كشف الشيخ محمد
موسى الشريف، عضو المكتب التنفيذي ومجلس الأمناء في رابطة
علماء أهل السنة، عن جهود تُبذل لتوحيد جميع علماء أهل السنة في كيان إسلامي جامع وشامل، مشيرا إلى توجيه الرابطة دعوات لكل الروابط والكيانات الممثلة لأهل السنة؛ من أجل التنسيق والتعاون ومحاولة الاندماج في كيان يجمعهم خلال الفترة المقبلة.
ورغم أنه أقرّ -في تصريحات لـ"
عربي21"- بعدم وجود تجاوب قوي مع هذه الجهود، لأسباب كثيرة (رفض ذكرها بشكل مفصل)، إلا أنه عبّر عن تفاؤله بإيجاد هذا "الكيان الجامع؛ ليكون بمثابة مرجعية موحدة لأهل السنة".
وحول ما إذا كانت بعض الأنظمة الحاكمة في الدول العربية والإسلامية هي أحد أسباب عدم وجود هذا الكيان، فقد نفى الشريف هذا الأمر برمته، قائلا: "ليس هناك أي عائق من قبل أي دولة إسلامية، بل على العكس؛ وجدنا من بعض الدول ترحيبا وتجاوبا وتعاونا، فليس هناك عائق إلا من أنفسنا، ومن مواقف بعض المشايخ والعلماء".
وكشف الشريف أيضا عن أن بعض العلماء تواصلوا مباشرة مع العاهل السعودي
الملك سلمان بن عبدالعزيز، لوقف أحكام
الإعدامات التي أقرتها سلطة الانقلاب العسكري في
مصر ضد المعارضين لها، وعلى رأسهم الرئيس محمد مرسي، مضيفا: "عسى أن تثمر تلك الجهود قريبا".
وبشأن رؤيته لدور مؤسسة الأزهر في ظل حكم رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي؛ قال: "نرجو أن يعود الأزهر كما كان، حيث كان مقاوما للظلم والظالمين، وقد ظهر ذلك جليا خلال الاحتلال الفرنسي والبريطاني، وكان ملجأ للمظلومين، وهذا هو الأزهر الذي نعرفه طوال التاريخ".
وتابع: "لكن منذ أن جاء الانقلاب العسكري المشؤوم في 3 يوليو 2013، بل منذ انقلاب 1952، والأزهر في تردٍّ واضح للأسف الشديد، ويسير من سيئ إلى أسوأ، وكل حاكم يأتي يقوم بتطويع الأزهر أكثر، حتى أصبح كثير من مشايخ الأزهر أشبه بضباط الأمن، وأصبحوا في غاية البعد عن مهمة العالم والداعية الحقيقية".
واستنكر بشدّة اتهام رابطة علماء أهل السنة بـ"شرعنة العنف"، قائلا: "من المستحيل أن ندعو لعنف مسلح، أو لقتل أي شخص بريء، فهذا غير صحيح على الإطلاق؛ لأنه أبعد ما يكون عن غايتنا وفكرتنا، ومثل هذه الاتهامات ما هي إلا مجرد افتراء وظلم علينا".
يذكر أن الداعية الإسلامي محمد موسى الشريف، وُلد في جدة بالسعودية عام 1961، وهو حاصل على الدكتوراه في الشريعة، بالإضافة إلى كونه طيارا مدنيا.