يتساءل خبير الطيران كلايف إيرفينغ في تقرير نشره موقع "ديلي بيست"، هل مات الطياران المصريان قبل أن تتحطم
طائرة مصر للطيران (أم أس 804)؟ حيث يحلل ما جرى للطائرة في اللحظات الأخيرة.
ويقول الكاتب إن الخبراء يحاولون تحليل وتفسير سبع إشارات سريعة أرسلت عبر الأقمار الصناعية من الطائرة، تفسر خللا فنيا حدث فيها، أدى إلى فقدان السيطرة، وإلى حدوث نوع من الانفجار، أنتج دخانا أمام قمرة الطائرة، مشيرا إلى أن التفاصيل لم تعط معلومات إضافية لتحديد سبب تحطمها.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن "الطائرة، مثل بقية طائرات (إيرباص 320)، فإنها (تطير من خلال الأسلاك)، أي أنها لا تعمل من خلال تدخل جسدي من
الطيار، كما في الماضي، حيث كان الطيار يتحكم بالطائرة من مقعده، حيث إن التحكم بالطائرة يمر عبر نظام إدارة يعتمد على أجهزة الحاسوب، وحتى عندما يتم وقف الطيار الآلي، وتقاد الطائرة بطريقة يدوية، دون الاعتماد على أجهزة الحاسوب، فإن أدوات التحكم تنشط إلكترونيا".
ويقول إيرفينغ إنه "مهما حدث لطائرة (إيرباص) في الدقائق القليلة التي تأثرت فيها أجهزة الحاسوب ونظام القيادة، فإن نظام التحكم تعطل، وهو أمر لم يحدث في طائرة حديثة من قبل، وفي الحالات العادية عندما تندلع نار، أو يظهر دخان، فإنه تكون لدى الطيارين الفرصة لوضع ميكرفون على أقنعة الدخان بطريقة ترسل إشارات استغاثة (مي دي) تحدد المشكلة، وعلى ما يبدو فإنه لم تكن لدى الطيارين المصريين الفرصة لعمل هذا، وهو ما يطرح فرضية منعهم من القيام بهذا، أو قتلهم في قمرتهم".
ويلفت الموقع هنا إلى ما حدث في قمرة الطائرة قائلا إنه "أمر لا يمكننا معرفته، إلا بعد انتشال أجزاء الطائرة المتحطمة، وفحص السجلات الأخيرة في الصندوقين الأسودين، ولن يتم الحصول على الأجزاء بسرعة؛ نظرا لصعوبة العثور عليها في البحر، وحتى الآن لم يتم انتشال سوى الأنقاض المرتبطة بالمسافرين، مثل الأغطية والأمتعة والمقاعد التي كانوا يجلسون عليها وسترات النجاة، أما القطع التي تقدم فكرة عن سبب تحطم الطائرة فلم ينتشل منها إلا القليل، حيث تقدم المواد التي انتشلت صورة عن مكان تحطم الطائرة، أما القطع الخفيفة فقد حملها الموج بعيدا عن مكانها الأول".
ويفيد التقرير بأنه "حتى يتم العثور على أجزاء مهمة من الطائرة، فإن معرفة السبب تظل سرا، خاصة أن القطع الكبيرة من الطائرة قد تكون غطست على مسافة 10 آلاف قدم في قاع البحر، وغادرت سفينة فرنسية ميناء طولون مجهزة بمعدات لانتشال الأنقاض من على مسافة عميقة في البحر، كما نشر المصريون غواصة".
ويتساءل الكاتب عن فعالية البحث، مشيرا إلى تشابه تحطم الطائرة المصرية وتحطم طائرة "إير إيشيا" في كانون الأول/ ديسمبر 2014 في خليج جاوة الأندونيسي، التي مات كل من كان على متنها، وعددهم 162 شخصا.
ويستدرك الموقع بأن "هذه الطائرة لم تتحطم إلا بعد أن أصابت المياه، ومع أننا نعرف أن الطائرة المصرية توقفت فيها أجهزة التحكم، لكن لا توجد إشارة تدل على تحطمها في الهواء".
ويكشف التقرير عن أن الدينامية التي سقطت فيها الطائرتان واحدة، مستدركا بأن الكيفية التي تفاعلت فيها كل منهما مع الماء ليست واحدة، حيث إنه عادة ما تصيب الأجزاء الثقيلة الماء ثم تغرق.
وينوه إيرفينغ إلى أن عملية البحث عن طائرة "إير إيشيا" سهلة، حيث تم العثور على الأجزاء الطافية منها بعد يومين قرب جزيرة لا يبلغ عمق الماء فيها سوى مئة قدم، وبعد أسبوع قام الغواصون بالعثور على أجزاء أخرى تحت الماء، مستدركا بأنه رغم سهولة العثور على حطام الطائرة، إلا أن انتشاله اعترضته عقبات؛ بسبب عدم وضوح الرؤية وانتشار الأعشاب، ولم يتم استخراج الجزء الأكبر من الطائرة إلا بعد عدة أسابيع.
ويبين الموقع أن العثور على حطام الطائرة المصرية مهمة أعظم من مهمة العثور على حطام طائرة "إير إيشيا"، حيث إن البحث تحت ماء المتوسط مهمة محفوفة بالعقبات، لأنها منطقة مظلمة والأمواج فيها عالية والرياح سريعة.
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالقول إنه "لهذا، فإنه لن يتم العثور على الصندوق الأسود بسهولة، ونظرا لعدم تناسب الجهاز مع الأجواء في البحر وعمر البطارية التي يحملها، حيث تنتهي بعد شهر، فإن العثور عليه يعد من الأمور الملحة".