قال محمد رياض الشقفة، المراقب العام لجماعة
الإخوان المسلمين في
سوريا، إن المجتمع الدولي يقف متفرجاً على جرائم نظام بشار
الأسد دون رادع؛ لرغبته في استمرار الصراع لمزيد من التدمير للبنية التحتية وللمجتمع السوري خدمة للمشروع الإسرائيلي.
وأضاف الشقفة أن "هذا ما أدى لاستمرار بقاء نظام الأسد".
وتابع أن "الثوار يتقدمون وقوات نظام بشار الأسد تتقهقر رغم الدعم الروسي اللامحدود، مما اضطره للاستعانة بحزب الله اللبناني، والميليشيات العراقية، والحرس الثوري الإيراني، ورغم ذلك مازال النظام يتراجع"، على حد قوله.
ووصف "الشقفة" الانتخابات الرئاسية السورية المقررة في يونيو/ حزيران من العام الجاري بـ"العبثية والتي لا قيمة لها"، مشيرا أنها "ستزيد من إصرار الشعب السوري على التغيير"، مبينا أن "توحيد فصائل المعارضة السورية من مقدمات النصر".
وإلى نص الحوار:
- كيف تنظرون إلى ما آلت إليه الأوضاع في سوريا بعد مرور أكثر من 3 سنوات على ثورتها؟
-- الثوار يتقدمون وقوات النظام تتقهقر رغم الدعم الروسي اللامحدود، مما اضطر نظام الأسد للاستعانة بحزب الله اللبناني، والميليشيات العراقية، والحرس الثوري الإيراني، ورغم ذلك مازال النظام يتراجع.
- وما هي أسباب بقاء النظام السوري حتى الآن؟
-- دعم روسيا وإيران، ووقوف المجتمع الدولي متفرجاً على جرائمه دون رادع، لرغبته في استمرار الصراع لمزيد من التدمير للبنية التحتية وللمجتمع السوري خدمة للمشروع الصهيوني.
- ما هي التحديات التي لا تزال تواجه
الثورة السورية حتى الآن؟
-- عدم توحيد صناديق الدعم للثوار، وبقاء الحظر الدولي على حصول الثوار على السلاح النوعي، واستمرار التدخل الروسي والإيراني والعراقي ودعم النظام في ما يقترف من جرائم.
- وماذا عن وضع الإخوان في سوريا وطبيعة الدور الذي تقومون به هناك؟ وإلى أين وصل حزبكم؟
-- بعد غياب دام ثلاثين عاماً، بدأ الاخوان بالعودة إلى سوريا، ويعملون بالاغاثة والتربية والتعليم ونشر الفكر الإسلامي الوسطي في المناطق المحررة ويدعمون الفصائل ذات الفكر الاسلامي المعتدل.
- وما هي تداعيات الانتخابات الرئاسية السورية وتأثيرها على الأزمة؟
-- تلك انتخابات عبثية لا قيمة لها وستزيد من إصرار الشعب السوري على التغيير.
- وهل تفكك اتحاد المعارضة السورية؟ وما الأسباب التي أدت لذلك؟ وكيف يمكن تجاوزها؟
-- جرى خلاف حول حضور الائتلاف لمؤتمر جنيف، وفشل المؤتمر بسبب تعنت النظام، وقد تم تجاوز الأزمة وعاد المنسحبون إلى الائتلاف وباتت المعارضة موحدة.
- وما هي الخطوات التي تعتزمون اتخاذها على أرض الواقع مستقبلا؟
-- كما ذكرت سابقاً نسعى إلى توحيد الفصائل المعتدلة في الداخل والتنسيق بينها وبين الائتلاف الوطني، فذلك من مقدمات النصر وليتعاون الجميع على استقرار الوضع وصولاً إلى مرحلة الانتخابات البرلمانية.
- وكيف كان تأثير إطاحة الجيش المصري بالرئيس محمد مرسي على إخوان سوريا؟
-- كان أملنا أن تقف الحكومة المصرية مع الشعب السوري في ثورته، فجاء "الانقلاب" ليحرم الشعب السوري وليس الاخوان فقط من الدعم المصري.
