احتدم
النزاع في الآونة الأخيرة بين "جبهة
النصرة" و"لواء
شهداء اليرموك" في الجبهة الجنوبية في
سوريا، وتبادل الطرفان الاتهامات، ووصل الأمر إلى حد الاقتتال وسقوط قتلى من الجانبين.
وتخيم أجواء الترقب والحذر على الريف الغربي لدرعا وسط مخاوف من أن يضعف هذا النزاع الجبهات الواقعة في الشيخ مسكين، والتي تحاول قوات النظام السوري استعادة المواقع الهامة التي خسرتها فيها، وأهمها المساكن العسكرية التي تؤمن الحماية للواء 82 آخر معاقل النظام في الشيخ مسكين.
ونفى أبو عبدالله الجاعوني نائب قائد "لواء شهداء اليرموك" المقاتل في الريف الغربي لدرعا جنوب البلاد، التهم الموجهة إليهم من قبل تنظيم "جبهة النصرة" حول ارتباطهم بتنظيم الدولة الإسلامية.
وقال الجاعوني في تصريح خاص لـ"عربي21"، إن: "جبهة النصرة اتهمت اللواء بتهم باطلة منها مبايعتنا لتنظيم الدولة في محاولات منها للتجييش ضد اللواء، والتغطية على التجاوزات التي قامت بها بحقنا، في الوقت الذي صدرت عدة بيانات عن قيادة اللواء تنفى أي علاقة لنا بتنظيم الدولة".
واتهم الجاعوني النصرة بالاعتداء على اللواء دون وجه حق، مشيرا إلى عدم رضوخهم لتحكيم الشرع.
واتهم الجاعوني "النصرة" بأنها تسعى للنفوذ وبسط السيطرة، مشيرا إلى أن كل الفصائل التي تدخلت بالوساطة عرضت مبادرات للتحاكم إلى الشرع، و"قبلناها كلها ليس من منطلق الضعف ولكن حقنا للدماء، أما أمراء النصرة رفضوا كل المبادرات في البداية بحجة أننا كفار ومرتدون وخوارج ويجوز قتلنا وسبي أموالنا ونسائنا".
وأضاف الجاعوني "خرجت عدة مظاهرات في الأسبوع الماضي بكل من سحم الجولان ونافعة وجملة والشجرة ضد جبهة النصرة، وقام عناصر النصرة بإطلاق النار على مظاهرة في سحم الجولان، جرح فيها اثنان".
وكان الريف الغربي من
درعا شهد اقتتالا بين تنظيم "جبهة النصرة" و"لواء شهداء اليرموك" على خلفية اعتقال الأخيرة لما أسماها "خلية" كانت تخطط لاغتيال قائد لواء شهداء اليرموك "أبو علي البريدي" الملقب بـ"الخال".
ويأتي ذلك بالتزامن مع اتهامات وجهتها جبهة النصرة حول ارتباط لواء شهداء اليرموك بتنظيم الدولة، وعزز تلك الاتهامات في البداية تلكؤ شهداء اليرموك في إصدار بيان ينفي ذلك، بالإضافة إلى الغموض الذي يحيط ببعض جوانب اللواء وعدم ارتباط شهداء اليرموك بأي جهة أو مجلس عسكري ثوري في درعا.
وقال الناشط الإعلامي أبو محمود الحوراني في حديث خاص لـ"عربي21": "أصدرت "محكمة دار العدل" في درعا قرارًا في وقت سابق بغرض النزاع القائم بين جبهة النصرة ولواء شهداء اليرموك أمام المحكمة، إضافةً إلى إرسال قوة عسكرية مُؤلّفة من جميع الفصائل الموقِّعة على ميثاق المحكمة، لوقف القتال بين الطرفين في منطقة وادي اليرموك".