انتقد العقيد السابق في جهاز المخابرات
الجزائرية محمد خلفاوي، ما أسماه عجز
السلطة في الجزائر عن وضع حد للأزمة السياسية الراهنة، بالرغم من مرور ستة أشهر على انتخابات الرئاسة، التي مكنت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، من بقائه على رأس الجمهورية.
وقال خلفاوي، في تصريح لـ"عربي21"، الأحد: "إن ستة أشهر كاملة، كانت كافية للسلطة الحالية في الجزائر لأن تحدث طفرة سياسية كبيرة تمكنها من إخراج البلاد من دائرة
الخطر". مضيفاً أن "مرض الرئيس بوتفليقة وانتقاله للعلاج بفرنسا، الجمعة الماضية، وتدني أسعار النفط في السوق الدولية، وما تواتر عنها من تراجع مداخيل الجزائر، وكذلك تهديدات "تنظيم الدولة"، ثلاثية خطيرة اجتمعت في الجزائر وأدخلها في مرحلة أشد خطورة من أي وقت مضى".
ونقل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الجمعة، على جناح السرعة إلى مستشفى "لامبير" بمدينة غرونوبل، شرقي فرنسا، لتلقي العلاج، وسط تكتم رسمي من قبل الرئاسة في الجزائر.
وعاد بوتفليقة، إلى الجزائر، السبت، بعد يوم من مكوثه بالمستشفى، دون أن يعلم الجزائريون طبيعة المرض الذي أدى به للسفر إلى فرنسا مجدداً، وتسبب هذا الوضع بانتقادات شديدة للمعارضة والمواطنين عموماً.
وشجب الأمين العام لحركة "البناء" المعارضة أحمد دان، "تكتم السلطات الجزائرية على انتقال بوتفليقة للعلاج في فرنسا"، وقال السبت في اجتماع لإطارات الحزب: "كان على بوتفليقة أن يشيّد مستشفى في بلاده، كي يعالج به نفسه، بدلاً من تشييد مصنع رينو للسيارات".
أما رئيس "الجبهة الشعبية" عمارة بن يونس، فقال: "أدعم الرئيس بوتفليقة رغم أني أجهل حالته الصحية".
وقال خلفاوي "هناك حالة
شغور فعلية في السلطة، أحدثت حالة من الركود في مؤسسات الدولة، كما أن الجبهة الداخلية أصبحت هشة، ولا يمكن أن يطلب من المواطن واجبات بينما لم ينل حقوقه".
وخلفاوي هو مؤلف كتاب "المخابرات .. رهان حرب صامتة"، الذي تعرض للمنع في الجزائر، شهر أيلول/ سبتمبر، ثم سمح بنشره، وحقق أكبر قدر من المبيعات في المعرض الدولي للكتاب، الذي اختتمت فعالياته الأحد، التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
وحذر خلفاوي من "رسالة" زعيم "تنظيم الدولة"، "أبو بكر البغدادي"، الجمعة، التي قال فيها: إن "الجزائر أصبحت إمارة تابعة للدولة الإسلامية". ورغم أن المتحدث أكد أنه "لا يؤمن بهذا التنظيم" إلا أنه أكد أن "الرسالة بمثابة تنبيه من دوائر أجنبية يفيد أن الدور قادم على الجزائر بعد سوريا والعراق".
وجمع محدث "عربي21"، بين مرض الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ورسالة "أبو بكر البغدادي"، وقال: "إن اجتماع هذه الثنائية بالإضافة إلى تدهور أسعار النفط وضعت الجزائر في دائرة خطر حقيقية".
ووصل سعر البرميل الواحد من النفط في السوق الدولية 77 دولاراً، وقد تراجعت مداخيل الجزائر من النفط التي تعدّ شريان الاقتصاد بالبلاد، في ظل مطالبات الطبقة الشغيلة برفع الرواتب.
وأكد خلفاوي أن "الأزمة التي يمر بها حزب جبهة التحرير الوطني، (الحزب الحاكم) بالبلاد، ضاعفت المخاطر على الجزائر، لأن الحزب الحاكم هو مرآة عاكسة لأزمة أعمق في السلطة"، وقال: إنه "ينبغي على الجيش أن يؤدي دوراً في المرحلة الراهنة؛ لأن السلطة السياسية أخذت وقتاً معتبراً دون أن تجد الحلول".
والسبت، 15 تشرين الثاني/ نوفمبر، اجتمع عمار سعداني، الأمين العام لحزب "جبهة التحرير الوطني" مع أمناء المحافظات عبر القطر الجزائري، وأسدى لهم التعليمات تحضيراً للمؤتمر العام المرتقب بداية العام المقبل 2015.
وقال سعداني خلال الاجتماع: "إن الحزب أصبح قوياً أكثر من أي وقت مضى، والمعارضة تحركها أطماع نيل المناصب". واتهم خصومه بـ"التشويش على المراجعة الدستورية المرتقبة، قبل حلول العام الجديد".
لكن المعارضة داخل الحزب الحاكم شككت في نوايا اجتماع سعداني بأمناء الحزب.
وقال عبد الرحمن بلعياط، القيادي المعارض داخل الحزب لـ"عربي21"، الأحد: "إن سعداني يسير بالحزب إلى الهاوية، ونحن قررنا مواصلة النضال من أجل تنحيته".
وأضاف بلعياط "إن الاجتماع بادرة شؤم واستهتار ومحاولة ترويض فاشلة لإطارات الحزب حتى تتم تزكيته لفترة رئاسية أخرى خلال المؤتمر العام".