قلل الكاتب
الإسرائيلي في صحيفة "نظرة عليا"، يورام شفيستر، من
الخطر الذي يتشكل من "تنظيم الدولة"، والمعروف إعلاميا بـ"
داعش"، معتبراً إياه تنظيما صغيرا ومحدود الإمكانيات إذا ما واجه جيوشاً منظمة، وأن خطره على شاكلة تنظيم
القاعدة.
وقال في مقاله في الصحيفة، الأحد، "الأعمال العنيفة والفظة لتنظيم داعش في سوريا والعراق ليست جديدة على من يتابعه منذ تأسس قبل عام ونصف. ولكن منذ شهرين اعتبر قادة العالم أنه خطر حقيقي، وسبب ذلك نجاح التنظيم باحتلال مناطق واسعه في العراق خلال الأشهر الأخيرة، وأنه هدد بالانقضاض على العاصمة بغداد في طريقه للسيطرة على العراق كلها".
وأضاف: "بدون التقليل من إنجازات داعش، الظاهر أن سر قوته موجود أولا وقبل كل شيء بضعف خصمه، وأنه حظي حتى الآن بإنجازات السيطرة على مناطق في العراق ومناطق محددة في سوريا. سبب هذا أن الدولتين فاشلتان، حيث السلطة فيهما لا تحظى بالشرعية من قبل المواطنين وغياب السيطرة الفاعلة بجزء من المناطق الواسعة".
وبين أن الجيش في العراق فاشل ولا يملك روح القتال، بينما في سوريا الجيش منشغل بالحفاظ على بقاء النظام في المدن المركزيه للدولة، مشيراً إلى أن "هذا الفراغ في السلطة يترك لداعش حرية العمل نسبيا في مناطق ومدن من هذه البلدان، الظاهر أن المعارضة القليلة لداعش في المناطق التي احتلها هو الإرهاب الذي مارسه ضد السكان المحتلين. ولكن على المدى البعيد سيقوم السكان ضده بهذه المناطق".
ولفت إلى أن "الخطر المتوقع من داعش لا يتصل بسلامة دول المنطقة، وإنما قدرته على إعطاء أموال ووسائل قتالية متقدمة لمنظمات إرهابية تعمل في الشرق الأوسط، وبالذات تحويل المنطقه التي يسيطر عليها إلى منطقة آمنة لهم بالذات، كونها تربط بين غرب العراق وشمال شرق سوريا".
وأكد في ختام مقاله أنه "على الائتلاف الدولي الواسع الذي انتبه وتحرك متأخرا ضد القاعدة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، عليه أن ينتبه ويتحرك قبل فوات الأوان من أجل كبح ظاهرة داعش في مهدها، وقبل أن تضطر الدول لعمل ذلك تحت ضربات الإرهاب في مدنها".