قال الكاتب العربي جاكي خوري إن تصريحات أبو مازن حول
المستوطنين المختفين الثلاثة ليست شاذة بسبب التوقيت فحسب، بل هي مستفزة لشعبه.
وقال خوري بمقالته في صحيفة معاريف
الإسرائيلية اليوم الأربعاء إنه لم يسبق لزعيم عربي أن كشف لشعبه عن
تعاونه الأمني مع إسرائيل مثلما فعل أبو مازن مرات عديدة بل وأكد أن هذه الاتصالات مصلحة
فلسطينية.
وأشار إلى أن العديد من المحافل الإسرائيلية "تعترف بصدقية أقوال أبو مازن كاشفة عن مشاركة أفراد من السلطة في التفتيش عن المستوطنين الثلاثة".
ورأى خوري أن خطاب
عباس في جدة "لم تخرج فيه أي كلمة من أقواله صدفة علاوة على تكراره بعضا من التصريحات ولا سيما تلك المتعلقة بسلامة المختفين الإسرائيليين".
وأضاف "لكن في الأيام التي يؤخذ فيها مئات نشطاء حماس وأعضاء برلمان في ظلمة الليل إلى المعتقل، يتوقع الشارع من رئيسه موقفا صلبا وليس مهاودا".
ولفت إلى أن تصريحات أبو مازن أثارت موجة من الغضب في الشارع الفلسطيني ورأى فيها الكثيرون حديثا ضد التيار العام.
وأوضح خوري أن الهجوم الأكثر حدة على أبو مازن في أعقاب خطاب جدة خرج بالذات من خارج مناطق السلطة وبالتحديد من النائب في الكنيست حنين الزعبي التي اتهمت أبو مازن بـ"خيانة الشعب الفلسطيني".
ونقل عن الزعبي قولها "أنا لا أتفق مع رأيه أنا أختلف مع الموقف ومع الاستراتيجية، هذا اذا كانت له استراتيجية أنا اختلف مع التنسيق الأمني وأعتقد أن أبو مازن وصل ليس إلى مرحلة التنسيق الأمني فحسب بل وأيضا التنسيق السياسي".
ولفت خوري إلى تصريحات مصدر في قيادة حماس بغزة لـ "معاريف المجلة" حين قال إن عباس "تحدث ضد الانتفاضة ومع المفاوضات وحتى هذا لم يكفِ نتنياهو فعل كل شيء كي يسير في طريق السلام، ولكنكم لا تقبلونه".
وأضاف "إذا فتش أبو مازن عن حضن دافئ يواسي نفسه فيه هذه الأيام، فيمكن أن يجده في اليسار الإسرائيلي فقط".
وألمح خوري إلى تصريحات رئيسة حزب ميرتس الإسرائيلي زهافا غلئون حين قالت "تصريحات أبو مازن التي شجبت الاختطاف، صحيحة وشجاعة لكن تصرفات نتنياهو مثيرة للحفيظة فهو يدحرج المسؤولية إلى بوابة السلطة بينما تساعد هي في التحقيقات".
وقال "مع أن غلئون دعت نتنياهو إلى تعزيز أبو مازن لكن مكتبه في القدس لم يسارع الى العمل بمشورتها انطلاقا من الحساسية الرامية إلى إبعاد اتهامات التعاون مع إسرائيل عنه".