تشهد مدينة
عين العرب الكردية السورية هجمات متبادلة بين المقاتلين
الأكراد الذين يدافعون عنها ومسلحي تنظيم الدولة الذين يحاولون منذ أكثر من شهر السيطرة عليها، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة.
ورغم خسارتهم مربعهم الأمني في المدينة الحدودية مع تركيا التي تبلغ مساحتها بين ستة إلى سبعة كيلومترات مربعة، فإن المقاتلين الأكراد يبدون مقاومة شرسة تساعدهم على ذلك ضربات
التحالف الدولي التي يجري تنسيقها بين القوات الكردية والأميركية.
ووفقا لوكالة الأناضول، فقد تصاعدت حدة الاشتباكات بين تنظيم "
داعش" وبعض الفصائل الكردية، في الجهة الشرقية من مدينة عين العرب "كوباني" التابعة لمحافظة حلب شمال سوريا، اليوم الجمعة.
وتم رصد تواصل الاشتباكات قرب الحدود التركية، حيث شوهد من قضاء "سوروج" التركي، تصاعد سحب الدخان من مدينة عين العرب عقب بدء الاشتباكات.
ونفذت طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد داعش، طلعات استكشافية فوق سماء المنطقة، في الوقت الذي تواصل فيه القوات الأمنية التركية اتخاذ تدابير على طول الخط الحدودي مع سوريا.
وذكر المرصد السوري في بيان أن تنظيم الدولة الجهادي "نفذ هجوما بعد منتصف ليل الخميس الجمعة على نقاط سيطر عليها مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية قبل يومين، حيث استمرت الاشتباكات حتى ساعات الفجر الأولى".
وأضاف أن هذا الهجوم الذي تمكن الأكراد من صده "تزامن مع تنفيذ طائرات التحالف العربي الدولي ست ضربات (جوية) استهدفت تمركزات لتنظيم الدولة في منطقة الاشتباك في القسم الشرقي من مدينة عين العرب"، المعروفة أيضا باسم كوباني بالكردية.
في المقابل نفذ المقاتلون الأكراد "هجوما على نقطة تمركز لتنظيم الدولة، عند طريق حلب في جنوب غرب مدينة عين العرب حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، لتتحول بعدها إلى اشتباكات متقطعة".
وذكر المرصد أن هذه "الاشتباكات أسفرت عن مقتل ثلاثة مقاتلين على الأقل من الوحدات الكردية وما لا يقل عن ثمانية من تنظيم الدولة"، بعد يوم من مقتل خمسة من مقاتلي التنظيم وثلاثة مقاتلين أكراد في اشتباكات بين الجانبين.
وهاجمت "وحدات حماية الشعب" تجمعات لتنظيم الدولة في قرية مينازي جنوب غرب مدينة عين العرب، وتمكنت من السيطرة على المنطقة المحيطة ببرج الإذاعة في الريف الغربي للمدينة.
وأعلن المرصد السوري أيضا أن ضربات التحالف الدولي قتلت يوم الخميس 13 مقاتلا من تنظيم الدولة في مناطق مختلفة من كوباني.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس: "هناك تنسيق بين القوات الكردية والأميركيين، إذ إن الأكراد يعطون الأميركيين إحداثيات" خلال الاشتباكات.
من جهتها، أعلنت قيادة المنطقة العسكرية الأميركية الوسطى في بيان، أن طائرات التحالف شنت 14 غارة جوية ضد تنظيم الدولة قرب وفي كوباني يومي الأربعاء والخميس، وأن هذه الضربات دمرت خصوصا 19 مبنى يحتله المسلحون الجهاديون ومركزين للقيادة.
وشنت الطائرات الأميركية أكثر من 100 غارة جوية ضد مسلحي تنظيم الدولة في محيط وداخل كوباني منذ نهاية أيلول/ سبتمبر.
وفي هذا السياق، قال أنور مسلم رئيس المجلس التنفيذي في عين العرب، إن "التحالف دمر الكثير من آليات ومدفعية تنظيم الدولة، ما أدى إلى إبطاء تقدم الجهاديين. نحن نشاهد جثثهم في شوارع كوباني وقواتنا تحصن مواقعها الدفاعية".
وأضاف مسلم المتواجد حاليا في كوباني أن مقاتلي تنظيم الدولة يتواجدون "خصوصا في شرق وجنوب المدينة، وقد قاموا بنشر عرباتهم ومدفعيتهم ودباباتهم بين المنازل حتى لا تكون هدفا لضربات التحالف".
وذكر المسؤول المحلي أن "هناك مدنيين عالقين في وسط وجنوب المدينة ونحن لا نقدر على إجلائهم بسبب أعمال القنص من قبل مسلحي تنظيم الدولة وعمليات القصف التي يقوم بها مقاتلوه. وضعهم صعب".
وأكد من جهته عبد الرحمن أن "مئات المدنيين من عائلات المقاتلين لا يزالون يرفضون المغادرة".
ويسيطر مسلحو تنظيم الدولة على نصف كوباني، ثالث مدينة كردية سورية، ويخوضون حرب شوارع يومية مع المقاتلين الأكراد، في اشتباكات قتل فيها أكثر من 660 شخصا منذ بدء الهجوم على المدينة في 16 أيلول/ سبتمبر.
تصاعدت حدة الاشتباكات بين تنظيم "داعش" وبعض الفصائل الكردية، في الجهة الشرقية من مدينة عين العرب "كوباني" التابعة لمحافظة حلب شمال سوريا، حسبما أفاد مراسل الأناضول، اليوم الجمعة.