لو سألنا 100 شخص عن أبرز الحوادث التي بقيت في أذهانكم في عام 2015 لأجابنا 90 منهم: "حادثة إسقاط الطائرة الروسية في صحراء محافظة سيناء المصرية والهجمات المتزامنة التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس"، وبناء على هذه النتيجة الافتراضية التي نسجناها في مخيلتنا يمكننا القول إن "2015 هو عام
الإرهاب العابر للقارات".
في هذا العام الدموي الذي يشارف على الإنتهاء بعد أن أثخن في العالم تهجيرا وتفجيرا وتقتيلا، ضرب الإرهاب أكثر من 20 دولة في القارات الخمس كما لم يترك دولة عظمى أو صغرى إلا وقضى منها وطره.
لسنا نعني بالإرهاب هنا إرهاب "الدولة الإسلامية" و"القاعدة" بفروعها فقط، بل من الإنصاف أن نذكر إرهاب الدول في حق شعوبها والغزاة ضد المدنيين، فلو تطوع باحث منصف لرصد الإعتداءات على المدنيين والأبرياء من قبل كل الجهات لوصل إلى نتيجة مفادها أن الإرهاب ليس مقتصرا على جماعة معينة بقدر ما هو سياسة ممنهجة من أطراف عدة.
فهل يمكننا أن نعتبر ما يقوم به
تنظيم الدولة إرهابا في حين نتغاضى عن إرهاب القصف العربي والغربي على المدنيين الخاضعين لحكمه؟
وهل ما يقوم به الجنرال عبد الفتاح السيسي من قصف وتهجير وتعذيب وتدمير للمنازل في سيناء جريمة يعاقب عليها القانون الدولي وإرهاب أم أنها نجاحات أمنية وخطوات سريعة نحو الديمقراطية؟
قبل 4 أيام من الآن وتحديدا الثلاثاء 22 من شهر كانون الثاني/ يناير الحالي،كتبت هيئة الإذاعة والتلفيزيون البريطاني BBC تقريرا مقالا على موقعها العربي بعنوان "2015 عام الإرهاب؟"، استعرضت فيه أبرز الأحداث الإرهابية التي شهدها العالم هذه السنة ووصلت في اخره استنادا على الأرقام إلى نتيجة مفادها أن "العام 2015 قد يكون أسوأ من 2014، الذي كان قد شهد زيادة بنسبة 80 بالمائة في عدد ضحايا الإرهاب عن العام الذي يسبقه وكان أكثر السنين عنفا منذ 2001، وفقا للمؤشر الدولي للإرهاب الذي يتابع مثل هذه الهجمات".
بدأ العام 2015 إرهابه مبكرا عندما قام مسلحان بالهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية بالعاصمة باريس في شهر كانون الثاني/ يناير، وقد قتل في الهجوم 12 من رسامي المجلة.
وبعدها بشهر، شهدت العاصمة الدنمركية كوبنهاغن هجوما مسلحا على ندوة ثقافية وكنيس يهودي أوقع قتيلين و3 إصابات في صفوف الشرطة.
وفي شباط/ فبراير أيضا وقبل شهر من مبايعتها لتنظيم الدولة نفذت جماعة "بوكو حرام" هجوماً في مدينة فوتوكول النيجيرية على الحدود مع الكاميرون سقط جراءه نحو سبعين مدنيا وستة عسكريين.
أفغانستان (نيسان/ أبريل): قتل 33 شخصا على الأقل وأصيب اكثر من 100 آخرين بجروح في تفجير انتحاري استهدف مصرفا في مدينة جلال آباد شرقي أفغانستان حسبما افادت شرطة المدينة.
تركيا (تشرين الأول/ أكتوبر): أدى هجومان متزامنان في مظاهرة في أنقرة إلى مقتل أكثر من مئة شخص في أكتوبر/تشرين الأول، وهو أكثر الأحداث الإرهابية عنفا على الإطلاق في تركيا.
الكويت (حزيران/ يونيو): 27 قتيلا وأكثر من 200 جريح جراء تفجير انتحاري في مسجد الإمام الصادق وتبنى تنظيم الدولة هذه العملية.
اليمن (تشرين الأول/ أكتوبر): سقط 15 قتيلا على الأقل و55 جريحا في صفوف المدنيين بقصف صاروخي شنه الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح على أحياء سكنية خاضعة لسيطرة المقاتلين الموالين لحكومة الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي، وسط مدينة تعز ،حسب ما أفادت مصادر طبية.
