السيارة التي كان يستقلها منفذ عملية اطلاق النار- تويتر
قتل أربعة مستوطنين إسرائيليين وأصيب 11 آخرون بجروح متفاوتة، بينهم حالات خطيرة، الخميس، في عملية إطلاق نار نفذها شاب فلسطيني بالقرب من مستوطنة "غوش عصيون" جنوب مدينة بيت لحم، وعملية طعن وقعت في شارع "بن تسفي" جنوب مدينة "تل أبيب" بالداخل الفلسطيني المحتل، حيث تم اعتقال المنفذين بعد إصابتهما.
وبذلك يرتفع عدد القتلى الإسرائيليين إلى 17 منذ الأول منذ أكتوبر الماضي، كما ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 91 شهيدا فلسطينيا، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وأعلن الاحتلال لاحقا عن استشهاد الشاب الفلسطيني شادي زهدي راتب عرفة (26 عاما) من مدينة الخليل برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي؛ حيث كان يتواجد في مكان عملية إطلاق النار قرب مستوطنة "غوش عصيون"، بإطلاق النار عليه، بحسب مصادر أمنية فلسطينية.
وأوضحت المصادر في تصريح صحفي لها أن قوات الاحتلال زعمت أنها أطلقت النار "بالخطأ" على الشاب عرفة، إذ سيتم تسليم جثمانه سيسلم للجانب الفلسطيني هذه الليلة.
وفي السياق ذاته أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد الشاب محمود عليان (20 عاما) متأثرا بجراحه التي أصيب بها قبل أيام في مدينة البيرة بالضفة، حيث أصيب برصاصة في رأسه وتدهورت حالته الصحية وفارق الحياة مساء اليوم الخميس.
وأوضحت المصادر الإسرائيلية أن شابا فلسطينيا ترجل من سيارته وكان يحمل سلاحا رشاشا من نوع "عوزي"، أطلق النار صوب تجمع للمستوطنين داخل حافلة، ما أدى إلى مقتل اثنين منهم وإصابة 8 آخرين بجروح، اثنين منهم في حالة الخطر، بحسب موقع "وللا" العبري.
وفي التفاصيل أوضحت المصادر الإسرائيلية أن الشاب بعدما فتح النار باتجاه المستوطنين، عاد إلى سيارته وقادها باتجاه مستوطنة "الون شفوت" التي تبعد مئات الأمتار عن موقع إطلاق النار، وحاول دهس مجموعة من جنود الاحتلال الذين قاموا بشكل مباشر بإطلاق النار عليه وإصابته.
وأفاد موقع "وللا" أن منفذ عملية إطلاق النار هو محمد عبد الباسط الحروب (24 عاما) من بلدة دير سامت جنوب غرب الخليل المحتلة.
وفي وقت سابق قتل مستوطنان إسرائيليان وأصيب ثلاثة آخرون بجروح "خطيرة" في عملية طعن وقعت الخميس، في شارع "بن تسفي" جنوب مدينة "تل أبيب" بالداخل الفلسطيني المحتل.
وأفاد موقع "وللا" العبري، بأن أحد منفذي عملية الطعن أصيب بجروح "خطيرة"، فيما تمكن شريكه الثاني من الفرار من المكان حيث تقوم قوات كبيرة من شرطة الاحتلال بمطاردته.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن منفذ العملية المصاب شاب فلسطيني من بلدة دورا جنوب مدينة الخليل المحتلة، ويحمل تصريح عمل في الداخل المحتل.
وأوضح الموقع أن أحد المستوطنين المصابين جرح في رأسه، بينما أصيب آخر في الجزء العلوي من الجسم وقدا فراق الحياة متأثرا بجراحه، التي وصفها في وقت سابق بـ"الخطيرة".
وتتحدث مصادر إعلامية إسرائيلية عن تمكن فلسطينيا من الدخول إلى كنيس يهودي في شارع بن تسفي، وقتل المستوطن وأصاب أربعة، جراح أحدهم خطيرة.
من جانبها، باركت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عملية الطعن "الجريئة"، حيث طالب المتحدث باسمها حسام بدران، المقاومين "بالمزيد من الرد" على اعتداءاته بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وأكد في تصريح صحفي عقب العملية، وصل "عربي21" نسخة عنه، أن الشعب الفلسطيني "يصر على تحدي إجراءات الاحتلال التي تحرمه من مواراة أبنائه الشهداء الثرى"، في إشارة منه لمنع الاحتلال تسلم جثامين شهداء الانتفاضة الثالثة لذويهم.
ورأى بدران أن هذه العمليات "النوعية" ستجبر الاحتلال الغاشم على "تسليم جثامين الشهداء لذويهم وشعبهم الذي يكن لهم كل احترام"، مضيفا: "ليعلم الاحتلال بأن إجراءاته ستنقلب نارا وجحيما عليه".
ونوه إلى أن محاولات الاحتلال الرامية لوأد الانتفاضة الثالثة "عبر احتجاز منفذي العمليات البطولية باءت بالفشل"، مؤكدا أن "سيل عمليات المقاومة ضد الاحتلال لم يتوقف".
وانطلقت شرارة الانتفاضة الثالثة مع بزوغ شهر تشرين أول/ أكتوبر الماضي، حيث تنوعت العمليات في مقاومة الاحتلال؛ ما بين طعن ودهس وإطلاق نار وغيرها من وسائل المواجهات الشعبية، وتدور مواجهات في الضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة بين شبان فلسطينيين عزل وقوات الاحتلال الإسرائيلية، كانت قد اندلعت بسبب إصرار مستوطنين يهود متشددين على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة الجيش والقوات الإسرائيلية.