"رفاق غريبون" هذا هو عنوان افتتاحية صحيفة "الغارديان" البريطانية حول التقارب الأمريكي-
الإيراني بشأن
العراق، والذي ثار الكثير من الجدل بشأنه بين صراحة روحاني في الترحيب به، وبين إنكار آخرين، بخاصة من التيار المحافظ.
وقالت الصحيفة: "لو قال أحد العام الماضي إن الولايات المتحدة وإيران تتعاون لمواجهة أزمة دولية لاعتبر معتوها، ولا تجب المبالغة بمستوى
التعاون لكن مصلحة مشتركة برزت بسبب تهديد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)".
وتقول "اليوم يمكن أن ينظر للعراق كبيت بناه الأمريكيون، ولكن ليس بطريقة جيدة، واستلمه الإيرانيون واحتلوا جزء منه، وكذلك ليس بطريقة جيدة، فلا طهران ولا واشنطن ترغبان برؤية البيت ينهار بشكل كامل، وبآثار خطيرة ليس على العراق ولكن على المنطقة بشكل عام، ومن هنا فمن المنطقي أن يعملا معا لإصلاحه ومنعه من الإنهيار، وحتى فتح الطريق أمام تسوية في سوريا، واحتواء فعال للجهاديين، وتخفيض مستوى المواجهة بين السنة والشيعة في منطقة الشرق الأوسط".
وترى الصحيفة أن هذه هي تكهنات تبعد كثيرا في التفاؤل حول طبيعة التعاون بين البلدين، مشيرة إلى أن الوضع الحالي يشير لتعاون وتنسيق بين البلدين. وقامت بريطانيا بوضع ثقل جديد على ميزان العلاقة من خلال فتح سفارتها في طهران.
وتقول الصحيفة إن "العمل العسكري أقل احتمالا ورغبة وأهمية من العمل السياسي"، وعلى كل من واشنطن وإيران "التوافق على ما يجب عمله مع نوري المالكي، رئيس الوزراء الكارثة، فأي من الدولتين لا تحب المالكي وهو لا يحبهما، مع أن إيران ساعدته مرتين في السنوات الأخيرة للبقاء في منصبه. هل لا يزال رجلها؟ وتصريحاته الأخيرة تشير إلى أنه لم يتعلم الدروس".
وأشارت الصحيفة للطرف الآخر من المعادلة، وهو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي لا يسيطر فقط على أجزاء من العراق بل وسوريا. وعليه يقتضي التعامل معه بشكل قوي حشره في سوريا أيضا، "فقد اتهم نظام بشار الأسد بأنه لم يقاتل الجماعات الجهادية بنفس الشراسة التي قاتل فيها المعارضين غير الجهاديين، فالنظام بحاجة للجهاديين كي ينجو ويظل حاضرا خاصة أنه يقدم نفسه كحاجز ضد الإرهاب ويشغل اعداءه بالتناحر الداخلي.
وتتساءل الصحيفة إن كان باستطاعة طهران دفع الحكومة السورية باتجاه تسوية سياسية تتضمن إعادة تأهيل للنظام ويمكن للولايات المتحدة التوسط بتحقيقها؟
وتضع الصحيفة التقارب الغربي مع إيراني في سياق المحادثات حول الملف النووي الإيراني، حيث يتحرك الطرفان تجاه بعضهما البعض ببطء وبثقة منذ العام الماضي. فرغم أن التوصل لاتفاق يحدد من نشاطات إيران النووية ويلغي العقوبات التي شلت الإقتصاد الإيراني ليس مضمونا ولكنه أصبح أقرب مما كان عليه الوضع قبل سنوات.
ولو "كنت تريد التفاؤل فيمكن أن تنظر للأزمة العراقية تعمل على تسهيل "المقايضة الكبرى" بين أمريكا وإيران التي فرت منهما في الماضي".