الحملة، هم بالأساس شباب التيارات الإسلامية الرافضين للانقلاب العسكري الذي قاده السيسي في يوليو الماضي للإطاحة بالرئيس محمد مرسي، بالإضافة إلى عدد من النشطاء الليبراليين واليساريين الرافضين للحكم العسكري.

وشارك حتى الآن في الهاشتاج مئات الآلاف من النشطاء كان من بينهم عدد من النشطاء المعروفين مثل علي خفاجي أمين الشباب بحزب الحرية والعدالة بالجيزة وأنس حسن الباحث السياسي ومحمد جمال هلال المذيع في قناة رابعة، ومحمد عباس العضو المؤسس في حزب التيار المصري وغيرهم.

ونظرا للإقبال الهائل على الحملة تم تأسيس عشرات الصفحات التي تحمل نفس الاسم، كما تم ترجمة الهاشتاج لعدة لغات ولهجات، فقال أحد النشطاء "اللي مكسوف من #‏انتخبوا_الـ(...)، ممكن يكتب بالفرنسية ?#‎voter_pour_le_proxénète، أو بالإنجليزية #‎vote_for_the_pimp، أو بالألمانية #‎stimmen_Sie_für_den_Zuhälter، أو حتى باللهجة التونسية #‏إنتخبوا_الطحان".

دعوات لرفع الحرج

وبرر نشطاء هذا الهاشتاج بقولهم إن السيسي بنفسه لم يخجل - وهو وزير الدفاع - من أن يذكر بين قادة الجيش وضباطه أن أكثر ما يميز المتحدث العسكري هو أنه جاذب للنساء.

وقال الدكتور ياسر نجم أحد المشاركين في الهاشتاج "فيه ناس مكسوفين ومتحرجين انهم يشاركوا في هاشتاج #انتخبوا_الـ(...)، على أساس أنها لفظ بذئ، بس أحب أوضح أن الكلمة دي مش شتيمة، ده مسمى وظيفي كان متداول في مصر حتى الأربعينات، وسبحان الله كان خاص بعساكر وضباط الشرطة المسئولين عن التفتيش على تراخيص بيوت الدعارة، المهم يعني إنكم ماتتكسفوش تشاركوا في ?#‏انتخبوا_الـ(...)".

وقال أحد النشطاء: اللفظة لها إسقاط ودلالات وليست للسب أو دلالة على سوء الخلق, ووجب علينا المرحلة القادمة استخدمها بكثرة نظرا لما تُلاقيه البلاد من كثرة ?#‏المعر*ين.

وأضاف الناشط أحمد بلما قائلا "مرمطوا هيبة الطواغيت بألسنتكم، وقبل ما تستحرم وتتضايق افتكر حكم اللي انت بتشتمه ده ايه وبعدين شوف اذا كنت فعلا بتتجنّي عليه ولا لأ، شوفوا اللي اتعمل في مرسي وجماعته "باللسان" فقط علي مدار سنة وصّلهم لايه، وكان بالزور والبهتان، وانت لغاية دلوقت مكسوف تعمل ده "بالحق" مع شوية مجرمين".

أما الشيخ عصام تليمة - أحد علماء الأزهر – فأعلن تأييده بشكل غير مباشر للحملة حيث كتب على صفحته على فيس بوك "لولا أني شيخ معمم لشيرت الهاشتاج إياه".

رد الإساءة بمثلها

ويقول نشطاء إن الحملة هي بمثابة تكرار لما حدث مع الرئيس مرسي وجماعة الإخوان بل والإسلاميين عموما في البلاد عقب ثورة يناير من إلصاق أسماء وصفات بذيئة بهم وتكرارها في الإعلام وفي وسائل التواصل الاجتماعي حتى خلقت تيارا عاما رافضا لهم ومصدقا لهذه الافتراءات ونجحوا بالفعل في التقليل من شأنهم ومن احترام الناس وتقديرهم لهم.

ودأب الإعلام وخصوم الإخوان على إطلاق لفظ الاستبن - أي البديل أو الاحتياطي - على الرئيس مرسي بسبب ترشحه بديلا لخيرت الشاطر في انتخابات الرئاسة، كما أطلقوا لفظ "الخرفان" على أعضاء جماعة الإخوان وكرروها في كل مكان حتى أصبحت مقترنة بهم.

