قتل 22 شخصا وأصيب 70 آخرون غالبيتهم من المدنيين، الأربعاء، في قصف للمتمردين على أحياء في مدينة عدن، استخدمت فيه الدبابات وقذائف الهاون، بحسب ما أفادت مصادر طبية ومحلية.
وقالت المصادر إن "القصف العشوائي، الذي شنته القوات التابعة للحوثيين وللرئيس السابق علي عبد الله صالح، استهدف منازل المدنيين في منطقتي المعلا وكريتر، ما أدى إلى سقوط 22 قتيلا، وأكثر من 70 جريحا نقلوا إلى عدة مشاف في عدن".
وأكدت تلك المصادر أن قتلى وجرحى سقطوا عندما تصدت "المقاومة الشعبية" للحوثيين، أثناء محاولتهم التقدم نحو أحياء كريتر والمعلا وكابوتا والشيخ عثمان والمنصورة.
وأوضحت أن "المقاومة الشعبية تمكنت من استعادة دوار السفينة الواقع بين دار سعد والشيخ عثمان الذي كان يتمركز فيه الحوثيون منذ أواخر آذار/ مارس الماضي".
وذكر مصدر عسكري أن 11 شخصا قتلوا في عدن خلال الليلة الماضية، في اشتباكات بين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
حرب شوارع
واشتبك المسلحون الحوثيون الأربعاء في حرب شوارع في وسط مدينة عدن القديم مع الميليشيات المحلية ووصلت أول شحنة من المساعدات الطبية العاجلة إلى المدينة الساحلية في جنوب اليمن التي يحذر عمال الإغاثة من أنها تواجه كارثة إنسانية.
وأذاعت المساجد نداءات تحث السكان على الجهاد ضد الحوثيين المدعومين من إيران الذين احتلوا مناطق واسعة من اليمن.
وقال سكان في حي كريتر بوسط المدينة إن الهجوم الحوثي المعزز بالدبابات والمدرعات تم صده بشكل جزئي على الأقل وطرد المقاتلون الحوثيون من بعض الأحياء في شمال المدينة.
واستنكرت إيران - التي تنفي تسليح الحوثيين - العملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن وأرسلت سفينتين عسكريتين إلى خليج عدن اليوم الأربعاء قائلة إنهما ستحميان حركة الملاحة الإيرانية.
مساعدات إنسانية وطبية
وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن ماري كلير فغالي "الوضع كارثي تقريبا. المتاجر مغلقة ولا يستطيع الناس الحصول على الطعام أو المياه. لا تزال جثث القتلى في الشوارع. والمستشفيات باتت مرهقة إلى أقصى الحدود."
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن سفينة تحمل 2.5 طن من الأدوية رست في ميناء عدن الأربعاء وهي الأولى التي تصل إلى المدينة منذ تصعيد العمليات القتالية هناك.
وأشار الصليب الأحمر إلى أن فريقا جراحيا وصل أيضا إلى عدن اليوم الأربعاء بحرا وسيتوجه إلى احدى المستشفيات في المدينة التي يسكنها نحو مليون شخص.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أن 643 شخصا على الأقل قتلوا جراء الصراع حتى الآن وجرح أكثر من 2200 شخص وسط نزوح عشرات آلاف من الأسر بسبب المعارك البرية والغارات الجوية.
صراع إقليمي
وأسفر الدور السعودي القيادي في الحملة على الحوثيين إلى تحويل اليمن إلى أحدث ساحة لصراع إقليمي بالوكالة بين أكبر دولتين سنية وشيعية في الخليج وهو صراع تمتد أذرعه إلى سوريا والعراق ولبنان.
ودعت إيران إلى وقف فوري للغارات الجوية التي يشنها التحالف بقيادة السعودية على الحوثيين ودعت إلى إطلاق حوار بين الأطراف اليمنية المتنازعة.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني مرتضى سرمدي في مؤتمر صحفي في بيروت إنه يتعين على الفصائل اليمنية تشكيل حكومة وحدة وطنية لحل الأزمة هناك، مضيفا "إننا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية نأخذ على عاتقنا كل المبادرات الطيبة والجهود التي تساعد في التوصل لهذا الحل السياسي."
