قالت الكاتبة
اللبنانية، بتول الحسيني، إنها انتظرت بفارغ الصبر خروج الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطاب أو تصريح، وذلك "لتطمئن على أنه حي يرزق، بعد إشاعات انتشرت حول صحته مؤخرا"، على حد تعبيرها.
وقدمت الحسيني قراءة للخطاب الأخير الذي ألقاه نصر الله، واصفة إياه بأنه "عالي النبرة مرتجف الصوت".
واستدلت الكاتبة على ما ذهبت إليه بقراءة لغة الجسد لحسن نصر الله أثناء الخطاب، لتصل لنتيجة مفادها أن الرجل "لم يكن واثقا بما يقول ولا حازما"، فلغة جسده عكست نقيض كلامه.
وأشارت الحسيني إلى بعض الدلائل، منها: التوتر، والتعرق، والابتسامات النافرة، بالإضافة لـ"كاسة الليموناضة"، مؤكدة أن
حسن نصر الله ليس بخير، وأن معنوياته في أسوأ أحوالها؛ بسبب الحرب في سوريا.
وسلطت الكاتبة الضوء على عدة نقاط في الخطاب أهمها، استذكار الشريك السني كـ"سني"، ووضع هذه الطائفة أمام محورين؛ إما مع حزب الله أو مع إسرائيل، بما معناه أنّ مصالح السنة تتقاطع مع الدولة اليهودية في انتقاد سلوكيات الحزب، وعلى هذه الطائفة أن تراجع نفسها.
وأكدت أن هذه اللهجة الجديدة على خطابات السيد من الناحية المذهبية لا تدلّ على تهجّمه على الآخر، وإنّما على الحاجة لغطائه، لا سيما أنّ تمظهر هذا العامل الجديد في إطلالات السيد جاء متزامنا مع رعد الشمال وإرسال المملكة العربية السعودية جنودا إلى تركيا، مع التلويح بتدخل بري في سوريا.
هذه المعطيات جعلت أمين عام حزب الله يدرك جيدا أنّ أمامه مرحلة إقليمية لن يتخطاها إلا من خلال إعادة السني إلى ملعبه والتذكير بالعدو الصهيوني وبإنجازات الحزب، وهذا ما جدّ بصنعه اليوم.
أما بالنسبة للنقطة الثانية، فهي -بحسب الكاتبة- تتمثل في التلويح بخطر إسرائيل الذي أصبح قيد أنملة منا، والتوتر الذي بلغ أقصاه في هذا الشق، حيث إنّه عندما وضع أنّ إسقاط الأسد رغبة إسرائيلية وأنّه بما يقوم به حزب الله من حماية النظام ورأسه إنّما يحمي لبنان، هو نفسه كان يدرك العكس، كما يدرك أنّ كل ما يتغنى به من تقدم ميداني لن يحقق له النصر، وأنّ ما يحققه عسكريا لن يحسم الأزمة السورية، لا سيما أن ورقة النظام انتهت صلاحيتها إقليميا ودوليا، ما يدل على أنّ الحرب والدمار والاستنزاف سوف تستمر على مدى طويل، وهذا ما سيرهق الحزب، وعلى العكس سوف يرتد خيرا على إسرائيل، التي تنتظر إنهاك الجميع؛ لتحقق مآربها، وتحمي حدودها، وهذا ما تناله اليوم باتفاقات ضمنية مع حزب الله ومع الجيش السوري.
وتابعت بالقول: من جهة ثانية، وفي هذه النقطة، أشار السيد إلى ما يتم التحدث به عن تدخل سعودي – تركي، غير أنّه -على الرغم من اللهجة القاسية- دعا إلى تسوية سياسية ( هي تسوية ترفض بها السعودية الشروط الإيرانية)، كما دعا مرتين إلى الالتفاف حول المقاومة لحماية لبنان بقوله: "عندما نساند هذه المقاومة نمنع الحرب على لبنان"، والحديث للكاتبة.
أما "ثالثة الأثافي"، فأشارت الحسيني إلى أنها تتمثل في تجاهل كل ما قاله سعد الحريري في ذكرى 14 شباط، بهذا التخطي لخطاب الأخير في البيال، ترك السيد مجالا أوسع للرد دون أن يحسم الأمور بينه وبين الخصم في ظلّ أوضاع إقليمية تشكل عامل قوة لفريق الرابع عشر من آذار.
وختمت الكاتبة مقالها بالقول: "وبعدم الإشارة إلى الداخل اللبناني بملفاته العالقة وجه رسالة علنية للفرقاء جميعهم أنّ الملف السوري أولا، وأن أيّ حلحلة في لبنان سوف تمرّ من قصر المهاجرين في سوريا أو من خلال تسوية تصب في مصلحة جميع المشاركين في هذه الأزمة".