وفي هذا السياق يقول الناشط حسام سرحان فقال "فاكرين كلمة الاستبن اللي لزقت في مرسي؟؟ افتكرتوها؟؟ اركنوا بقى على جنب خلونا نشوف شغلنا".

? وكتب الصحفي عبد الرحمن مقداد قائلا "أنا من المؤمنين وبشدة أن الأنظمة لا تسقط إلا عندما تهان وتمتهن في كل مكان وعلى لسان كل الناس، هذه الهاشتاجات يجب أن تفعل بقوة وينتشر الجرافيتي في كل مكان"

وقال عماد الدين السيد "حملة #‏انتخبوا_الـ(...)بما تتضمنه من هاشتاج وجرافيتي هي حملة عظيمة، وصاحب عقل لبيب من ابتدعها، حيث حاول #‏السيسي رسم نفسه في صورة البطل المنقذ والأسد الجريء في أذهان الناس، فمهما حاولت أن تشرح لهم المجازر التي ارتكبها فهو في نظرهم "دكر" يحارب الإرهاب، فكان لقب "العر*" هو إصابة مباشرة ومضادة للصورة التي يحاول رسمها".

وبدأت بعض رسومات الجرافيتي التي تدعو لانتخاب السيسي "العر*" في الانتشار في بعض الأحياء، لكن نشطاء تعهدوا بأن يغرقون كل شوارع وجدان البلاد بها.

وقال محمد عباس العضو المؤسس في حزب التيار المصري فكتب على صفحته على فيس بوك "دعوة لكل الشباب في كل الحركات.. عايزين جرافيتي #‏انتخبوا_الـ(...)يغرق مصر"

وكان المتحدث العسكري للقوات المسلحة قد صرح منذ عدة أيام عن استنكار القوات المسلحة لانتشار لافتات تحمل صور السيسي وتتضمن عبارات وألفاظ غير لائقة واصفا ذلك بالأمر المسيء للمؤسسة العسكرية وقادتها".

عداء تاريخي بين الإخوان و"العر*"

وتداول النشطاء تأصيلا لغويا وتاريخيا جادا لهذه الكلمة وجذورها ومدلولاتها، حيث قال الصحفي أحمد عطوان "إنه نظرا لما نحن مقبلون عليه من كثرة استخدام لهذا المصطلح الذي بات التوصيف الأمثل بل والوحيد لكثير من الأشخاص في هذه الأيام.. يتساءل كثيرون "من هو "العر*"

وأضاف، تاريخيا "العر*" هو اسم وظيفة كانت موجودة قديما في وزارة الداخلية وكان هذا الاسم هو الاسم الشعبي لصاحب هذه الوظيفة الذي هو مكلف بمراقبة الفتيات البغايا والتأكد من تراخيصهن وضبط العاملات بدون ترخيص، واشتقت من هذه الصفة لفظة "التعريـ*" وهي ممارسة مهام الشرطي "العر*" من دياثة أو تكسب من الحرام والتماهي معه بوجه عام، وصارت مقترنة في وعي المصريين بكل من تنطبق عليه شروط "التعريـ*" من الدياثة الفجة والسكوت عن الحق والتكسب من ممارسة الباطل.

أما لغويا، فبحسب المعجم الوسيط، "عر*" تعريـ*ـا، و"عر*" اللحم: لم ينضجه، و"عر*" الجمل: ذلل ظهره، و"عر*" الولد: لعب ومرح.

يذكر أن إلغاء القانون الذي يرخص ممارسة البغاء في مصر لم يتم إلا على أيدي الإخوان المسلمين عام 1949 بعد ضغوط على حكومة النحاس باشا الوفدية، فتم إلغاء البغاء وغلق بيوت الدعارة وجعلها عملا مجرما.

واختتم مازحا، ومن يومها صار "العر*" بلا وظيفة، ونشأ عداء تاريخي وثأر لم تطفئه الأيام بين الإخوان و"العر*".
التعليقات (2)
امل
الأربعاء، 02-04-2014 04:01 م
صراحة لايق علية الفظ اصلة حنين قوى
ايمن محمد
الأحد، 30-03-2014 10:50 ص
تاهت ولقيناها واقول للعرص اية اللى جابك عندنا يا غبى قدرك ونصيبك ورطوك