الصومال (أيلول/ سبتمبر): قال مسؤولون عسكريون غربيون إن خمسين جنديا على الأقل من قوات الإتحاد الإفريقي قتلوا في هجوم شنته حركة الشباب الصومالية على قاعدة عسكرية في جنوب البلاد.
لبنان (تشرين الثاني/ نوفمبر): انفجاران في الضاحية الجنوبية لبيروت إلى مقتل 43 شخصًا وجرح 239 آخرين وتبنى تنظيم الدولة الهجومين اللذين نفذهما انتحاريان بواسطة دراجة نارية وحزام ناسف.
السعودية (أيلول/ سبتمبر): قتل13 شخصًا بينهم عشرة رجال أمن، في تفجير انتحاري استهدف مسجدًا تابعًا لقوات الطوارئ السعودية في منطقة عسير بجنوب غرب المملكة، بحسب?ما أعلنت وزارة الداخلية السعودية.
اليمن (كانون الثاني/ ديسمبر): تبنى تنظيم الدولة في اليمن اغتيال محافظ عدن، اللواء جعفر محمد سعد مع 8 من مرافقيه، إثر استهداف موكبه بسيارة مفخخة في مدينة التواهي بمحافظة عدن جنوبي البلاد.
كما أعلن التنظيم عن تبنيه في وقت سابق لأكثر من 25 عملية بين تفجير واغتيال، جرى تنفيذها في العاصمة صنعاء وعدد من المدن الواقعة جنوب البلاد (المكلا ولحج وشبوة وأبين)، وكان من أبرزها العملية التي طالت فندق "القصر" في مدينة عدن الذي تقيم فيه الحكومة، ومقرين للتحالف والهلال الأحمر الإماراتي، في 6 تشرين الأول أكتوبر 2015.
تونس (آذار/ مارس): هجوم على متحف باردو أوقع أكثر من 23 قتيلاً و50 جريحًا.
تونس (حزيران/ يونيو): هجوم استهدف فندقًا أدى إلى مقتل 39 شخصًا وجرح أكثر من 30.
تونس (تشرين الثاني/ نوفمبر): أعلنت وزارة الداخلية التونسية عن مقتل 12 عنصرًا من الأمن الرئاسي التونسي وإصابة 17 في انفجار حافلة كانت تقلهم وسط شارع محمد الخامس بالعاصمة تونس.
مصر (تشرين الثاني/ نوفمبر) :"الدولة الإسلامية"تعلن مسؤوليتها عن إسقاط طائرة الركاب الروسية التي قضى فيها 224 شخصًا.
وتبني التنظيم نفسه عشرات الهجمات على نقاط تفتيش للجيش والشرطة في شمال سيناء، ومناطق أخرى في البلاد على مدار السنة.
فرنسا (تشرين الثاني/ نوفمبر): تعتبر الهجمات المتزامنة التي شهدتها باريس من أضخم الهجمات الدموية التي استهدفت أوروبا منذ اعتداءات مدريد في مارس 2004 حيث أوقعت 130 قتيلًا و351 جريحًا.
الولايات المتحدة الأمريكية (كانون الأول/ ديسمبر): أسفر إطلاق نار في مؤسسة للخدمات الاجتماعية بسان برناردينو في غرب الولايات المتحدة عن سقوط "14 قتيلا وإصابة 17 آخرين حسب ما أعلنت عنه شرطة المدينة.
هذه بعض العينات من الهجمات الإرهابية التي استهدفت أنحاء متفرقة من العالم،وإن كانت هذه الهجمات قد وصلت إلى قلب العاصمة الفرنسية والدنمركية وإلى مدينة سان برناردينو بولاية كاليفورنيا الأميركية وغيرها من المدن الغربية إلا أن المنطقة العربية ظلت تحتل المرتبة الأولى كما ونوعا في كل ما له علاقة بالهجمات الإرهابية.
العام 2015 سيغادرنا بعد 4 أيام وسيحتفل العالم بدخول 2016 وستقام الإحتفالات الضخمة في العواصم العربية والغربية استقبالا لهاته السنة الجديدة التي نتمنى أن تكون أفضل من سابقاتها،ولكن يبقى 2015 عاما حزينا على العالم بأسره وإن حاول البعض منا تغطية سواده بقطعى مرطبات يشتريها ليحتفل بها مع أبنائه وزوجته،لذلك فإن العنوان الأبرز ل 2015 هو "السنة الدولية للإرهاب العابر للقارات"بدون منازع.