تتصاعد وتيرة الهجمات الثأرية لتنظيم
القاعدة ،ضد المقار والدوريات الأمنية والعسكرية في عدة مناطق يمنية منها العاصمة صنعاء خلفت عددا من القتلى والجرحى.
ويرى مراقبون بأن سيناريوهات المعركة مفتوحة على كل الاحتمالات بينما يذهب آخرون إلى أن المعركة أخفت أهدافا سياسية تجلت من خلال توقيت الحملة العسكرية وإداراتها إعلاميا والذي أشعل حربا سياسية متزامنة مع
الحرب الدائرة في جنوب
اليمن.
الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية نبيل البكيري يرى أن "استراتيجية القاعدة ،كانت واضحة ومعمول بها منذ بداية حروبها مع خصومها وهي شن هجمات مباغتة على الخصم أشبه بحروب العصابات".
وأضاف لــ"عربي 21" أن "تنظيم القاعدة لا يفكر مطلقاً في هذه المرحلة بالقيام بعمليات عسكرية للسيطرة على الأرض كما تفعل القوات النظامية، وإنما يركز على استراتيجية
العمليات الخاطفة والنوعية والمباغتة وهذا ما حدث طوال الأيام الماضية في مواجهته مع
الجيش اليمني".
ولفت إلى أن "الحرب على تنظيم القاعدة ،كلفت الجيش اليمني خسائر فادحة،كون القاعدة لا يهمها البقاء في مواقعها بقدر ما يهمها توجيه ضرباتها"، مؤكدا بأنه "إذا تم مباغتة القاعدة من قبل خصومها،فإنها تتحول فجأة إلى مجاميع تنسحب، وتعيد انتشارها من جديد وهذا هو ديدنها الدائم على طول مواجهاتها مع الجيش اليمني".
وأوضح البكيري بأن "القاعدة لم تخسر في هذه المعركة شيئا كثيراً، فهي معتادة على مثل هذه الحروب وتمتلك تكتيكاً ذكياً في مواجهة الجيوش النظامية التي تخسر أكثر من القاعدة في هكذا مواجهات".
وبيّن بأن "القاعدة دخلت مرحلة جديدة من المواجهات مع الجيش اليمني وذلك لكون نسق المواجهات سينتقل من الميدان المباشر، إلى الصراع والمواجهة الأمنية الشاملة، ولا أعتقد أن الجيش اليمني يستطيع أن يتعامل معها مطلقا لضعف الجانب الاستخباراتي لديه".
ويكاد يتفق البكيري مع تفسير عبد الرزاق الجمل الصحفي المتخصص في شؤون القاعدة، حول انسحاب القاعدة من أرض المعركة ،حيث قال إن "القاعدة استفادت من تجربة حرب أبين في 2011 ، فقررت عدم الدخول في مواجهات مع قوات الجيش، ولذلك انتقلت من مناطق إلى مناطق أخرى"، معللا ذلك بأن "حرب القاعدة لا تعتمد على الاحتفاظ بالأرض".
وأضاف لــ"عربي 21 " بأن" الحرب لم تنته ،بين القاعدة وقوات الجيش اليمني،لكون جغرافيا الحرب انتقلت إلى مناطق أخرى".
من جهته يعتقد الكاتب والمحلل السياسي رياض الأحمدي أن" الأهداف السياسية للحرب على القاعدة كانت واضحة من خلال التوقيت و الإدارة الإعلامية التي حاولت توجيه الاتهامات لبعض القوى االسياسية في البلاد.
وأضاف لــ"عربي 21 " أن العمليات العسكرية اتخذت مساراً تمثيلياً،حسمت المعارك خلال عدة أيام، مع أن ما جرى ليس معركة حاسمة بقدر ما هي دورة من دورات الحرب على الإرهاب التي تعّودنا كيمنيين على فراغات وثغرات تضع علامة استفهام حولها".
وأشار إلى أن" القاعدة لم تخض حرباً للمقاومة بل إن الواضح أنها انسحبت من المعركة لكونها أديرت بناء على لعبة سياسية تحكمت في عدم حسم الحرب لتحقيق أهداف سياسية ،منها الإبقاء على ملف على الإرهاب مفتوحا".
وأوضح الأحمدي بأن "الجدية في القضاء على الإرهاب تحتاج أولاً لمصداقية، حيث أن أغلب البيانات والمعلومات حول مجريات الحرب بدت غير دقيقة، بقدر ما حاولت إيصال رسائل لأطراف في الداخل والخارج".
وكانت صحف ووسائل إعلام يمنية، قد اتهمت منذ بدء الحملة العسكرية على معاقل تنظيم القاعدة في محافظتي أبين وشبوة، أحزابا سياسية منها حزب الإصلاح، وشخصيات دينية محسوبة على تيارات إسلامية متعددة بدعم القاعدة ،وهو ما تنفيه تلك القوى.