فشل
الجيش العراقي في السيطرة على موقع استراتيجي غرب الفلوجة، يسيطر عليه
تنظيم الدولة، وحاول الجيش، منذ فترة طويلة، مدعوما بقوات من
الحشد الشعبي، التقدم غرب الفلوجة للسيطرة على "تقاطع السابع من نيسان" الاستراتيجي دون جدوى.
في ظل اشتداد المعارك في أطراف مدينة الكرمة (شمال الشرقي الفلوجة)، حاولت القوات الحكومية مدعومة بالصحوات (تجمعات عشائرية سنية)،أمس، استغلال انشغال مقاتلي تنظيم الدولة بصد الهجمات المتكررة على الكرمة، للتقدم من جهة قاعدة الحبانية باتجاه مناطق غرب الفلوجة الهادئة نسبيا (باستثناء بعض المناوشات على فترات متقطعة).
في السياق ذاته، تقدمت، أمس، قوات من الجيش مدعومة بمقاتلي
الصحوات، من قاعدة الحبانية، تجاه غرب الفلوجة، مرورا بمنطقة "سن الذُبان"، وصولا إلى منطقة "الفلاحات"، في محاولة منها للسيطرة على محطة الوقود العسكرية، وجسر سكة الحديد.
ويروم الجيش من ذلك إحكام السيطرة على منطقة "النساف"، لكن تنظيم الدولة صد الهجوم بكمين، قرب دائرة بريد الفلاحات، حيث دارت اشتباكات عنيفة لأكثر من نصف ساعة، انتهت بتراجع الجيش وسيطرة تنظيم الدولة على الطريق العام وتقاطع السابع من نيسان، الاستراتيجي لطرفي القتال.
وتتمثل أهمية تقاطع السابع من نيسان، كونه يربط من جهة الشرق بين طريقين يؤديان إلى مدينة الفلوجة، وهما طريق السدة المحاذي لنهر الفرات، والطريق العام القديم. أما شمالا فيربط التقاطع المنطقة بالجسر الحديدي المؤدي لناحية الصقلاوية شمال غرب الفلوجة، والواقعة تحت سيطرة التنظيم منذ أشهر. وغربا قطع الطريق العام الذي يصل بين غرب الفلوجة ثم قاعدة الحبانية ثم الخالدية وصولا إلى مركز الرمادي.
وأفاد مصدر مطلع لــ "
عربي 21" أن تنظيم الدولة يحاول إحكام سيطرته على هذا التقاطع عن طريق الصقلاوية ليحكم قبضته على منطقة النساف بما فيها من محطة البريد ومحطة الكهرباء ومحطة القطار ومركز شرطة، ويعد تقاطع السابع من نيسان، بمثابة الحد الفاصل بين مناطق سيطرة التنظيم والمناطق الخاضعة للجيش الحكومي والصحوات.
قال ضابط متقاعد من أبناء المنطقة، في تصريح لصحيفة "
عربي21"، رفض الكشف عن اسمه، إنه "في حال تمكن التنظيم من السيطرة على هذا التقاطع فانه سيضيق الخناق على قاعدة الحبانية التي إن تم إسقاطها أو حصارها، أو حتى تحييدها، فإن سقوط مدينة الرمادي يصبح تحصيل حاصل".
من جهته قال مصدر مقرب من تنظيم الدولة لـ "
عربي 21": إن "إحكام تنظيم الدولة السيطرة على تقاطع السابع من نيسان سيعني فرض السيطرة على ما تبقى من مناطق شرق الخالدية، وعزل منطقة "سن الذبان" حتى شرق الرمادي، للضغط على منطقة "الخالدية" لما تمثله من أهميةٍ إستراتيجية عسكرية، كونها تعد معقلا للصحوات والشريان الرئيسي لمد مناطق شرق الرمادي بالمقاتلين، وهذا ما سيعمل عليه التنظيم الذي استقدم تعزيزات مهمة إلى المنطقة هذه الأيام".