تساءل الكاتب كارلو ديفيز في مجلة "نيوريبابليك" الأمريكية عما إذا كانت
الحرب الأهلية في
سوريا ستصبح حربا اقليمية كاملة؟
ويشير في هذا السياق إلى شريط الفيديو الذي سرب على "يوتيوب" الخميس وكشف تفاصيل اجتماع للأمن القومي التركي يناقش فيه المسؤولون تدخلا عسكريا شاملا في سوريا للدفاع عن قبر سلمان شاه، جد مؤسس الدولة العثمانية وحمايته والذي يقع في عمق الأراضي السورية بعيدا عن الحدود مع
تركيا بحوالي 30 كيلومتر.
وفي اللقاء يعرض مدير الإستخبارات التركية حقان فيدان تنظيم عملية لتبرر التدخل. وأكد وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو الذي كان واحدا من أربعة حضروا الإجتماع أن اللقاء تم لكنه أكد أن محتوياته مزورة.
ويقول الكاتب إن تداعيات التدخل التركي في سوريا هي أنه لا يحظى بشعبية داخل تركيا وجاء في ظل انتخابات بلدية أخذت مكانها الأحد حيث تم حظر يوتيوب وقبله صدر قرار على التويتر ألغته المحكمة الخميس.
وحقق حزب العدالة والتنمية انتصارا على المعارضة في معظم البلديات الكبيرة خاصة اسطنبول والعاصمة أنقرة.
ويرى الكاتب أن التداعيات الجيو-سياسية للتسريب والإنتخابات الإقليمية كبيرة، ففي حالة انجرار تركيا لحرب مع الجيش السوري فانها ستكون قادرة على تحويل مسار الحرب، وإذا قررت أن تؤسس لوجود لها في شمال تركيا فهذا قد يدفع دولا أخرى لفعل الشيء نفسه.
ويشير الكاتب إلى أن تركيا استقبلت أكثر من 650 ألف لاجئي سوري وتقوم بتزويد المعارضة بالأسلحة الخفيفة والتدريبات منذ أيار/مايو 2012.
ولفت إلى تحول حدودها مع شمال سوريا لمعبر رئيسي لمرور الأسلحة القادمة من الأردن والسعودية وقطر للمقاتلين السوريين في الشمال.
وأصبحت تركيا داعمة بشكل للمعارضة السورية خاصة في عملية السيطرة على آخر معبر مع الحدود التركية كان يقع تحت سيطرة النظام السوري، وأعطت القوات التركية تغطية جوية للمقاتلين، وأقامت منطقة حظر جوي فعلية وأسقطت مقاتلة سورية أرسلت لحماية المنطقة الحدودية.
وتقول الحكومة التركية إن المقاتلة قامت بخرق الاجواء التركية لكنها تحطمت داخل الأراضي السورية.
ولم تخف الحكومة التركية نيتها لحماية منطقة صغيرة وهي قبر سليمان شاه، جد مؤسس الدولة العثمانية عثمان الأول. وبحسب صحيفة "حريت" التركية فقد هدد مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش- بمهاجمة الضريح الإسبوع الماضي وفي تركيا وعد رئيس الوزراء طيب رجب أردوغان بعمل اللازم لحماية الضريح.
ويعلق الكاتب قائلا إن أهم جزء من التسريب ليس كشفه عن الخطة العسكرية ولكن صورة عن العجز الذي تمضي الخطط بها، حيث ناقش المسؤولون الأتراك كيفية تجنب خرق القانون الدولي وتحدثوا عن موقف أحزاب المعارضة من التدخل العسكري حيث قالوا إن موقفهم هذا قد حول مسألة الأمن القومي إلى "زي رخيص".
وفي مرحلة من النقاش يقول فريدون سينيرليغولو "سنصور هذا على أنه فعل من أفعال القاعدة ولا مشكلة في هذا".
وفي مرحلة أخرى ناقش المسؤولون تداعيات الغزو الخطيرة. وفي جزء آخر من النقاش بدا المسؤولون يعودون لغزو العراق حيث صوت البرلمان على منع دخول القوات الامريكية من تركيا للعراق.
وهنا يتساءل الكاتب عما سيحدث فيما بعد هل سيؤدي الكشف عن اجتماع سري ويتعلق بالأمن القومي لتخريب الخطط الأخرى التي تعد لسوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية، وإن لم تؤثر فهل ستقف الولايات المتحدة مع حليفتها التركية والعضو القديم في حلف الناتو؟ .
وفي النقاش يقول سينيرليغولو إن الولايات المتحدة وزعت خططا لمنطقة الحظر الجوي في اجتماع للتنسيق عقد أخيرا. ويعلق الكاتب قائلا "تحولت الحرب الأهلية لمستنقع وإذا صدقنا هذا التسريب فإنها ستصبح أسوأ".