كشف أوري سافير، مدير عام وزارة الخارجية
الإسرائيلي الأسبق النقاب عن أن حرص الإدارة الأمريكية على إحياء اللجنة الرباعية الدولية المهتمة برعاية المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، يهدف بشكل أساس لتوفير ظرف إقليمي يسمح باندماج كل من الدول العربية وإسرائيل في
الحرب على التنظيمات الإسلامية السنية، وضمنها حركة حماس.
وفي مقال نشره موقع "يسرائيل بلاس" أمس، نقل سافير، الذي يعتبر "مهندس" اتفاق أوسلو، عن مسؤولة كبيرة في الإدارة الأمريكية قولها، إن الجمود الحاصل في المفاوضات بين إسرائيل والسلطة يقلص من هامش المناورة أمام الدول العربية ويمنعها من الانخراط بشكل علني في أي جهد إقليمي ضد
الإسلاميين تشارك فيه إسرائيل.
وشدد سافير على أن الإدارة الأمريكية معنية تمامًا باستنفاد الطاقة الكامنة في التحرك الدبلوماسي، مشيرًا إلى أن هذا التحرك أثبت جدواه.
ونقل سافير عن المسؤولة الأمريكية قولها، إن إدارة الرئيس أوباما مرتاحة تمامًا للتعاون الذي يبديه نظام حكم عبد الفتاح السيسي، مشيرة إلى أن واشنطن تراهن على تعاون هذا النظام في إنجاز الكثير من الملفات الإقليمية المهمة.
وفي السياق ذاته، ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية الليلة الماضية أن كلاً من الإدارة الأمريكية وإسرائيل يراهنان على إحياء جهود اللجنة الرباعية، من أجل توفير مبرر لرئيس
السلطة الفلسطينية محمود عباس للتراجع عن خطواته في المحافل الدولية.
ونقلت القناة عن محافل إسرائيلية رسمية قولها، إن إحياء المفاوضات سيسمح لعباس بصد الضغوط التي يتعرض لها من قبل الرأي العام الفلسطيني والمعارضة، لمواصلة تقديم الدعاوى ضد إسرائيل أمام محكمة الجنايات الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب.
وأوضحت المحافل أن تحرك اللجنة الرباعية سيسمح لعباس بوقف تحركه للانضمام للمزيد من المؤسسات الدولية، علاوة على أن ذلك سيمكنه من مواصلة التعاون الأمني مع إسرائيل.
وشددت المحافل على أن أهم عوائد استئناف المفاوضات يتمثل في مساعدة عباس على إضفاء شرعية على تواصل التعاون الأمني مع الجيش الإسرائيلي.
ونوهت المحافل إلى أن التعاون الأمني الذي تبديه أجهزة السلطة الفلسطينية يعد أحد أهم عوامل تحسين البيئة الأمنية للمستوطنين في الضفة الغربية وداخل إسرائيل.
وكان رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي بني غانز قد حذر من خطر انهيار السلطة الفلسطينية، بسبب قرار إسرائيل التوقف عن تحويل عوائد الضرائب للسلطة الفلسطينية.
وحذر غانز في زيارة وداعية قام بها لسلاح الجو أمس الجمعة، من أن انهيار السلطة سيزيد من حجم الأعباء الأمنية والاقتصادية على كاهل إسرائيل.
ويذكر أن اللجنة الرباعية تضم كلاً من الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، ويمثلها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
وكانت اللجنة الرباعية قد لعبت دورًا مهما في إحباط فرص تحقيق المصالحة الفلسطينية، حيث إنها أكدت أن أي حركة تشارك في حكومة السلطة الفلسطينية يجب أن تعترف بإسرائيل وتنبذ "الإرهاب" وتلتزم باحترام الاتفاقيات الموقعة بين منظمة التحرير وإسرائيل.
ويثور تساؤل حول مرجعية المفاوضات التي تراهن الإدارة الأمريكية على إحيائها، حيث إن الإدارة الأمريكية لم تعلن تأييدها لمبادرة السلام العربية التي أعلنها الملك السعودي السابق عبد الله عام 2002، في حين أن إسرائيل أعلنت رفضًا مطلقًا للمبادرة.