قال وزير الداخلية الأوكراني آرسين أفاكو الثلاثاء إن أوكرانيا شنت عملية "لمكافحة الإرهاب" في مدينة خاركيف وإنه تم اعتقال نحو 70 "انفصاليا" لاستيلائهم على مبنى الإدارة الإقليمية .
وقال أفاكو على صفحته على فيسبوك "أطلقت عملية لمكافحة الإرهاب .أغلق وسط المدينة بالإضافة إلى محطات المترو. لا تقلقوا. بمجرد الانتهاء سنفتحها".
ونقلت وكالة إنترفاكس-أوكرانيا للأنباء عن وزارة الداخلية قولها إنه يشتبه قيام المعتقلين "بنشاط غير قانوني له صلة بالانفصال وتنظيم قلاقل عامة والإضرار بصحة الإنسان" وخرق قوانين أخرى.
من جانبها دعت وزارة الخارجية الروسية الثلاثاء سلطات كييف إلى وقف حشد القوات المسلحة التي قالت إنها مكلفة بقمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة في جنوب شرق أوكرانيا.
وقالت الوزارة في بيان "ندعو إلى وقف فوري للعمليات العسكرية التي يمكن أن تؤدي إلى تفجر حرب أهلية".
وكان محتجون مؤيدون لروسيا قد استولوا على مبان رسمية في مدن خاركيف ولوهانسك ودونيتسك مساء الأحد مطالبين بإجراء استفتاء بشأن مسألة الانضمام إلى روسيا على غرار الاستفتاء الذي سبق ضم
موسكو للقرم.
وفي السياق ذاته قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إن "أي محاولة روسية لزعزعة الاستقرار في أوكرانيا سوف تسهم في إيقاع المزيد من العقوبات على موسكو".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، جان بساكي، إن كيري أخبر نظيره الروسي، سيرغي لافروف، خلال مكالمة هاتفية أجراها معه الاثنين، أن الولايات المتحدة تراقب الأحداث في خاركيف ودونيتسك، ولوهانسك وماريوبول (شرق) خلال الـ 24 ساعة الماضية بقلق بالغ.
وأوضح كيري أن "الأحداث في شرق أوكرانيا لم تبد كمجموعة من الحوادث العفوية ولكنها بدت كما لو أن هناك حملة مدبرة بعناية"، داعيًا روسيا إلى التنصل "بشكل علني من أنشطة
الانفصاليين والمخربين والمحرضين هناك".
كما طالب كيري نظيره الروسي بتخفيف التوتر والدفع نحو الحوار، لافتًا إلى أن "أي محاولة روسية لزعزعة الاستقرار في أوكرانيا سوف تسهم في إيقاع المزيد من العقوبات على روسيا"، بحسب ما نقلته بساكي خلال مؤتمر صحفي اليوم بمقر الوزارة.
وقام متظاهرون موالون لروسيا بالاستيلاء على مبنى ولاية دونتسك الأوكرانية (شرق)، وأنزلوا العلم الأوكراني، ورفعوا العلم الروسي بدلاً منه، مساء الأحد، مطالبين بالانفصال.
كما ناقش كيري مع لافروف إمكانية عقد محادثات مباشرة في غضون الـ 10 أيام المقبلة بين أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في محاولة لتهدئة التوترات، بحسب بساكي.
وأشارت إلى أن "قادة الحكومة الأوكرانية في طريقهم إلى كل هذه المدن اليوم في محاولة للتفاوض مع المحتجين وإخلاء المباني الحكومية وتخفيف حدة التوتر".
وفي ذات السياق، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، إن الولايات المتحدة لديها "أدلة قوية تشير إلى أن بعض هؤلاء المتظاهرين قد تلقوا رشاوى وأنهم ليسوا من السكان المحليين".
ورفض كارني، أثناء إيجازه الصحفي اليومي في البيت الأبيض، تعريف جنسيات هؤلاء المتظاهرين أو الجهة التي قامت بالدفع لهم ولكنه ألمح بالقول "أعتقد أن هناك قوى خارجية - وليست محلية - تسهم في خلق هذه الاستفزازات".
ووصف كارني ما يحدث في مدينة دونيتسك بأنه "سلوك لبعض الأشخاص الذين لايملكون الصلاحية القانونية لاتخاذ هذه الإجراءات، هم حفنة من الانفصاليين الموالين لروسيا يتخندقون خلف متاريس موضوعة أمام مباني الحكومة المحلية لمدينة دونيتسك يريدون إنشاء جمهورية دونيتسك الشعبية، وينادون بإجراء استفتاء في 11 مايو/ أيار للانضمام إلى روسيا".
ومضى قائلاً: "هؤلاء الانفصاليون قد طالبوا روسيا بإرسال قوات حفظ سلام عسكرية".
وحذّر كارني من المزيد من التصعيد العسكري الروسي في المنطقة، مشيرًا إلى أن محاولة "روسيا الدخول إلى شرق أوكرانيا سرًا أو علانية سيؤدي إلى تصعيد جديد".
وناشد كارني، في الوقت نفسه، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحكومته "بإيقاف كل الجهود الرامية إلى زعزعة استقرار أوكرانيا".
وكرر كارني رغبة بلاده بمواصلة الدفع تجاه "حل دبلوماسي للأزمة في أوكرانيا بشكل عام لتقليل التوتر".
واستولى متظاهرون مناصرون لروسيا، مبنى ولاية دونتسك الأوكرانية، وأنزلوا العلم الأوكراني ورفعوا العلم الروسي بدلا منه، مساء الأحد، خلال التظاهرات التي نظّموها في الولاية.
واليوم، أعلنت الهيئة التشريعية التي أسسها الانفصاليون في مدينة "دونتسك" شرق أوكرانيا، أنها ستجري استفتاءً في المدينة 11 مايو/أيار المقبل، لتقرير مصير المدينة بين البقاء في أوكرانيا أو الاستقلال والانضمام إلى الاتحاد الروسي.
وأجري منصف الشهر الماضي في شبه جزيرة
القرم، تتمتع بالحكم الذاتي، جنوبي أوكرانيا، استفتاء بشأن انضمامها إلى روسيا، أو البقاء جزء من أوكرانيا، مع إعادة العمل بدستور القرم لعام 1992، وأعلن رئيس لجنة الانتخابات في جمهورية القرم، ميخائيل ماليشيف، أن 96.77% من المقترعين صوتوا لصالح الانضمام إلى روسيا.
ولاقى الاستفتاء رفضا واسعا من الدول الغربية، خاصة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اللذين يتهمان موسكو بالوقوف وراء انفصال القرم.