نفت رئاسة الأركان الروسية، الاثنين، وجود أي خطط للجيش الروسي بشأن عمليات عسكرية سيتم تنفيذها في محافظة
حلب السورية.
وقال سيرغي رودسكوي، رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان الروسية، في مؤتمر صحفي عقده الاثنين: "لا نخطط لأي عمليات عسكرية في حلب".
وأوضح رودسكوي التزام بلاده بوقف إطلاق النار في
سوريا، ذاكرا أنَّ الطيران الروسي لا يقصف المجموعات التي أعلنت التزامها بوقف إطلاق النار.
النفي الروسي يقابله تأكيد سوري من رئيس وزراء النظام وائل الحلقي.
أعلن مسؤولون في النظام السوري، الأحد، استعداد جيش النظام لبدء ما أسموها "
معركة تحرير حلب"، بغطاء جوي روسي، وذلك أثناء زيارة مسؤولين من مجلس "الدوما" الروسي إلى دمشق.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء، عن رئيس وزراء النظام السوري وائل الحلقي، قوله لمشرعين روس يزورون سوريا الأحد، إن سلاح الجو الروسي والجيش النظامي يعدان عملية مشتركة لما أسماه "تحرير حلب".
وأضاف الحلقي أن
روسيا وسوريا تعدان معا عملية لتحرير حلب والتصدي لكل الجماعات المسلحة غير القانونية، التي لم تنضم إلى اتفاق وقف إطلاق النار أو تخرقه، بحسب تعبيره، فيما يتوقع مراقبون أن تستهدف العمليات كل أطراف المعارضة، وسط اعتبار روسي لجميع الفصائل التي تواجه النظام السوري بـ"الإرهابية".
اقرأ أيضا:
نظام الأسد وروسيا يعلنان استعدادهما لمعركة حلب
الولايات المتحدة -من جانبها- طلبت توضيحات روسية بشأن خطط مزمع القيام بها ضد حلب، ففي مؤتمر صحفي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مارك تونر، الاثنين: "إذا كانت روسيا تريد شن ضربات جوية من أجل إضعاف داعش والقضاء عليه فنحن نرحب بذلك.. أما فيما يتعلق بحلب، فيجب أن يكون هناك مزيد من الوضوح بشأن هوية أولئك الذين نوجه ضرباتنا إليهم". وأضاف: "لا بد من الدقة في تحديد مواقع كل طرف، وكيفية تعاملنا معه"، مشيرا إلى أن الوضع في حلب شديد التعقيد وغير مستقر، وتتصف المدينة بكثرة المجموعات المسلحة المتواجدة فيها.
رأس الدبلوماسية الأمريكية جون كيري، عبر عن قلقه لغموض الخطط الروسية في حلب، وقد أعرب لنظيره الروسي، سيرغي لافروف، أثناء اتصالهما الهاتفي، الأحد، عن قلقه إزاء الوضع هناك.
لكن تقريرا نشره موقع "روسيا اليوم" الاثنين، يشير إلى أن معركة حلب الكبرى قادمة.
ويقول التقرير إنه شيئا فشئيا، تقترب معركة حلب الاستراتيجية، عاصمة الاقتصاد السوري في السابق، ومعيار القوى في الشمال، حيث الحدود التركية ومعادلة الموازين الإقليمية والدولية. هذا ما تؤكده التطورات الميدانية والحشود العسكرية في محيط الشهباء.
ويضيف التقرير: إذا ها هو مجددا سباق الميدان والسياسة. فمع اقتراب موعد الجولة الثالثة من جنيف3، ستكون خريطة المواجهة العسكرية مقياسا لأفق المناورة الدبلوماسية، وسط أسئلة تطرح عن تداعيات مشهد الشمال على المسار التفاوضي، وسط مخاوف من تقويض
الهدنة، في وقت تستمر فيه الخلافات حول مفهوم الحكم الانتقالي وصلاحياته ودور الرئيس السوري بشار الأسد فيه، فلماذا حلب إذا؟ ومتى ستكون ساعة الصفر؟
فهل نفي الجيش الروسي بشأن عمليات عسكرية سيتم تنفيذها في محافظة حلب يأتي في سياق المناورة والتمويه، أم في سياق الخلاف بين خطط موسكو ونظام الأسد؟