- وكيف تقرأ الأزمة السياسية التي تعيشها مصر حالياً وتداعياتها؟
-- الأزمة في مصر حرمت الأمة من إمكانيات مصر في دعم صمودها ضد أعدائها، وهذا يؤثر على كل قضيا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
- وهل تعتقد أن الصراع الحالي في مصر سيأخذ وقتا طويلا أم قد ينتهي قريبا؟
-- أظن أن الصراع سيطول وسينتهي بانتصار الشعب المصري بإذن الله.
- وهل نستطيع القول إنه لا توجد الآن فرص للوصول لحل سياسي للأزمة؟
-- الحل في عودة الشرعية ومحاسبة الانقلابيين.
- البعض يقول إن الواقع قد تجاوز عودة الرئيس المصري السابق محمد مرسي للحكم مرة أخرى.. أم ترون أن هناك فرصا لعودته للحكم؟
-- لابد من عودة الرئيس مرسي، لأنه الرئيس الشرعي لمصر، ولا أقول هذا لأن الرئيس من الإخوان، بل لأنه أتى بالانتخاب، فنحن نقبل بنتائج الانتخاب بغض النظر عن توجه الفائز ولن تستقر بلادنا وتنهض إلا بهذا.
- هناك من يقول إن هناك تنظيما دوليا للإخوان وإنه يلعب دورا هاما لحركة الإخوان.. كيف تنظر لهذا الأمر؟ وما مدى صحته؟
-- التنظيم الدولي للإخوان موجود، ودوره هو عقد لقاءات بين قيادات الأقطار لتبادل الرأي والخبرات والنصائح، والقيادة الإخوانية لكل قطر وحدها هي من تقرر سياستها في قطرها.
- الشيخ عبد الفتاح مورو نائب رئيس حركة النهضة الإسلامية بتونس قال إن الإسلاميين فى تونس أكثر فهماً ومرونة ورشداً وأنه نصح الإخوان في مصر كثيرًا لكنهم لم يسمعوا له.. كيف ترى تجربة الإخوان في تونس مقارنة بمصر؟
-- هذا يؤكد ما ذكرت سابقاً من أن القيادات القطرية هي التي تملك رسم سياساتها، والمقارنة بين التجربة التونسية والمصرية بحاجة إلى بحث مستفيض.
- هناك من يقول إن جماعة الإخوان تتعرض لحرب داخلية وإقليمية ودولية.. فهل هذا صحيح؟ وهل أنتم قادرون على المواجهة؟
-- صحيح مائة بالمائة، ونسأل الله أن يعيننا على ذلك، وشعوبنا تقف إلى جانبنا.
- وما هي رؤيتكم لمستقبل الإخوان في سوريا والجماعة الأم في مصر وفي العالم العربي عامة؟
-- الإخوان جزء من المجتمع الذي يعيشون فيه، ورغم ما تعرضوا له من اضطهاد في كثير من الأقطار على يد أعداء الحرية من الحكام الدكتاتوريين، فقد حافظوا على وجودهم، لأن فكرهم الوسطي يلقى القبول عند الناس.
- أخيرا.. كيف تنظر لمواقف المجتمع الدولي - وتحديدا أمريكا والاتحاد الأوروبي - من الأزمة السورية خاصة وثورات الربيع العربي عامة؟
موقف المجتمع الدولي من الأزمة السورية مستغرب ومخيب للآمال، فقد تدخل المجتمع الدولي في أزمات أقل عنفاً وإجراماً ويتملك الإنسان العجب من مجتمع دولي يتفرج على مئات البراميل المتفجرة يومياً تقتل الإنسان وتدمر البنيان دون أن يتحرك لإيقافها.
أما الموقف من ثورات الربيع العربي عامة فليس أقل غرابة، فالشعوب تطالب بالحرية والديمقراطية التي يقدسها الغرب ويطبقها في دوله بينما يدعم الدكتاتوريات في بلادنا؟!
ومنذ مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عامًا من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.
غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة؛ حصدت أرواح أكثر من 150 ألف شخص، بحسب إحصائية خاصة بالمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يعرف نفسه على أنه منظمة حقوقية "مستقلة"، تتخذ من لندن مقراً لها.