ونقلت قناة (برس تي.في) الإيرانية عن الأميرال حبيب الله سياري قائد القوات البحرية الإيرانية قوله إن المدمرة ألبرز وسفينة الدعم بوشهر الإيرانيتين ستقومان بعمليات دورية في خليج عدن وبحر العرب لحماية السفن الإيرانية من القرصنة.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أكدت يوم الثلاثاء إنها تعجل بإرسال إمدادات الأسلحة من أجل هجوم التحالف الذي تقوده السعودية وتعزز تبادل معلومات المخابرات وتنسيق الخطط.
وأوردت وسائل الإعلام المحلية الإماراتية أن 100 طائرة مقاتلة سعودية تشارك في الحملة الجوية على الحوثيين إلى جانب 30 من الإمارات و15 من كل من البحرين والكويت و10 من قطر.
وعبر السودان والأردن والمغرب ومصر عن دعمهم للحملة العسكرية على الحوثيين.
ويعكف البرلمان الباكستاني على مناقشة طلب السعودية من إسلام أباد الانضمام إلى التحالف العسكري ضد الحوثيين.
وكان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف قال إنه سيدافع عن "سلامة أراضي" السعودية ولكنه لم يحدد ما هي الارتباطات التي قدمها، إذا كان قد قدم اي ارتباطات.
ودعا يوسف بن علوي وزير خارجية سلطنة عمان بعد لقائه نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في مسقط اليوم الأربعاء إلى هدنة انسانية قصيرة في اليمن.
وعمان هي البلد الوحيد في مجلس التعاون الخليجي الذي لم يشارك في التحالف الذي تقوده السعودية.
وكان علوي قال في وقت سابق في مقابلة مع رويترز إن بلاده على استعداد لمساعدة الأمم المتحدة في الوساطة في حرب اليمن لكنه لا يعتقد أن الأطراف المتحاربة مستعدة لإجراء محادثات.
ومساء الثلاثاء قال مسؤولون محليون إن طائرات حربية تابعة للتحالف الذي تقوده السعودية شنت غارات على قاعدة العند الجوية التي تبعد نحو 50 كيلومترا شمالي عدن. وكان جنود موالون للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح -المتحالف الآن مع الحوثيين- استولوا على القاعدة.
وقال مسؤولون إن ضربات جوية استهدفت أيضا مواقع للحوثيين في بلدة الضالع إلى الشمال من العند.
عملية برية
وفي أبوظبي لم يستبعد وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان قيام عملية برية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، إلا أنه اعتبر أنها يجب أن تحصل على "الضوء الأخضر" من الرئيس اليمني.
وردا على سؤال حول ما إذا كان التحالف الذي تقوده السعودية وتشارك فيه الإمارات سيرسل قوات برية إلى اليمن، قال الوزير "لا يمكن أن نضع أي حدود لخياراتنا"، مضيفا في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اليمني رياض ياسين "لن نأتي بأي عمل دون أن يكون هناك ضوء أخضر منهم"، مشيرا إلى وجود تنسيق مستمر مع الحكومة اليمنية المعترف بها.
القاعدة في اليمن
بدوره، أقر وزير الدفاع الامريكي آشتون كارتر الأربعاء بأن تنظيم القاعدة يسجل تقدما على الأرض في اليمن لكنه توعد بأن الولايات المتحدة ستواصل ضربها للتنظيم رغم الوضع الفوضوي في هذا البلد.
وقال كارتر في طوكيو في إطار جولة اسيوية ستقوده أيضا الى كوريا الجنوبية "نراهم يسجلون تقدما على الأرض"، مضيفا في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الياباني جين ناكاتاني أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يمثل "منذ زمن طويل تهديدا خطيرا على الغرب بما في ذلك الولايات المتحدة وسنستمر في محاربته".
وأضاف "بالتأكيد من الأسهل دوما قيادة عمليات لمكافحة الغرهاب عندما يكون هناك حكومة مستقرة توافق على التعاون"، متابعا "نأمل أن يعود النظام إلى اليمن" ليس فقط للتمكن من ضرب تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بسهولة أكبر بل أيضا لإنهاء "معاناة الشعب".