أعلن الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، عن تمكنه من تهريب 17 يهوديا من اليمن إلى "إسرائيل" في أحدث عملية لجلب
يهود اليمن؛ البلد الذي تعصف به الحرب منذ سنوات. ووصفت القناة الثانية الإسرائيلية، العملية التي استمرت عاما كاملا، بـ"المعقدة والسرية".
وأوضحت القناة أن على رأس المهرَّبين؛ الحاخام سليمان يحيى داهري، الذي جلب معه كتاب توراة عتيق عمره يناهز الـ800 عام، مكتوب على جلد حيوان، مشيرة إلى أن داهري كان قد عبّر عن حلمه بالقدوم إلى "إسرائيل" ومعه الكتاب، وهو ما تحقق له في عملية تمت "بمشاركة أمريكية".
وتعليقا على عملية التهريب، ومدى اختراق الاحتلال للدول العربية؛ فقد قال الخبير السياسي عبد الستار قاسم، إن الدول العربية "ليست مخترقة أو مستباحة من قبل إسرائيل، وإنما تفتح أبوابها لها عن طيب خاطر، وسابق إصرار".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "إسرائيل أصبحت من أهل البيت بالنسبة لبعض الحكومات والأنظمة العربية"، لافتا إلى أن هذه الأنظمة "عميلة ووكيلة لإسرائيل، وتقدم خدمات أمنية لها لتبقى قوية، فهل تعجز عن تقديم خدمات تهجيرية؟ بالطبع لا".
وحول تأثير "
الاختراق الإسرائيلي" على قوة ومستقبل الأمة العربية؛ أكد قاسم أن "الأنظمة العربية القائمة ليست معنية بالحصول على القوة، وتحرص على أن تكون دولها ضعيفة، وذلك في مقابل ضمان أمريكا وإسرائيل حماية تلك الأنظمة، واستقرار حكمها واستمراره".
وقال: "لا مستقبل للأمة العربية مع وجود هذه الأنظمة، التي تسخر نفسها عن سابق وعي لخدمة الاحتلال".
من جانبه؛ أكد الخبير في الأمن القومي إبراهيم حبيب، أن "الحالة الموجودة في الدول العربية بفعل بعض الأنظمة؛ تساعد بشكل كبير جهاز
الموساد الإسرائيلي في تنفيذ بعض عملياته النوعية في قلب تلك الدول"، مشيرا إلى أن ما كشف عنه من جلب يهود يمنيين "ليس جديدا على الاحتلال".
عمليات سرية
وأضاف لـ"
عربي21" أن "إسرائيل لا تدخر جهدا في ضرب الحالة الأمنية في أي بلد عربي، وحتى مع البلاد التي تعقد معها اتفاقيات سلام كالأردن ومصر"، منوها إلى وجود "تعاون مشترك بين دول عربية وإسرائيل، لتنفيذ عمليات سرية ذات مصالح مشتركة، وربما يتم ذلك أيضا بتنسيق أمريكي غربي".
وقال حبيب إن "جهاز الموساد هو صاحب اليد الطولى في تنفيذ العديد من العمليات السرية والعلنية؛ ليس فقط في الدول العربية، وإنما في العديد من دول العالم"، لافتا إلى أن "تعدد الجنسيات التي يحملها كثير من الإسرائيليين؛ يمنحهم القدرة على انتحال شخصيات مختلفة، أو تزوير جوازات سفر بأسماء أوروبية، كما حصل في دبي وسوريا ولبنان وأغلب الدول العربية".
وبيّن أن الإمكانات الضخمة التي يتمتع بها الموساد "تؤهله لتنفيذ مثل هذه العمليات، وما حصل في اليمن ليس أمرا معقدا في ظل الوضع الأمني المتدهور"، مؤكدا أن السلطات الإسرائيلية "لا تألو جهدا لنقل اليهود من جميع أصقاع الأرض إلى فلسطين المحتلة، بسبب تراجع هجرة اليهود إلى إسرائيل".
وأوضح حبيب أن المخابرات الإسرائيلية "تتدخل في العديد من الدول لإشعال حالة من الأزمات الداخلية، أو توظيف بعض الأعمال الإرهابية؛ بهدف إجبار يهود ذلك البلد على
الهجرة إلى إسرائيل".