"لقد أصبحت علاقتنا الزوجية غامضة، لا هو يتكلم، ولا أنا قادرة على تحمل صمته، ولا أجد ما يمكن التحدث به معه". تقول ندى التلاوي.
وتجد ندى المتزوجة منذ خمس سنوات، صعوبة بالغة في إعادة علاقتها مع زوجها كما كانت.
"أشعر أن ما يجمعنا فقط الأولاد، والطعام، لا شيء خاصا مشتركا بيننا، حتى المشاعر قد تبلّدت، ولا نعبّر عما بداخلنا إلا ما ندر" تتابع ندى في حديثها لـ"عربي 21".
وتعاني الكثير من النساء في الوطن العربي من فتور العلاقة الزوجية وارتفاع معدلات المشاكل الأسرية التي تصل أحيانا إلى الطلاق.
وعن أسباب فتور العلاقة بين الأزواج تقول المستشارة والمدربة في المجلس الوطني لشؤون الأسرة في الأردن، الدكتورة سعاد غيث: "بعد مضي سنوات من
الزواج، يبدأ الزوج بالتطور المهني في عمله، ويترتب على ذلك طاقة ذهنية ونفسية تستهلك بالخارج، ما يؤثر سلبا على علاقته بأسرته".
وتابعت غيث: "إن الروتين المتولد في الأسرة يجب مقاومته، وتغييره، وعدم الانسياق معه، مشيرة إلى أن علم النفس يصنف الزوجات على أنهم "مهندسات العلاقة"، وأن المرأة تمتلك ذكاءً عاطفيا واجتماعيا أكثر من الرجل، وحتى تغير من الروتين عليها أن تبادر وأن تكون صبورة".
ولفتت إلى أن على الزوجة أن تبادر في دعم الزوج إذا ما احتاج المساعدة وأن على الزوج أيضا أن لا ينسى أن زوجته بانتظار أن يكلمها ويشاركها وأنها مستعدة لدعمه.
من جهته يلفت دكتور الفلسفة الإسلامية في الجامعة الأردنية، عبدالله الشواهنة إلى أسباب أخرى قد تكون وراء الفتور في العلاقة كالأهل والأولاد.
فبحسب الشواهنة قد يكون التدخل الخارجي للأهل أحد الأسباب في تدهور العلاقة الزوجية إلى جانب الانشغال بالأولاد ومسؤولياتهم الأمر الذي يقلل من الأوقات الخاصة للزوجين.
غير أن الشواهنة أكد في حديث لـ "عربي21": أن العلاقة لا تحتاج إلى الكثير حتى تعود كما كانت، ويلزمها القليل من الاهتمام فقط.
من جهتها أكدت المستشارة الاجتماعية والأسرية في الأردن، لبنى العضايلة أن للحوار أهمية كبيرة في بناء العلاقة الزوجية. ولفتت إلى أهمية التفريق بين المسؤوليات والواجبات، كما حذرت من العناد والجدل، مشيرة إلى أن العناد يشكل السبب الرئيسي للطلاق.
من جهته أورد الاستشاري الأسري والاجتماعي في الأردن، منذر زيتون في حديثه لـ "عربي21" بعض الحلول والأمور التي تساعد على تجديد العلاقة بين الأزواج.
وأشار زيتون إلى أن توسيع دائرة العلاقة الزوجية لأن تكون علاقة صداقة، والتغافل عن بعض الأمور، والتدرب على الابتسامة، والكلمة الطيبة، وتحقيق المفاجئات، مثل تقديم هدية كزهرة أو شوكولاته أو قطعة ملابس أو إكسسوار قد يكون لها أثر كبير في تجديد العلاقة وإزاحة الفتور.
كما قال أن دعوة إلى عشاء أو رحلة، أو سهرة ثنائية جميلة، والقيام بزيارة مشتركة، أو دعوة الأهل أو الأصدقاء للبيت، ولو لغير مناسبة قد يضفي على العلاقة نوعا من التجديد.
كما أشار زيتون إلى الأثر الكبير الذي تتركه مشاركة الزوج في الأعمال المنزلية، كالطبخ، أو تنظيم حديقة المنزل على العلاقة بزوجته.
أما الاستشارية الأسرية فاطمة القاضي فقالت إن الزوجة الناجحة هي من تملأ القلب والعقل، فعليها أن تعرف ما هو مفتاح زوجها.
وذكرت أن العلاقة الأسرية "سكن" كما ورد في الآية "لتسكنوا إليها"، أي استقرار وطمأنينة.
وأضافت القاضي لـ "عربي21" أن سعادة الأسرة من سعادة المجتمع، وبقاء الأسرة متماسكة يعد سلاحا قويا للأمة، فلتخفيف الحدة بالعلاقة يجب الاحتواء والتكيّف والاستيعاب وتعلم فن التبسيط للأمور، ومهارة التهوين، واللطف والرفق، ومبادلة المحبة، وترك الجدل، واحتواء المشاكل وهو ما يسميه العلماء بإغلاق الدائرة.
وذكرت أن على الزوجة عدم التذمر من تصرفات زوجها ، والثناء عليه وذكر محاسنه، وعدم تكليفه فوق طاقته، واحترام مواعيده وتذكيره بها، كما على الزوج أن يهتم بزوجته ويخصص لها وقتا، وأن يمتص غضبها قبل أن تبدأ بالشكوى، وهذا ما يسمى بفن إدارة المرأة.