أكد الأمين العام لـ"
حزب الله" حسن نصرالله، أن الحزب دخل في مواجهة المشروع التكفيري الذي يهدد المنطقة والعالم واستطاع أن يقف في وجهه لأكثر من أربع سنوات في أكثر من ميدان، على حد تعبيره.
وتساءل نصر الله في خطابه: "لولا هذا الصمود في العديد من الساحات في وجه داعش بالعراق وسوريا ولبنان.. أين كانت المنطقة اليوم؟"، وشدد على أن "المعركة مع الإرهاب لا تزال مفتوحة لكن الصمود حمى المنطقة".
ويبدو أن جهود حزب الله والإيرانيين لم تكن كافية لمنع سقوط نظام بشار الأسد، حيث دخلت القوات الروسية بقوة لتعديل موازين القوى الذي مال مؤخرا لصالح المعارضة السورية بشكل كبير.
ولم يقدم نصر الله الذي قتل المئات من عناصر حزبه في
سوريا تفسيرا للتدخل الروسي الكبير في سوريا وما إذا كانت مشاركة حزبه في القتال قد أنقذت سوريا ممن وصفهم بالتكفيريين.
وأوضح في كلمة متلفزة خلال مهرجان تكريمي لأحد قادة حزبه العسكريين قتل في سوريا قبل أسبوع، أن "رجال المقاومة.. هم اليوم حضور في الميدان حيث يجب أن يكونوا أكثر من أي زمن مضى نوعا وعدة وعديدا، لأننا في معركة ومرحلة فاصلة وحاسمة".
ويعد حزب الله اللبناني المدعوم من إيران من أبرز المجموعات المسلحة غير السورية التي تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري، ومكنته من تحقيق تقدم ميداني في مناطق عدة.
وشارك حزب الله في القتال إلى جانب قوات الأسد في بدايات اندلاع الثورة الشعبية ضد نظام بشار الأسد التي انطلقت مستلهمة الثورتين الشعبيتين في تونس ومصر، إلا أن
نظام الأسد قمع التظاهرات المدنية بالرصاص الحي، ثم جاء حزب الله لمساعدة النظام في قمع الثورة الشعبية.
وأضاف نصر الله: "لو قدر لهذه الجماعات الدموية أن تسيطر على العراق وسوريا ولاحقا لبنان (...) لكان المصير ما آلت إليه أحوال الناس في الموصل والرقة والأنبار دير الزور وغيرها"، وهي مناطق تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.
وساوى نصرالله بين قتال إسرائيل وقتال التنظيمات المتطرفة في سوريا، معتبرا أن "كلا المشروعين الصهيوني والتكفيري يريدان الوصول إلى النتيجة نفسها وهي تدمير شعوبنا ومجتمعاتنا وإذلالها وقهرها وسحقها ومصادرة إرادتها".
وأضاف: "سنواصل تحمل المسؤولية ونملك من القادة والإمكانات والكفاءة أن نتواجد في الجبهتين (...) في مواجهة الصهاينة (...) وأي مشروع يواجه كرامة الناس وأمنهم".
وكان حزب الله شيع الاثنين أحد قادته العسكريين البارزين، حسن محمد الحاج، في بلدة اللويزة الجنوبية بعد مقتله خلال مشاركته في القتال في سوريا.
وقال نصرالله الأحد، إنه قتل في معارك سهل الغاب في محافظة حماة في العاشر من الشهر الحالي.
وأوضح أن الحاج "قائد من قادة المقاومة (...) وكانت له إنجازاته من محور المقاومة في إقليم التفاح (جنوب لبنان) إلى خطوط المواجهة (ضد إسرائيل) إلى مواجهة المشروع التكفيري".
يذكر أن تدخل حزب الله في سوريا قد سبق الإعلان الرسمي عن ولادة تنظيم الدولة الإسلامية، حيث تؤكد تقارير أن تدخل الحزب بدأ في وقت مبكر من عام 2012 حيث شارك في مهمة التدريب على تكتيكات مكافحة التمرد للجيش النظامي السوري، وتشير التقديرات إلى أنه بحلول ربيع 2013، قد نجح في تدريب 50 ألف فرد من قوات النظام غير النظامية، أو ما بات يعرف بقوات الدفاع الوطني التي ينتمي غالبها للطائفة العلوية.
وقد شارك الحزب علنيا في القتال في جبهة القصير عام 2013، حيث كانت مشاركته قبل ذلك غير علنية.
في المقابل، فإن أبا بكر البغدادي، أعلن في نيسان/ إبريل 2013، في تسجيل صوتي أن جبهة النصرة هي امتداد لتنظيمه، وأعلن دمج التنظيمين تحت مسمى واحد هو "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، لكن "النصرة" سارعت في اليوم التالي إلى رفض عرض الاندماج.
الحوار اللبناني
ولفت نصرالله إلى "أننا نسمع من تيار المستقبل أنهم يتحدثون عن الحوار وكأنهم يتفضلون علينا للحوار معنا، يمنون على اللبنانيين بأنهم يشاركون بالحوار، هذا الإحساس مرفوض، ولا نقبل لأحد أن يمن علينا بالحوار"، مضيفا أنه "إذا كنتم تشعرون أنكم محرجون أو متفضلون علينا وعلى غيرنا في بقائكم بالحكومة فـالله معكم، لا داعي لوجودكم".
وتابع قائلا: "نحن إلى جانب بقية إخواننا المقاومين حررنا بلدنا، ولم نمن على أحد أننا قاتلنا بالدفاع عنه واذا الكلام عن الحوار لأجل الابتزاز فنحن نرفض الابتزاز، نرحب بمن يريد البقاء داخل الحكومة ونرفض أن يكون هذا الموضوع موضوع ابتزاز".
وشدد على "أننا لا نجبر أحدا على البقاء في الحكومة أو الحوار"، مشيرا إلى "أننا حريصون على بلدنا واستقراره السياسي والأمني وعلى بقاء الحكومة".
واستدرك بالقول إن "الموضوع معنوي وعندما تكون هناك كرامة ناس ونشعر بأنه يتم المس بهذه الكرامة فالموضوع مختلف".