أكدت محافل عسكرية
إسرائيلية أن النتيجة المؤكدة للتدخل الروسي في
سوريا هو تحسين المكانة الاستراتيجية لإسرائيل بشكل غير مسبوق.
ونقل معلّق الشؤون الاستخبارية في "معاريف"، يوسي ميلمان، عن المحافل قولها إن تكثيف التدخل الروسي في سوريا، يحقق هدفا استراتيجيا إسرائيليا من الطراز الأول، يتمثل في إطالة أمد الحرب، الأمر الذي يعني إرهاق جميع الأطراف بشكل يخدم في النهاية المصالح الإسرائيلية.
وفي تحليل نشرته صحيفة "معاريف"، الجمعة، نوه ميلمان إلى أنه كلما طال أمد الحرب أفضى الأمر إلى إضعاف كل من إيران وحزب الله، ما يبرز إسرائيل قوة إقليمية رائدة في المنطقة.
وأوضح ميلمان الخبير الأمني الإسرائيلي أن إطالة أمد المواجهة الدائرة في سوريا سيفضي إلى تقليص فرص تورط إسرائيل بشكل مباشر في سوريا، ما يمكّن تل أبيب من تحقيق مصالحها بصمت، ودون دفع أثمان سياسية وأمنية كبيرة.
وشدد ميلمان على أنه بات في حكم المؤكد أن هناك تقاسم أدوار بين الأمريكيين والتحالف الدولي من جهة، وبين القوات الروسية، حيث يقوم التحالف باستهداف تنظيم الدولة، في حين يستهدف الروس قوات المعارضة المسلحة.
وفي السياق ذاته، توقعت نخب إسرائيلية أن يتخلى الروس عن نظام بشار الأسد، بسبب إطالة أمد المواجهة، وبفعل الخسائر التي يمكن أن تتكبدها موسكو في سوريا.
وقال معلق الشؤون الدولية في قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى، أورن نهاري: "على الرغم من أن
روسيا تعدّ دولة عظمى من ناحية عسكرية، إلا أنها في المقابل تعد دولة ذات قدرات اقتصادية متوسطة، ما يقلص من قدرتها على تحمل تكلفة تمويل الحملة العسكرية في سوريا".
وفي مقال نشرته صحيفة "غلوبس" الاقتصادية في عددها الصادر الجمعة، نوّه نهاري إلى أن سقوط جنود روس أسرى في أيدي
المعارضة السورية المسلحة، سيغير الواقع بشكل جذري، وسيخلق رأيا عاما روسيا معاديا للرئيس فلاديمير بوتين، ما يقلص هامش المناورة المتاح أمامه.
ونوه نهاري إلى أن بوتين يمكن أن يخرج من سوريا في حال حصل على تعهد من قوى المعارضة السورية بالحفاظ على مصالح روسيا في الساحل.
وقلل نهاري من أهمية ودلالة البيانات التي يصدرها بوتين ويعلن فيها دعمه للأسد، منوها إلى أن بوتين يشبه صاحب نادي فريق كرة قدم، يعلن دعمه للمدرب الفاشل، لكي يقوم بعدها بالاستغناء عن خدماته.
واتفق رئيس قسم الدراسات الشرقية في جامعة تل أبيب، إيلي زيسير، مع ما ذهب إليه نهاري، منوها إلى أن تصدي بوتين لمهمة الحفاظ على نظام الأسد يعدّ رهانا بالغ الخطورة، بسبب تواضع القدرات الاقتصادية لروسيا.
وفي مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، الخميس الماضي، لفت زيسير إلى أنه بخلاف الأوضاع في الولايات المتحدة، فإن قدرة روسيا على تمويل تورط طويل الأمد في سوريا مشكوك فيها تماما.